قوات سوريا الديمقراطية في أسبوع

 قوات سوريا الديمقراطية في أسبوع

 

لا تزال قوات سوريا الديمقراطية "قسد" تسيطر على أغلب الشرق السوري على الرغم من التناحر الشرس بين هذه القوات من جانب والقوات التركية والقوات الحليفة لها من جانب آخر على عدة جبهات.

وسنأتي فيما يلي على أهم الأحداث والتحليلات المحيطة بها، خلال الأسبوع الأخير، وذلك وفقاً لما يلي:

على الصعيد العسكري ..

اندلعت اشتباكات عنيفة بين "قوات سوريا الديمقراطية" و"الجيش الوطني" على محور أم الكيف شمال غرب تل تمر بريف الحسكة الشمالي، بعد استهداف فصائل المعارضة لقرى أم الكيف والدردارة والمبسوطة بقصف مدفعي أعقبه رد لقوات"قسد" بقذائف المدفعية، كما اندلعت اشتباكات مماثلة  بعد محاولة عناصر قسد التسلل لمناطق سيطرة الجيش الوطني في محور العريش في مدينة رأس العين شمالي الحسكة، ومن جهته تبنى تنظيم الدولة قتل عنصر من قسد واصابة آخر قرب قرية أبو قبيع غربي الرقة.

وعلى صعيد مختلف قام مسعفون وجنود من القوات الاميركية في شهر أيار الماضي بتدريب عناصر من قوات "قسد" على الإسعافات الأولية لعناصر حرس البنية التحتية البترولية الهامة (CPIG) التي تسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية" والقوات الأمريكية شمال شرقي سوريا، في أكاديمية داخل قاعدة أربيل الجوية بالعراق وذلك حسب ما أعلنته القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" في بيان لها، حيث شملت التدريبات تعليم التدخلات والتقنيات المنقذة للحياة التي تركز على الجروح المؤلمة، و استخدام الضمادات الضاغطة وخياطة الجروح وغيرها.

على صعيد الحراك الشعبي في المنطقة .. 

خرجت مظاهرات حاشدة في أحياء "المسرب وطريق الجزيرة و دوار اللمبة وحي الحزاونة" في مدينة منبج إضافة لقرى"الحية و أبو قلقل وجب حمزة وتشرين" في ريفها، ليومين متتالين بعد دعوات أطلقها ناشطون دعوا فيه لإضراب عام ومظاهرات، احتجاجاً على قانون التجنيد الإلزامي والاعتقالات التعسفية، وقابلت قوات "قسد" المظاهرات بإطلاق الرصاص الحي ما تسبب بمقتل وإصابة عدد من المتظاهرين، واعتقال آخرين ونقلهم الى مركز قوى الأمن الداخلي"أسايش"، وفرضت قوات "قسد" منع تجول وحصار كامل  على المدينة . 

بالمقابل قطع أهالي قرية الحية الطريق الدولي "M4" أمام تعزيزات"قسد" العسكرية، التي عاودت فتح الطريق واعتقال 16 شابا من المتظاهرين، كما قامت قرى "تلعرش وأبو قلقل وشويحة خزناوي" وجميع القرى المحيطة بسدّ تشرين جنوب شرقي مدينة منبج، بقطع الطرق المؤدية إليها، كما طرد أهالي قرى "الفارات والخطاف " قوات قسد منها بعد مواجهات بينهما.

ومع ازدياد حدة الحراك الشعبي في المنطقة أصدرت "رابطة المستقلين الكرد السوريين" بيانا اكدت فيه على دعمها ومساندتها لأهالي مدينة منبج مستنكرة الممارسات "الإرهابية والقمعية" التي تنتهجها "سلطة الوكالة" بحق المحتجين، وطالبت قوى الثورة بتقديم الدعم للانتفاضة بكل الوسائل الممكنة، كما طالبت المجتمع الدولي وبشكل خاص الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي بالتدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات وإعادة منبج لأهلها بعيدا عن نظام الأسد وقوات "قسد ".

فيما أكد الائتلاف السوري المعارض في بيان له على أن "القانون الدولي والشرعية الدولية ومبادئ حقوق الإنسان تشدد على عدم شرعية الإجراءات التي تفرضها العصابات والميليشيات التي تفرض سيطرتها على أي مكان بمنطق الأمر الواقع".

وطالب الائتلاف المجتمع الدولي برفع الغطاء والدعم قوات سورية الديمقراطية والتحرك الفوري لوقف انتهاكاتها وممارساتها ضد أهالي منبج وشرق الفرات ووقف حملات التجنيد الإجباري.

كما أصدر مجلس القبائل والعشائر السورية مع شخصيات من وجهاء الرقة وعدة عشائر وقبائل "العكيدات والبكارة والبوبطوش والويسات والعكيدات والعجيل وطيء والمشاهدة"  بيانات دعمت الحراك في منبج ودعت للإضراب العام في المنطقة لمواجهة "قسد" وتجاوزاتها.

