ألمانيا تواصل محاكمة "جزار اليرموك" وشهادات جديدة تثبت تورطه

واصلت السلطات القضائية في ألمانيا، محاكمة المدعو "موفق دواه" والمتهم بقيامه في 23 آذار 2014، بقصف حشد من المدنيين بقذيفة "آر بي جي"، ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص، وسقوط عدد كبير من الجرحى.
وبحسب المحامي "أنور البني" فإن جلسات المحاكمة تواصلت يومي الخميس والجمعة الماضيين، حيث عُقدت جلستان جديدتان ضمن هذه المحاكمة، التي بدأت في 24 آب الماضي، وذلك في إطار المحاكمات التي تجريها ألمانيا ضد مجرمي الحرب في سوريا.
وأضاف أن القضاة في جلسة المحكمة الجنائية في برلين استمعوا، الخميس، إلى شاهد جديد كان موجوداً أثناء المجزرة التي نتجت عن إطلاق المتهم قذيفة باتجاه حشد المدنيين في مخيم اليرموك جنوب دمشق، مشيراً إلى أن الشاهد لم ير المتهم يطلق القذيفة، لكنه وصف الأثر الذي خلّفته من ضحايا وأشلاء حيث كان موجوداً.
ولفت البني أن أهمية الشاهد الجديد تكمن في أنه توسع في الحديث عن حصار المخيم ومعاناة المدنيين، ووفاة العديد منهم نتيجة هذا الأمر، ودور المتهم ومجموعته في الحصار، ومنع وصول أي مواد غذائية أو طبية للمدنيين، وهو ما يوفر فرصة جيدة أمام الادعاء العام والمدعين، لإضافة تهمة جديدة للمتهم بجرائم ضد الإنسانية، وهي حصار المدنيين وتجويعهم بهدف القضاء عليهم، معتبراً أن محامي الدفاع أخفق في التشويش على شهادة الشاهد، برغم محاولاته المتكررة.
وأشار إلى أنه في يوم الجمعة، تم الاستماع إلى شاهد جديد، وهو مدع بالحق أمام المحكمة، باعتباره أصيب في إطلاق القذيفة، موضحاً أن الشاهد شرح للمحكمة تفاصيل آثار القذيفة التي أطلقها موفق دواه على المدنيين، مبيناً أن الجلسة تأجلت إلى 13 تشرين الأول الجاري للاستماع إلى إفادة شاهد جديد.
وفي آب الفائت بدأت المحكمة العليا في برلين الألمانية، محاكمة الفلسطيني السوري "موفق دوا"، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في مخيم اليرموك جنوب دمشق، بعد إطلاقه قذيفة على عدد من المدنيين في منطقة الريجة.
وقالت مصادر إعلامية إن "دوا" الذي يحمل الجنسية الفلسطينية، مثل أمام المحكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب حيث وجهت إليه سبع تهم قتل وثلاث تهم بمحاولة قتل وثلاث تهم إيذاء جسدي خطير.
ووفقاً لممثلي الادعاء فإن المتهم "دوا" سعى للانتقام لمقتل ابن أخيه الذي قتل قبل يومين خلال معركة ضد الجيش السوري الحر، مبينةً أنه اطلق القذائف متعمداً قتل المدنيين المتواجدين في الموقع وذلك للثأر لابن أخيه المنضوي هو الآخر في صفوف الميليشيات الموالية للنظام.
وكانت ألمانيا قد اعتقلت في شهر آب عام 2021 لاجئاً سورياً-فلسطينياً يعتقد أنه وراء إطلاق قذيفة على حشد من المدنيين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق خلال 2014، حيث قال المدعون إن موفق متهم بالانتماء إلى حركة فلسطين حرة المسلحة التي تقاتل إلى جانب جيش النظام، وأنه مثل أمام قاضي التحقيق في محكمة اتحادية لبت أمر احتجازه قبل تقديمه للمحاكمة.
مجزرة الريجة
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد قالت في آذار 2014 إن قوات القيادة العامة الفلسطينية الموالية لقوات الأسد قصفت تجمعاً لتوزيع المساعدات في ساحة الريجة بمخيم اليرموك بقذيفة هاون، ما تسبب بمقتل 7 أشخاص بينهم سيدة، إضافة إلى جرح ما لا يقل عن 20 شخصاً آخرين.
وأضافت الشبكة أنه وبحسب تحقيقاتها من خلال الصور والفيديوهات واللقاءات العديدة لم يكن هناك أي هدف عسكري محدد أو وجود لعناصر مسلحين من المعارضة.
وأكدت الشبكة أن "المنطقة التي استهدفتها القذيفة هي منطقة خالية تماماً من أي وجود للجيش الحر ولم يكن فيها إلا الأهالي الذين ينتظرون المساعدات".
يُذكر أن العديد من الميليشيات الفلسطينية الموالية في سوريا، كانت تقاتل إلى جانب قوات النظام في معاركه ضد الفصائل العسكرية وتنظيم الدولة في أحياء وبلدات جنوب دمشق.
وفي عام 2018، سيطر النظام السوري على مخيم اليرموك للاجئين بعد انسحاب مقاتلي تنظيم الدولة منه باتجاه البادية السورية بموجب اتفاق مع النظام، الذي أغلق المخيم بشكل كامل في وجه ساكنيه منذ ذلك الوقت.
ويضم المخيم حالياً قرابة 400 عائلة يفتقرون إلى أدنى مقومات الحياة، وطالب النازحون محافظة دمشق التابعة للنظام بالعمل على عودتهم إلى منازلهم وممتلكاتهم وإنهاء معاناتهم ومأساتهم المعيشية والاقتصادية، أسوة بالمناطق الأخرى التي سمح لسكانها بالعودة إليها، وضرورة تسريع العمل بتخديم المنطقة وإمدادها بالكهرباء والماء وفتح المحال التجارية.