ضربات أمريكية لمواقع المليشيات الإيرانية في العراق وسوريا

تعرضت مواقع تابعة  للميليشيات الإيرانية بريف دير الزور ومناطق أخرى داخل الحدود العراقية ليل أمس الأحد، لسلسلة ضربات جوية نفذتها مقاتلات حربية أمريكية، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير مقرات تتبع للميليشيات.

وأفادت مصادر خاصة في دير الزور أن الغارات الأمريكية استهدفت عدة مواقع ومخازن أسلحة تابعة للميليشيات الإيرانية في منطقة الحميضة قرب البوكمال شرق دير الزور.

وأشارت المصادر إلى مقتل ما لا يقل عن 5 عناصر وإصابة آخرين من الميليشيات العراقية الموالية لايران، جراء استهداف طائرات امريكية لمقرات عسكرية وتحركات للميليشيات قرب الحدود العراقية-السورية، وداخل الأراضي السورية.

وجاء القصف الأمريكي بحسب وزارة الدفاع الأمريكية، رداً على هجمات بطائرات من دون طيار شنتها تلك الفصائل على أفراد ومنشآت أمريكية في العراق.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية أمس، الأحد 27 حزيران، إن الجيش الأمريكي بتوجيه من الرئيس جو بايدن شن غارات جوية دفاعية دقيقة على منشآت تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا.

وأضافت الوزارة في بيانها "استهدفت الضربات الأمريكية منشآت عملياتية وتخزين أسلحة في موقعين في سوريا وموقع واحد في العراق وكلاهما يقعان بالقرب من الحدود بين البلدين".

وأشارت الوزارة إلى أنه تم اختيار الأهداف بسبب استخدام هذه المنشآت من قبل ميليشيات مدعومة من إيران شاركت في شن هجمات بطائرات مسيرة على أفراد ومنشآت أمريكية في العراق، موضحةً أن المنشآت المستهدفة كانت تستخدمها ميلشيات حزب الله العراقي وكتائب سيد الشهداء.

ودافعت الوزارة عن الضربات الأمريكية على الأراضي السورية والعراقية بالقول" إنه من منظور القانون الدولي، تصرفت الولايات المتحدة وفقاً لحقها في الدفاع عن النفس، مضيفةً "لقد كانت الضربات ضرورية لمواجهة التهديد وكمسألة تتعلق بالقانون، اتخذ الرئيس هذا الإجراء وفقاً لسلطة المادة 2 الخاصة به لحماية الأفراد الأمريكيين في العراق."

وأوضحت الوزراة الأمريكية أنه بالنظر إلى سلسلة الهجمات المستمرة من قبل الجماعات المدعومة من إيران والتي تستهدف المصالح الأمريكية في العراق، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن، وجه بمزيد من العمل العسكري لتعطيل وردع مثل هذه الهجمات.

وقال مسؤول دفاعي أمريكي مطلع على الضربات لشبكة فوكس نيوز الأمريكية، إن طائرات "F15" و" F16" التابعة للقوات الجوية الأمريكية نفذت عمليات القصف وعادت لقواعدها.

وأضاف المسؤول الأمريكي أن منشأة واحدة على الأقل تستخدمها الميليشيات الإيرانية لإطلاق الطائرات المسيرة تم تدميرها موضحاً أنه "لا يتوقع سقوط الكثير من الضحايا من القوات المدعومة من إيران بسبب توقيت الضربة".

وشهدت مواقع الميليشيات الإيرانية بريف دير الزور والحدود العراقية السورية في الـ27 من الشهر الفائت، قصفاً امريكياً استهدف بنى تحتية تستخدمها فصائل مسلحة موالية لإيران في شرقي سوريا، ما أسفر عن مقتل 22 مسلحاً عراقياً، في أول عملية عسكرية لإدارة جو بايدن رداً على الهجمات الأخيرة على مصالح غربية في العراق، فيما نددت وزارة الخارجية السورية بالقصف الأمريكي، واصفة إياه بأنه مؤشر سلبي على سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة.

ووصف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي في بيان حينها، عملية القصف بالدفاعية، موضحاً أن الضربات دمرت بنى تحتية عديدة تقع في نقطة حدودية تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران.

الرد الإيراني على الغارات الأمريكية

وفي أول تعليق إيراني على الضربات  الأمريكية التي استهدفت ميليشياتها قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في مؤتمر صحفي اليوم، الاثنين 28 من حزيران، إن أمريكا تواصل طريقها الخاطئ في المنطقة.

ونقلت وكالة فارس عن زادة قوله إن على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إصلاح طريقها بدلًا من اختلاق الأزمات والمشاكل لشعوب المنطقة، مضيفاً أن ما تقوم بها أمريكا هو زعزعة أمن المنطقة وأن أحد ضحايا ذلك هو أمريكا نفسها.

الرد العراقي على الغارات

أدان رئيس مجلس الوزراء العراق مصطفى الكاظمي اليوم الاثنين، القصف الأمريكي الذي طال “الحشد الشعبي” العراقي.

وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية يحيى رسول إن العراق سيبدأ تحقيقاً في الضربات الأمريكية على حدوده مع سوريا واصفاً إياها بانتهاك السيادة العراقية.

وقال رسول في تغريدة نشرها اليوم الاثنين "ندين الهجوم الجوي الأمريكي الذي استهدف ليلة أمس موقعاً على الحدود العراقية السورية، وبما يمثل انتهاكا سافراً ومرفوضاً للسيادة العراقية وللأمن الوطني العراقي وفق جميع المواثيق الدولية.

وأضاف رسول "يجدد العراق رفضه أن يكون ساحة لتصفية الحسابات ويتمسك بحقه في السيادة على أراضيه ومنع استخدامها كساحة لردود الفعل والاعتداءات"

وختم رسول التغريدة بالقول "ندعو إلى التهدئة وتجنب التصعيد بكل أشكاله، مؤكدين أن العراق سيقوم بالتحقيقات والإجراءات والاتصالات اللازمة على مختلف المستويات لمنع حدوث مثل هذه الانتهاكات".

وأصدر الحشد الشعبي في العراق بياناً حول القصف الأمريكي الذي طال قواته واعتبره إضعافاً للقوات العراقية، وذكرت هيئة الحشد في بيان صحفي، أنه في الساعة الثانية من فجر الاثنين قام الطيران الأمريكي باستهداف ثلاث نقاط لقوات الحشد الشعبي بمسافة 13 كيلومتراً داخل الحدود العراقية.

ولفتت مصادر مقربة من الحشد الشعبي إلى مقتل خمسة عناصر على الأقل من عناصر كتائب حزب الله العراقية، وكتائب سيد الشهداء المنضوية تحت راية الحشد الشعبي، فيما توعدت كتائب سيد الشهداء باستئناف استهداف الطائرات الأمريكية في الأجواء العراقية، محذرةً من أنها ستدخل من الآن فصاعداً في حرب مفتوحة مع الاحتلال الأمريكي.