وتوجه وفد من العشائر ووجهاء المدينة للاجتماع مع الإدارة المدينة والمجلس العسكري لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وأصدرت الإدارة بياناً مصوراً بحضور الوفد العشائري وقيادة المجلس ذكر فيه القائد العام لمجلس منيج العسكري "محمد أبو عادل":" بعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينتنا في اليومين الماضيين، والتي أدت لوقوع ضحايا وجرحى من أهلنا الذين خرجوا مطالبين بمطالب شعبية محقة، تم عقد اجتماع موسع لكافة عشائر المنطقة مع الإدارتين المدنية والعسكرية، و تقرر ما يلي: إيقاف العمل بحملة واجب الدفاع الذاتي في منبج وريفها وإحالتها إلى الدراسة والنقاش، إطلاق سراح كافة المعتقلين في الأحداث الأخيرة، وتشكيل لجنة للتحقيق في الحيثيات التي تم فيها إطلاق النار، ومحاسبة كل من كان متورطاً في ذلك"، كما طالبت اللجنة بتوفير المحروقات والغاز المنزلي والإسمنت ، وعدم ملاحقة او اعتقال او محاسبة اي شخص شارك أو دعم هذه الاحتجاجات.وعقب الاجتماع قراراً أصدرته الادارة الذاتية  يقضي بتأجيل المكلفين بالخدمة العسكرية من أبناء مناطق عفرين ورأس العين وتل أبيض، الخارجة عن سيطرتها والموجودين في مناطق الإدارة ، ورفع الحظر العام الذي فرضته على المدينة.

 

وأعربت مصادر خاصة عن تخوفها من مباحثات تجري لتسليم المدينة إلى النظام السوري في ظل الاحتجاجات المستمرة حيث أكدت معلومات عن محاولة قسد التفاوض مع النظام بمباركة روسية لحسم امر مدينة منبج.
 

وعن مخيم الهول شرق الحسكة ..

أعلنت "الإدارة الذاتية" تسليم طفلة من المخيم إضافة إلى امرأة مع طفليها، من أبناء الجالية الهولندية إلى المبعوث الهولندي لسوريا "يميل دي بونت".

كما غادرت 59 عائلة "عدد أفرادها 202 غالبيتهم مِن النساء والأطفال" مخيم الهول الواقع جنوب شرقي الحسكة، باتجاه منطقة عين العرب (كوباني) شمال شرقي حلب، يأتي ذلك في سياق المبادرة التي أطلقها مجلس سوريا الديمقراطية"مسد" لإفراغ مخيم الهول مِن النازحين السوريين.

فقد شنت "قسد" حملة مداهمة وحشية في المخيم  أدت لإعتقال 27 شخصاً مِن الأقسام الأول والثالث والخامس فيه، بينهم تسع نساء بعضهن حوامل ورجل مسن بتهمة تشكيل خلايا إرهابية وتهريب عائلات تنظيم الدولة ، وتم نقلهم إلى مركز الاستخبارات التابعة لـ"قسد" للتحقيق معهم، في ظل وجود أكثر مِن 20 اسماً مطلوباً في المخيم لم يُعتقلوا بعد.

وعلى الصعيد الأمني في المنطقة..

شنت قوات"الكوماندوس" الخاصة التابعة لقسد حملة اعتقالات في حديقة الرشيد قرب دوار النعيم في الرقة، طالت ستة  شبان من أبناء دير الزور المقيمين فيها بعد تفتيش هواتفهم و إطلاق الرصاص لإفراغ الحديقة.

كما شنت حملة مداهمات في قرية التروازية شمالي الرقة أدت إلى اعتقال ستة أشخاص بينهم إمراة عراقية الجنسية بتهمة التعامل مع الجيش الوطني ، وتم نقل المعتقلين إلى مكتب الاستخبارات في مدينة عين عيسى للتحقيق معهم.

وعلى صعيد متصل قامت قوات مكافحة الإرهاب التابعة للادارة الذاتية بشن حملة مداهمات واعتقالات بدعم من التحالف الدولي  وتحليق المروحيات الأميركية وإطلاق القنابل المضيئة، ضد خلايا تنظيم الدولة في ريف دير الزور الشرقي ، حيث داهمت ثلاث منازل في بلدة البصيرة واعتقلت ثلاثة أشخاص أحدهم زعمت أنه أمير في تنظيم الدولة ويدعى "أبو البراء الديري " .

وعلى الصعيد الاجتماعي والمعيشي .. 

أعلنت قوات "قسد" عن إعادة فتح المعابر النهرية على نهر الفرات لرحلات الأشخاص فقط، والتي تربط بين مناطق سيطرتها ومناطق سيطرة النظام السوري بعد نحو أسبوعين من إغلاقها، وشهدت المعابر حركة عبور غير مسبوقة من جانب مناطق سيطرة قوات النظام والتي على ما تبدو أنها هجرة لأماكن سيطرة قسد هرباً من الأوضاع الاقتصادية السيئة.