اختارت إيران العديد من المناطق الاستراتيجية على الأرض السورية، لإقامة قواعدها و حوزاتها الشيعية، نذكر منها بعيدا عن العاصمة دمشق التي ينشط فيها تواجد الميليشيات، مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية أقصى شرق محافظة دير الزور، التي أصبحت بعد انسحاب القوات الروسية تحت السيطرة الايرانية المباشرة والتي تعتبر الممر البري الأساسي للميليشيات التابعة لإيران من العراق نحو سوريا عبر البادية. كما تمتلك إيران وجوداً عسكرياً ونفوذاً واسعاً في باقي مدن دير الزور الأساسية وريفها في المنطقة الواقعة جنوب وشرق نهر الفرات، إلا أن هذا النفوذ متداخل في كثير من الحالات مع الوجود العسكري الروسي الذي حافظ على قوته في مدينة دير الزور تحديداً.
وتمتلك الميليشيات المختلطة وجوداً كبيراً في محيط مدينة حلب وتحديداً في منطقة الريف الجنوبي الذي حاولت إيران السيطرة عليه مراراً من قبضة فصائل المعارضة وتتواجد الميليشيات المحلية والإيرانية جنوب حلب، بالقرب من نقاط المراقبة التي يتواجد فيها عناصر وضباط من الجيش الإيراني، والتي تم نشرها بعد اتفاق خفض التصعيد في أستانا، فإن هذه المنطقة باتت تعد أحد أبرز مناطق النفوذ الإيراني المختلط في سوريا.
على صعيد التطورات العسكرية تعرضت مجموعة تابعة لإحدى الميليشيات العراقية التابعة لإيران، لغارة جوية على الحدود العراقية السورية دون وقوع إصابات ، كما قتل ثلاثة عناصر من ميليشيا "لواء أسد الله الغالب" العراقية أحدهما يحمل الجنسية اللبنانية والآخران يحملان الجنسية العراقية بانفجار سيارة ذخائر للميليشيا كان يتم نقلها من المحطة الحرارية إلى منطقة جبل عزان شرق حلب، وتسبب الانفجار باصابة امراة وزوجها مع طفلتهما وتم نقلهم لمشافي مدينة حلب.
وفي مدينة البوكمال شرقي دير الزورتعرضت الميليشيات الايرانية لثلاث هجمات ليلية متفرقة مجهولة المصدر حيث فتح مجهولون النار على منزل "رافع السحاب" الموالين للنظام ما ادى الى اصابة زوجته، كما استهدف مجهولون ايضا باطلاق الرصاص عناصر لميليشيا الدفاع الوطني في سوق المدينة ما أدى لإصابة عنصر، وطال هجوم مربع المعري الأمني التابع للحرس الثوري الإيراني ما ادى عنه لإصابة أحد العناصر الأفغان بطلقات في صدره نقل على إثرها للمشفى الميداني التابع للمليشيات الايرانية، تلا هذه الهجمات استنفاراً أمنياً لقوات النظام السوري وميليشيا الدفاع الوطني والميليشيات الإيرانية في المنطقة.
وعلى الصعيد الأمني قام حاجز تابع لميليشيا الحرس الثوري على مدخل مدينة البوكمال شرق دير الزور باعتقال 3 طالبات يدرسن في كلية التربية في جامعة دمشق أثناء عودتهن إلى المدينة بتهمة تصوير الحاجز، وتم نقل الطالبات إلى مقر الميليشيا في حي المشاهدة وسط المدينة،في ظل عجز المخابرات الجوية التابعة للنظام عن التدخل للافراج عن الفتيات وسخط من الأهالي في المدينة.
على صعيد التعزيزات والتنقلات العسكرية وصل رتل عسكري ضخم تابع لقوات الحرس الجمهوري برفقة رتل من عناصر كتيبة الصواريخ التابعة لميليشيا حزب الله اللبناني من مقر لواء المشاة التابع لقوات الحرس الجمهوري في جبل قاسيون الواقع بالعاصمة دمشق إلى مطار كويرس العسكري ومن ثم الى إلى مقر لميليشيا حزب الله اللبناني في معمل للبلاستيك الواقع جنوب غرب بلدة الرصافة في الرقة.
و يتألف الرتل من 185 عنصر من كتيبة الصواريخ التابعة لميليشيا حزب الله اللبناني، و265 عنصر من قوات النظام السوري، و10 دبابات و16 شاحنة تحمل المدفعيات ومنصات إطلاق صواريخ، و33 سيارة نوع (أنتر) تحمل أسلحة وذخيرة ومواد غذائية ومعدات لوجستية، بالإضافة لـ 77 بيك أب نوع (تويوتا) وسيارة نوع (فان) وعدد من السيارات نوع (جيب) وسيارة نوع (هونداي) و4 جرافات نوع (تركس) و5 سيارات إسعاف مع كادر طبي كامل، وعدد من السيارات القاطرة المقطورة التي تحمل العناصر وأثاث ومفروشات المكاتب والأجهزة الإلكترونية، ويقود هذه الرتل عدد من الضباط والقياديين في ميليشيا حزب الله اللبناني
يشار إلى أنَّ ميليشيا حزب الله اللبناني وقوات النظام السوري، يجهزون معسكر تدريبي لتدريب العناصر على منصات إطلاق الصواريخ، في محيط معمل البلاستيك في ظل توترات تشهدها قوات النظام مع حليفه الروسي في المنطقة.
كما قامت الميليشيات الإيرانية بسحب كامل قواتها التي تضمنت 110 عناصر و27 آلية عسكرية ودبابتين من نوع "تي-72" من قرية الفرقلس شرقي حمص ها نحو مطار التيفور العسكري دون توضيح الأسباب.
كما قامت الميلشيات الايرانية مؤخرا بإنشاء قاعدة عسكرية جديدة على تلة حبوبة في ريف حلب الشرقي بالقرب من مناطق وجود قوات التحالف الدولي و"قسد" التي تتمركز قرب ضفاف نهر الفرات.
ومن جهة اخرى قامت ميليشيا حركة النجباء العراقية اليوم افتتاح مكتب انتساب جديد حمل اسم " الحق" تابع لها في بلدة معدان عتيق الخاضعة لسيطرة النظام السوري غربي ديرالزور .