دوام الحال من المحال، لسان حال اللاجئين السوريين في السودان، فإنّ خلال السنوات العشر الماضية اعتبر السوريون السودان حضنهم الدافئ، على اعتباره البلد الوحيد تقريبا الذي يسمح لهم بالانتقال إليه من دون الحاجة إلى تأشيرات دخول، قرار الحكومة السودانية المفاجئ بفرض تأشيرة دخول على السوريين الراغبين بدخول السودان غير الأحوال، وقلبها رأساً على عقب.
محمود الأحمد مواطن سوري تحدثت "الغارديان" عن مأساته وتجربته وإنفاقه كل مدخراته على رحلة تهريبه إلى تركيا بعد أن صادرت الحكومة السورية منزله، لينتقل بعدها إلى الخرطوم التي كان ينتظر بها فرصة عمل في أحد معامل السجاد.
يقول الأحمد في حديثه للغارديان إنه شعر بـ"اليأس والإحباط" الشديدين عندما سمع بالقرار المتخذ أثناء استعداده للرحيل إلى تركيا، ما اضطره للعودة إلى سوريا والجلوس في محافظة إدلب. ويضيف أنه "عرض حياته للخطر" ودفع الكثير من الأموال للمهربين وتجديد جواز السفر "دون أي نتيجة".
وكان السودان يمنح السوريين مزايا في العمل والتعليم، وكانت أراضيه بعد أن حوصر السوريون في كل مكان محلاً لترتيب حفلات الزفاف. " عفاف " فتاة سورية باتت وبعد القرارات الأخيرة تنتظر الموافقة على تأشيرة لها لترتيب زفافها على خطيبها العالق في الخرطوم والعامل في أحد المطاعم السورية هناك ، فلا هو يستطيع الوصول إليها، إذ لا يمكنه العودة للخرطوم حال المغادرة دون تأشيرة ولا هي تستطيع الذهاب إليه ، وتزيد جائحة كورونا على الصعوبة صعوبة أكبر .
وفيما تثير قرارات رئيس مجلس السيادة الانتقالي " عبد الفتاح البرهان " وقف منح الجنسية وسحبها من 3548 شخص مخاوف السوريين أكثر وأكثر وهم اللذين باتت أموالهم التي استثمروها هناك في مهب الريح . تشير الأرقام أن 150 ألف سوري يعيشون في السودان جلهم في الخرطوم كانوا قد لجؤوا إليها إبان الحراك الشعبي في سوريا .