توفي 3 أطفال من اللاجئين السوريين غرقاً أمس الجمعة، قرب أحد المخيمات بمنطقة البقاع اللبنانية، في حادثة مفجعة.
وبحسب "فرانس برس" غرق الأطفال في قناة مائية ملأتها الأمطار الغزيرة والسيول قرب مخيمهم في سهل القاع
وأوضح رئيس بلدية القاع بشير مطر أن “شقيقين كانا يسبحان في بركة ماء غرقا، وجاء ابن عمهما ليخلصهما فغرق معهما.
من جانبها، قالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية إنه تم العثور على جثث الأطفال الثلاثة بعد عمليات بحث قام بها عناصر من الجيش ومديرية المخابرات وبمساعدة من البلدية التي استقدمت جرافة.
ولفتت أن الأطفال لا تتجاوز أعمارهم عشر سنوات، وأن جثثهم نقلت إلى مستشفى الهرمل الحكومي بواسطة الدفاع المدني.
الجدير بالذكر أن اللاجئين السوريين يتعرضون لضغوط كبيرة في دول اللجوء، لدفعهم إلى العودة إلى سوريا، خصوصاً اللاجئين في لبنان وتركيا.
وأعادت السلطات اللبنانية المئات من اللاجئين السوريين إلى بلادهم، خلال الأشهر القليلة الماضية، رغم تحذيرات منظمات حقوقية وإنسانية سورية ودولية.
وكانت "لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين اللبنانية"، قد أعلنت في وقتٍ سابق، أن نسبة اللاجئين السوريين في لبنان، باتت تشكل 30 في المئة من المقيمين في لبنان، مبينةً أن نسبة الولادات السنوية باتت تعادل نسبة ولادات اللبنانيين.
وقال رئيس اللجنة "فادي علامة" في تصريحات لوسائل إعلام لبنانية إن عدد اللاجئين وفق التقارير الرسمية اللبنانية هو مليونان و82 ألفاً بينما أرقام مفوضية اللاجئين تتحدث عن 840 ألفاً فقط.
وأرجع علامة السبب لوجود المعابر غير الشرعية واستخدامها من قبل اللاجئين من أجل الاستمرار في الاستفادة من المساعدات التي تُقدم لهم شهرياً، وفقاً لما نقتله صحيفة نداء الوطن اللبنانية.
وأضاف أن اللاجئين السوريين في لبنان تبلغ نسبتهم في البقاع 40 في المئة وجبل لبنان 23 في المئة والشمال 27 في المئة والجنوب 11 في المئة، مشيراً إلى أن هناك نحو 200 ألف طفل سوري ولدوا في لبنان منذ بداية الربيع العربي حتى الآن أي بمعدل 20 ألفاً سنوياً وقد ارتفعت هذه الأرقام وفق آخر إحصاء لتصل إلى 50 ألف ولادة سنوياً مقابل 70 ألف ولادة لبنانية.
وبيّن أن الإحصاءات الرسمية أظهرت أن 27 في المئة من المساجين في لبنان هم سوريون و48 في المئة منهم في قسم الأحداث.
وشدد على أن نسبة البطالة في لبنان وصلت إلى 40 في المئة وأن أحد أسبابها اليد العاملة السورية وفتح مؤسسات صغيرة منافسة لا تدفع الضرائب، مشيراً أن هناك إحصاءات تتحدث عن أكثر من ألف شركة غير مسجلة يملكها اللاجئون السوريون، إضافة إلى أن غالبية اللاجئين لا تدفع رسوماً وضرائب.
وأضاف أن إحدى الدراسات بينت أنّ كلفة زيادة الكهرباء بسبب اللاجئين بلغت 350 مليون دولار سنوياً وزيادة على استهلاك المياه ما بين 8 و12 في المئة سنوياً وكذلك استهلاك الطرقات بنسبة 50 في المئة، بالإضافة إلى ظاهرة الزواج المبكر والتشرد والدعارة والتوتر بين اللبنانيين واللاجئين وكيف أن اللاجئ استفاد من الأدوية المدعومة خلافاً للبنانيين.
ترحيل مستمر
وقبل أيام أعاد الجيش اللبناني دفعة جديدة من اللاجئين السوريين إلى بلادهم، عقب اعتقالهم أثناء دخولهم إلى الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية.
وأظهرت لقطات فيديو متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عناصر من الجيش اللبناني يسلمون عددا من اللاجئين السوريين إلى مخابرات النظام السوري، عبر إحدى النقاط الحدودية في وادي خالد.
ووفقاً لمصادر سورية معارضة، فإن الجيش اعتقل مجموعة من السوريين في منطقة وادي خالد بعكار، وأرغمهم على العودة باتجاه سوريا عبر "جسر العريضة"، حيث كان ينتظرهم عناصر من الأمن العسكري التابع للنظام، بذريعة دخولهم الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية، مشيرةً إلى أنه من غير المعروف إذا كان بينهم مطلوبون للنظام.
وفي كانون الأول الفائت، سيرت لبنان دفعة تضم 400 سوري، بإشراف ضباط وعناصر من الأمن العام والجيش اللبناني، حيث انطلقت الدفعة من بلدة عرسال، باتجاه معبر “الزمراني” على الحدود اللبنانية السورية، ثم إلى القلمون الغربي لتسوية أوضاعهم في مركز إيواء الجراجير.
وقالت حينها وكالة الأنباء الرسمية التابعة للنظام "سانا" إن دفعة من اللاجئين السوريين وصلت إلى سوريا، عبر معبر الدبوسية الحدودي بريف حمص، تمهيداً لعودتهم إلى مناطقهم