استهدفت صواريخ إسرائيلية، فجر اليوم الأربعاء، مبنى في جنوب العاصمة دمشق، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للنظام السوري "سانا".
وأضافت سانا أن الهجوم وقع حوالي الساعة 12:45 من فجر اليوم، موضحةً أن "العدو الإسرائيلي نفذ عدواناً بصاروخين من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً بناء فارغاً جنوبي دمشق، وتم إسقاط أحد الصواريخ المعادية، ولم يتم وقوع أي خسائر".
ويأتي القصف بعد ساعات من إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي،" بيني غانتس" أن بلاده ستواصل مواجهة إيران على جميع الجبهات بما في ذلك في الساحة الشمالية التي تشمل لبنان وسوريا.
وفي الثامن من تشرين الثاني الجاري استهدف سلاح الجو الإسرائيلي، مواقع عسكرية لقوات النظام السوري وميليشيا حزب الله اللبناني في محافظتي حمص وطرطوس وسط سوريا.
وذكرت وكالة "المجس" في تقريرٍ سابق أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مقاراً تابعة لحزب الله اللبناني جنوب حمص، مبينة أن المواقع التي استهدفها الطيران الإسرائيلي تقع في كل من شنشار، وضاحية الأندلس، الحسينية، والقعة، جنوب حمص بكيلومتر، كما طاول القصف موقعين لحزب الله في كازية قادش ومعمل فرزات للزيوت المُسيطر عليهما من قبل حزب الله جنوب حمص.
وأضاف التقرير أن بعض الصواريخ التي أطلقتها دفاعات النظام الجوية، في تصديها للغارات الإسرائيلية، سقطت بالقرب من قاعدة "حميميم" الجوية في منطقة جبلة بريف اللاذقية، ما أدى لاشتعال النيران، من دون وقوع أي خسائر بشرية أو مادية.
وكانت الطائرات الإسرائيلية قد قصفت، فجر الأربعاء 3 تشرين الثاني الجاري، مواقع ومستودعات ذخيرة وصواريخ لقوات النظام السوري وحزب الله اللبناني غربي العاصمة السورية دمشق، بعدد من الصواريخ، واستهدفت الغارات الإسرائيلية حينها، مواقعاً للنظام وحزب الله، في بلدة زاكية ومنطقة الكسوة بالغوطة الغربية في ريف دمشق، واستهدفت مستودعات للذخيرة والصواريخ وتسببت بانفجارات وخسائر بشرية ومادية.
كما استهدفت مقر الفوج 137 التابع للفرقة السابعة في قوات النظام، الواقع في منطقة المثلث الواصل بين محافظات ريف دمشق ودرعا والقنيطرة، فضلاً عن مواقع أخرى تابعة لحزب الله تمتد من الحرجلة غرب دمشق وحتى السيدة زينب جنوب دمشق، ضمن قطعات عسكرية تابعة شكلياً للنظام السوري.
وفي 30 تشرين الأول الفائت قصفت طائرات حربية إسرائيلية، أهدافاً في محيط العاصمة السورية دمشق، في حين قال إعلام النظام إن دفاعاته الجوية تصدت لغارة إسرائيلية، ونقلت وسائل إعلام النظام السوري عن مصدر عسكري قوله إن الدفاعات الجوية تصدت لصواريخ معادية من اتجاه الأراضي المحتلة على ريف دمشق، مضيفةً أن القصف ناجم عن إطلاق صواريخ أرض – أرض من شمال فلسطين، ما أدى إلى إصابة جنديين من قوات النظام السوري.
وفي 13 تشرين الأول الفائت استهدف سلاح الجو الإسرائيلي عدة مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري في محافظة خمص وسط سوريا، ما أسفر عن وقوع قتيل وعدد من الجرحى من قوات النظام السوري، وقالت وزارة الدفاع التابعة للنظام إن جندياً قُتل وأُصيب ثلاثة آخرون، جراء الهجوم الجوي الإسرائيلي استهدف منطقة تدمر، إلا أن مصادر محلية أكدت أن الغارات استهدفت مطار التيفور العسكري جنوب شرقي مدينة تدمر واستهدفت مراكز للمليشيات الإيرانية، من بينها مركز للتدريب على الطائرات المسيرة، وجاء الاستهداف عُقب قصف سابق استهدف أيضاً مطار التيفور في ريف حمص وأوقع جرحى في صفوف قوات النظام السوري.
استياء روسي من الغارات الإسرائيلية والأحلاف ضد إيران
على الرغم من الحديث الذي نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، مفاده أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفقا في لقائهما في سوتشي، على مواصلة السياسة الحالية والتي تمنح الجيش الإسرائيلي الحق بالعمل بحرية في سوريا.
أشار السفير الروسي لدى إسرائيل "أناطولي فيكتوروف" إلى أن بلاده مستاءة من تزايد الغارات الإسرائيلية في سوريا، قائلاً "هذه ليست الطريق الصحيحة، إننا لا نحب ذلك ونعارض أن تتحول سوريا إلى حلبة مواجهة بين دول أخرى"، مضيفاً أنه على اتصال مع عائلات جنود إسرائيليين مفقودين، وأنه "يتم تنفيذ أي طلب إسرائيلي لفحص معلومات جديدة في سوريا، وندرك الحساسية الإسرائيلية لهذا الموضوع، ونحاول تقديم أكبر مساعدة ممكنة".
ولفت السفير إلى أن بلاده تدعم اتفاقيات إبراهام بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب، لكنها "تعارض تحويل الاتفاقيات إلى حلف بين إسرائيل ودول الخليج ضد إيران". وقال: "إننا لا نعتقد أن الاستقرار الإقليمي يتم من خلال تشكيل تحالفات ضد دولة معينة، ويفضل التعاون"، مشدداً على أنه "لا يجب استبعاد القضية الفلسطينية".
وتطرق فيكتوروف إلى الاتهامات باستهداف إيران لسفن بملكية إسرائيلية، وقال: "لا أعرف من يقف وراء هذه الهجمات.. وشاهدت الصور والأضرار، لكن لا إثبات واضحاً على أن هذه الطائرات المسيّرة من إيران"، موضحاً "أنا لا أدافع عن أحد، لكن إذا كانت هناك مشاكل، ينبغي حلها عن طريق الأمم المتحدة، وإظهار أدلة قاطعة".
وتتزامن تصريحات السفير الروسي مع تناقل وسائل إعلام إسرائيلية معلومات عن تلقي إسرائيل ضوءاً أخضر من روسيا بشأن هجماتها في سوريا، وذكرت الكاتبة الاسرائيلية "ليلاخ شوفال" في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أنه "كان يُخيل سابقاً أن الروس يعربون عن عدم رضاهم من نشاطنا في سوريا، لكن في الآونة الأخيرة يبدو أن إسرائيل تلقت ضوءاً أخضر من موسكو، والهجمات الإسرائيلية في سوريا لا تتوقف، رغم المساعي الإيرانية للاقتراب من القواعد الروسية". وأضافت الكاتبة الإسرائيلية أن "الهجمات الإسرائيلية في سوريا ستستمر، بسبب الحاجة العملياتية، وكذلك بسبب تداخل المصالح مع السوريين والروس حول الإيرانيين".