للحد من تدفق المهاجرين: بولندا تبدأ بناء سياج ضخم على حدودها مع بيلاروسيا

أعلنت الحكومة البولندية، البدء في مشروع بناء سياج ضخم يبلغ ارتفاعه أكثر من 5 أمتار، على طول حدودها مع بيلاروسيا، لمنع دخول اللاجئين والمهاجرين القادمين نحو الاتحاد الأوروبي.
وبحسب السكرتيرة الصحفية لحرس الحدود البولندي "آنا ميشالسكايا"، فإن عملية بناء الجدار الحدودي ستنطلق اليوم الثلاثاء، حيث من المقرر أن يكون الجدار الجديد بطول إجمالي يبلغ 186 كيلومتراً وارتفاعه 5.5 أمتار، ومجهز بمعدات مراقبة متطورة، موضحةً أنه سيكون جاهزاً بحلول شهر حزيران القادم، موضحةً أن إطلاق عملية البناء ستتم في أربعة مواقع في آن واحد.
وفي آب الفائت أعلنت بولندا نيتها بناء سياج على حدودها المتاخمة لبيلاروسيا لمنع تدفق المهاجرين، حيث تخشى بولندا وكذلك ليتوانيا من تدفق المهاجرين عبر دولة بيلاروسيا التي أعلنت أنها لن تمنع الراغبين من عبور حدودها.
وبينت بولندا حينها سياجاً بارتفاع 2,5 متر، على حدودها مع جارتها الشرقية بيلاروسيا، بسبب العدد الكبير من المهاجرين الذين يدخلون البلاد بصورة غير شرعية.
وقال وزير الدفاع ماريوس بلاشتشاك، على موقع "تويتر"، إنه من المقرر أن يقوم المزيد من الجنود بتعزيز الأمن على الحدود. وقد تم بالفعل نشر 900 جندي على طول الحدود الممتدة لمسافة 418 كيلومترا مع بيلاروس.
وأصدرت وزارة الدفاع حينها، بياناً جاء فيه إن 2100 شخص حاولوا عبور الحدود بشكل غير قانوني حتى الآن هذا الشهر حيث تمكن حرس الحدود من منع 1342 منهم من دخول بولندا، و758 "اعتقلوا واحتجزوا في مراكز مغلقة".
وفي 17 آب الفائت قالت الحكومة البولندية إنها تسعى لاعتماد مشروع قانون لتسريع عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين على الرغم من أن الأمر قد يستغرق أسابيع لتمرير أي قانون جديد.
وينص مشروع القانون على أن بولندا لن تضطر للنظر في طلبات لجوء أولئك الذين يدخلون البلاد بشكل غير قانوني أو يصلون من بلد لا تعتبرهم الحكومة فيه في خطر، بما في ذلك بيلاروسيا وروسيا وأوكرانيا.
ومنذ بداية العام الحالي، سجل حرس الحدود البولندي حوالي 40 ألف محاولة لعبور الحدود بشكل غير قانوني من بيلاروس، مبيناً أن هذا أكثر بعشر مرات من العام الماضي.
وفي تشرين الثاني، تم تحديد حوالي 8.9 ألف محاولة من هذا القبيل، وفي تشرين الأول 17.4 ألف، وفي أيلول 7.7 ألف، وفي آب 3.5 ألف.
وتشهد منطقة الحدود بين بيلاروس وبولندا، توترات على خلفية تواجد آلاف المهاجرين من الشرق الأوسط وأفريقيا، الذين يحاولون الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي، عبر بولندا.
ومنذ اندلاع أزمة اللجوء عبر آلاف المهاجرين القادمين بمعظمهم من الشرق الأوسط، في الأشهر الأخيرة، إلى الدول الثلاث المتاخمة لبيلاروسيا والأعضاء في الاتحاد الأوروبي ليتوانيا ولاتفيا وبولندا.
ويتهم الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي "ألكسندر لوكاشينكو" بتنسيق وصول هذه الموجة من المهاجرين واللاجئين إلى الجانب الشرقي من التكتل، وذلك رداً على العقوبات الأوروبية التي فرضت على بلاده.
وتسببت أزمة المهاجرين بتوترات بين بيلاروسيا ودول الاتحاد الأوروبي، حيث يسعى الأخير لفرض عقوبات جديدة على حكومة مينسك، متهماً إياها بشن هجوم على دول الاتحاد واستخدام آلاف المهاجرين وطالبي اللجوء الفارين من مناطق الحروب في العالم كسلاح، عبر تشجيعهم على عبور الحدود.