لضرب جهود التطبيع.. واشنطن تدعو الجامعة العربية لمؤتمر روما

تعمل واشنطن منذ تطبيق قانون قيصر العام الماضي على فرض عزلة سياسية واقتصادية على النظام السوري لعدم التزامه بالقرارات الدولية المتعلقة بسوريا، واستخدامه السلاح الكيميائي بشكل متكرر، وشنه المزيد من العمليات العسكرية ضد مناطق المعارضة المسلحة.

وفي ظل الإدارة الأمريكية الجديدة المتمثلة بالرئيس جو بايدن، الذي لم يضف أي عقوبات جديدة ضد النظام السوري، تكثف واشنطن جهودها من أجل ضرب أي جهود تطبيع مع النظام السوري قد تقوم بها دول عربية وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة التي تعتبر حليف استراتيجي لواشنطن.

دعوة للجامعة العربية لحضور مؤتمر روما

في خطوة مفاجئة وسعت واشنطن قائمة المدعوين إلى المؤتمر الوزاري المتعلق بتمديد المساعدات الإنسانية إلى سوريا ليشمل " جامعة الدول العربية".

ويعقد المؤتمر المذكور اليوم، الاثنين 28 حزيران، في العاصمة الإيطالية روما، وتهدف واشنطن من خلال دعوة الجامعة العربية إليه لفتح ملف التطبيع وثني الدول العربية عن إعادة علاقاتها الديبلوماسية مع النظام السوري.

وتأتي هذه الخطوة في وقت ترغب فيه دول عربية أبرزها الإمارات وعُمان ومصر بالتطبيع مع النظام السوري وإعادة تمثيله في جامعة الدول العربية، بناء على اقتراحات عربية وضغوطات روسية تُرجمت من خلال تصريحات لوزير الخارجية سيرغي لافروف أثناء جولته الأخيرة للدول العربية ولقائه عدداً من الوزراء.

وتسعى واشنطن من تجميد التطبيع العربي والدولي مع النظام السوري، إلى الضغط على موسكو التي تدعم الأسد لضمان موافقتها على قرار الأمم المتحدة المتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر المعابر الحدودية.

وفي ذات السياق أطلقت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة25 حزيران،  تحذيراً للدول والكيانات من فرض عقوبات عليها في حال تطبيع علاقاتها مع النظام السوري  وخرق قانون قيصر الذي ينص على فرض عقوبات على النظام وداعميه من الأشخاص والكيانات.

وقال القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط جووي هود إن على البلدان التي تفكر في تطبيع علاقاتها مع نظام الأسد أن تأخذ في الاعتبار جرائمه، وأكد أن واشنطن سوف تفرض عقوبات على الحكومات والكيانات التي تخالف قانون قيصر المتعلق بسوريا.

وفيما يخص الدول التي أبدت رغبتها في إعادة العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد، أضاف هود أن واشنطن تحث دول المنطقة على النظر بعناية في الفظائع التي قام بها نظام الأسد ضد الشعب السوري، وذلك على مدى العقد الماضي، مطالباً كذلك بالأخذ في الحسبان جهود النظام المستمرة لمنع وصول الكثير من المساعدات الإنسانية إلى البلاد وعدم توفير الأمن.

وأكد هود التزام واشنطن بالعملية السياسية التي يقودها الشعب السوري وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وفي تحميل النظام المسؤولية عن الفظائع التي لا تعد ولا تحصى التي ارتكبها ضد شعبه

وجاء موقف واشنطن بعدما أثارت مخرجات اجتماع الدول السبع الذي انعقد في لندن قبل أيام، العديد من التكهنات والتوقعات بأن الغرب قد يغض الطرف عن الدعوات التي تطالب بإعادة التطبيع مع النظام السوري.

وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن إدارة الرئيس جو بايدن قطعاً لن تقوم بإعادة تأسيس أو ترقية العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد، وأنها لا تزال على موقفها الثابت منذ اندلاع الثورة السورية في 2011.

وأضاف نعتقد أن الاستقرار في سوريا والمنطقة الأكبر لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عملية سياسية، وهي تمثل إرادة جميع السوريين ونحن ملتزمون بالعمل مع الحلفاء والشركاء والأمم المتحدة لضمان حل سياسي دائم في الداخل.

مؤتمر روما

سيعقد المؤتمر على هامش المؤتمر الخاص بالتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، في لقاء وزاري سيرأسه وزير الخارجية الأمريكي  أنتوني بلينكين، وهو الأول له عن سوريا منذ تسلم الرئيس جو بايدن مقاليد السلطة في البيت الأبيض.

وسيعقد بلينكن الاجتماع برفقة  15 من نظرائه في السبع الكبار والمجموعة المصغرة فضلاً عن تركيا وقطر والاتحاد الأوروبي.

وكان من المقرر أن يقتصر المؤتمر على إيجاز يقدمه المبعوث الأممي غير بيدرسن وإلقاء كل وزير خطاباً لمدة دقيقتين قبل إقرار مسودة بيان جماعي مختصر، مع تركيز خاص على ملف المساعدات الإنسانية وتمديد آلية إيصالها عبر الحدود.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها أمس، الأحد 27 من حزيران، إن غودفري  القائم بأعمال المبعوث الأميركي للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم الدولة، والقائم بأعمال منسق مكافحة الإرهاب، سيتوجه برفقة وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى روما، لحضور اجتماع وزراء خارجية التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، بعد عقده اجتماعات مع كبار المسؤولين في حكومة إقليم كردستان العراق، وزيارته مع وفد أمريكي مخيم الهول شمال شرقي سوريا.

وأضاف البيان أن المبعوث الأميركي أكد خلال محادثاته السابقة على التزام بلاده المستمر بضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم الدولة في سوريا والعراق، ودعم جهود الاستقرار في المناطق التي جرى تحريرها منه.

وجاء في البيان الأمريكي “جنباً إلى جنب مع شركاء التحالف، تدعم الولايات المتحدة الجهود الجارية لتحسين الظروف والأمن في معسكرات النزوح ومرافق الاحتجاز، وتحسين البنية التحتية والصرف الصحي والصحة والتعليم والتنمية الاقتصادية في المناطق المحررة من سيطرة تنظيم الدولة".

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن بلينكن سيسعى في أثناء تواجده بروما إلى تحقيق تقدم في ملف يحمل أهمية دولية عندما يترأس إلى جانب إيطاليا مؤتمراً بشأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة، الذي ظهر في أفريقيا وأفغانستان بعد هزيمته في سوريا.

وأضافت الوزارة أنه من المقرر مشاركة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبيرغ، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في الاجتماع.

وأضافت الوزارة أن بلينكن سيشارك على هامش اجتماع روما، باجتماع آخر على المستوى الوزاري، يناقش الملف السوري للتأكيد على تلبية الاحتياجات الإنسانية هناك.