بدأت أمس محاكمة شاب سوري في ألمانيا، وذلك بعد ستة أشهر تقريباً من هجومه بالسكين على موظفة بمكتب الهجرة وطعنها من الخلف، في مدينة فوبرتال بولاية شمال الراين غربي البلاد.
وقالت صحيفة "دي تسايت" المحلية، إن السوري البالغ من العمر 21 عاماً يمثل أمام محكمة فوبرتال الجزئية اعتباراً من أمس الأربعاء، بتهمة مهاجمة أحد موظفي مكتب الهجرة بسكين.
وأضافت الصحيفة أن المحكمة الجزئية وجهت للشاب تهمة التسبب بأذى جسدي خطير، ويُعتقد أنه عانى من مرض انفصام الشخصية وقت ارتكاب الجريمة وعدم مسؤوليته عن أفعاله، وفي حال إدانته فقد يودع في قسم الأمراض النفسية.
وبحسب المدعي العام، فإنه بتاريخ 12 من آب الفائت، اقترب المتهم من الموظفة البالغة من العمر 25 عاماً من الخلف في مكتب الهجرة، وطعنها مرتين بعمق ثلاثة سنتيمترات في ظهرها بسكين مطبخ، وبعدها وضع السكين بعيداً وسلّم نفسه دون مقاومة.
من جانبه قال الشاب السوري خلال المحاكمة إنه أراد في يوم الجريمة الاعتراض على إشعار وصله من مركز العمل يطالبه بإعادة مبالغ مالي، وأضاف أنه أراد إرسال إشارة إلى السياسيين والقضاء بعدم التعامل مع اللاجئين بهذه الطريقة.
فيما شددت والدة الشاب في شهادتها أمام المحكمة، أن ابنها يُعاني من مرض نفسي يجعله يصبح عدوانياً مرة في الأسبوع، وأشارت إلى أن الطبيب قد وصف له دواء لكنه لم يتناوله قبل ارتكاب الجريمة.
وأردفت أنه "كان في المنزل يركل الباب الزجاجي ويضرب أخته، ولم يكن التحدث معه ممكناً"، فيما أكد والد المتهم أن سلوك ابنه لم يكن طبيعياً في الواقع، وكانت مطالبات مركز العمل لابنه بمبلغ مالي غير عادلة وغير مبررة، لكنه لم يتوقع أن تكون ردة فعله ابنه بهذا الشكل.
ونقلت الصحيفة عن الضحية قولها، إنها اعتقدت في البداية أن أحدهم يصفعها على ظهرها، وعندما أدارت رأسها لترى رأت السكين في يده، وفي الأثناء صرخت زميلتها وحبست نفسها معها في غرفة إلى أن جاءت سيارة الإسعاف والشرطة، موضحةً أنها ما تزال مريضة، ولا تستطيع العمل، كما أنها لم تعد تجرؤ على الدخول إلى المبنى منذ وقوع الجريمة، فهي ترتجف كلما حاولت الدخول.