السلطات اليونانية تقطع مياه الشرب عن لاجئين سوريين في قبرص

قطعت السلطات اليونانية مياه الشرب عن نحو 600 لاجئ سوري يقيمون في مجمع (أجينوس نيكولاوس) السكني داخل قرية (خلوراكا) التابعة لمدينة بافوس في قبرص اليونانية، بحسب ما أفادت صحف محلية.
وقالت وسائل إعلام يونانية، في تقريرٍ نشرته، أمس السبت، وحمل عنوان "لاجئون سوريون يعانون من الجفاف"، أن اللاجئين السوريين نظموا تظاهرات داخل القرية احتجاجاً على قطع المياه عن المجمع السكني الذي يقطنون فيه منذ الخميس الفائت.
وأشارت إلى أن خلافات مالية بين رئاسة البلدية، ومالكي المجمع الذي يقيمون فيه، تسببت بقطع المياه عن منازلهم، مؤكدين إحالة القضية إلى المحكمة المختصة للبت فيها.
ويطالب السوريون السلطات اليونانية، وعلى رأسها إدارة شركة المياه بإعادة توصيل المياه مؤقتًا ريثما تتخذ المحكمة قراراتها وتمارس صلاحياتها، معلنين استعدادهم لدفع تكاليف إعادة توصيل المياه واستخدامها في الشقق التي يعيشون فيها، بحسب الإعلام اليوناني.
وقطعت السلطات اليونانية، يوم الخميس الماضي، المياه عن نحو 600 لاجئ سوري في المجمع السكني بعد إصدار وزير الصحة قراراً بقطعها بحجة أن مصدر المياه الواصلة إلى شقق المجمع غير قانوني وغير مسجل، وليس من شبكة المياه النظيفة التابعة للمنطقة، وأمهلت الوزارة شركة المياه ثلاثة أيام لتقديم اعتراض.
وتقدمت شركة المياه بالاعتراض وأرسلت برسالة عن طريق محاميها إلى وزير الصحة طالبت فيها باستصدار قرار يخول الشركة المالكة للمجمع توفير المياه للاستهلاك البشري،  كما أكدت أنه على الوزير تحديد الشروط التي يرغب فيها من أجل حل فوري للمشكلة.
وتناقلت وسائل إعلام يونانية نص الرسالة الموجهة إلى وزير الصحة، وجاء فيها أن المشكلة الرئيسية التي تواجه المجمع هي الانقطاع التعسفي لإمدادات المياه من قبل رئيس بلدية "خلوراكا" اعتباراً من عام 2018، ووفقًا لرئيس البلدية، فإن الشركة مدينة بمبلغ 150 ألف يورو كرسوم إمدادات مياه غير مدفوعة منذ عام 2008 حتى عام 2018. إلا أن الشركة تنفي بأنها مدينة بهذه المبالغ معتبرة أنها مسددة بالكامل.
وسبق أن أثار تجاوز أعداد اللاجئين السوريين بقرية "خلوراكا" مخاوف المسؤولين، حيث حذروا من حدوث تغير ديموغرافي في القرية بسبب الارتفاع الملحوظ بتعداد السوريين.
وبحسب صحيفة أليثيا القبرصية، فإن وزير الداخلية اليوناني "نيكوس نوريس" أدلى ببيان حول الأمر، شدد فيه على ضرورة تصحيح الوضع، نتيجة التغير الديموغرافي الذي تتعرض له القرية.
و لفت نوريس إلى أنه يتم العمل على تشريع قوانين تتعلق بمشكلة اللاجئين، موضحاً بأن وزارة الداخلية اليونانية أمرت قبل شهرين بعدم إحضار المزيد من اللاجئين السوريين إلى خلوراكا.
وذكر وزير الداخلية أنه يتم التشاور مع كافة الوزارات لإرسال اللاجئين وتوزيعهم في أماكن أخرى.
ويعيش في "خلوركا" البالغ عدد سكانها نحو 4000 شخص، قرابة 1500 لاجئ سوري يعانون من ظروف صعبة جداً، وسط تنامي الخطاب العنصري، وازدياد المضايقات من الجهات الحكومية اليونانية، والتضييق الحاصل على تحركات اللاجئين.