مهاجرون في تركيا يحاولون الانتحار داخل مراكز الترحيل

ذكرت وسائل إعلامية تركية أن مجموعة من الأجانب الموقوفين في مركز الترحيل التابع لمديرية إدارة الهجرة في مقاطعة شانلي أورفا التركية حاولوا الانتحار بشكل جماعي.
وقالت إنه تم نقل 7 رعايا أجانب إلى المستشفى، بعد محاولتهم الانتحار بشرب الشامبو، مشيرةً إلى أنهم كانوا محتجزين في مركز الترحيل التابع للولاية تمهيداً لترحيلهم خارج الحدود التركية، من دون أن تحدد جنسية هؤلاء الأجانب.
وحول الحادثة بيّنت أن الضباط في مركز الترحيل أبلغوا الفرق الصحية بوضع المهاجرين، وتم نقلهم إلى مستشفى شانلي أورفا لتلقي العلاج، مضيفةً أن المهاجرين تم علاجهم وهم حالياً في وضح صحي جيد، في حين بدأت السلطات التحقيق في الحادث.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد اتهمت السلطات التركية، بأنها رحلت بشكل تعسفي مئات الرجال والفتيان السوريين اللاجئين إلى سوريا في عام 2022.
وقالت المنظمة في تقريرٍ سابق صدر عنها، إن "عمليات الترحيل تمثل نقيضاً صارخاً لسجل تركيا السخي كدولة استضافت عدداً من اللاجئين أكثر من أي دولة أخرى في العالم وقرابة أربعة أضعاف ما استضافه الاتحاد الأوروبي بكامله، والذي قدم مقابله الاتحاد الأوروبي مليارات الدولارات لتمويل الدعم الإنساني وإدارة الهجرة".
وأضافت أنها أجرت عشرات المقابلات الهاتفية واللقاءات الشخصية مع أشخاص بينهم مراهقون يحملون وثائق الحماية المؤقتة في تركيا تعرضوا للترحيل إلى شمال سوريا بعد احتجازهم.
وطالبت المنظمة السلطات التركية إلى "إنهاء عمليات الاعتقال والاحتجاز والترحيل التعسفية للاجئين السوريين إلى شمال سوريا، وضمان عدم استخدام القوى الأمنية ومسؤولي الهجرة العنف ضد السوريين أو غيرهم من المواطنين الأجانب المحتجزين ومحاسبة أي مسؤول يستخدم العنف".
وأكدت على ضرورة التحقيق بشكل مستقل في الإجراءات الرامية إلى فرض أو خداع أو تزوير توقيع أو بصمات المهاجرين على استمارات العودة الطوعية.
وحثت المنظمة تركيا على السماح لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالوصول بحرية إلى مراكز الترحيل، ومراقبة عملية الحصول على إذن من السوريين بإعادتهم إلى سوريا للتأكد من أنها طوعية.
كما طالبت بمراقبة المقابلات وإجراءات الترحيل لضمان عدم استخدام مسؤولي الشرطة أو الهجرة للعنف ضد السوريين أو غيرهم من المواطنين الأجانب.
ترحيل مستمر
وفي آب الفائت أصدر معبر باب الهوى حصيلة حول أعداد السوريين المرحلين من تركيا في تموز الفائت، مشيراً إلى ترحيل 1942 لاجئاً سورياً من تركيا في حصيلة شهرية هي الأعلى منذ مطلع العام الجاري.
وقال المعبر في الإحصائية التي نشرها عبر معرفاته الرسمية، إن "هنالك تصاعداً في عدد اللاجئين المرحلين شهرياً إلى الداخل السوري منذ بداية العام"، وذلك على الرغم من أن القوانين الدولية تمنع ترحيل اللاجئين بموجب قانون عام 1951.
وكانت السلطات التركية قد رحلت في شهر كانون الثاني 1139 سورياً، وفي شباط 1396، وفي آذار 1321، وفي نيسان 1323، وفي أيار إلى 1222، وفي حزيران 1729 وفي تموز 1942 شخصاً، ليبلغ عدد إجمالي المرحلين "10072" لاجئاً سورياً، ما يُشير إلى أن حملات الترحيل التي تشنها السلطات باتت ممنهجة، وتستهدف التخلص من أكبر عدد من اللاجئين خلال القادمة.
وفي أواخر تموز الفائت، كشفت رئاسة الهجرة التركية عن ترحيل قرابة 100 ألف مهاجر غير شرعي في الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري 2022، وقالت إن إجمالي عدد الأجانب المقيمين في ولاية إسطنبول بلغ مليوناً و294 ألفاً و124 شخصاً يقيمون بشكل قانوني، منهم 746 ألفاً و16 أجنبياً بتصريح إقامة، و548 ألفاً و108 سوريين حاصلين على حماية مؤقتة.
وأشارت إلى أنه خلال عمليات التفتيش التي أُجريت في إسطنبول خلال الأشهر السبعة الفائتة، تم اتخاذ إجراءات قانونية ضد 94708 مهاجرين غير شرعيين، كاشفةً عن ترحيل 19032 شخصاً منهم بشكل مباشر من مطار إسطنبول إلى بلدانهم، فيما تم نقل 66524 مهاجراً غير شرعي إلى مراكز الترحيل في الولايات الأخرى بالتنسيق مع مديرية إدارة الهجرة لترحيلهم بعد أن تم اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنهم.
وفي أواخر حزيران الفائت، أصدرت ولاية إسطنبول التركية، إحصائية حول أعداد المهاجرين "غير النظاميين" الذين رُحّلوا من المدينة منذ مطلع العام الجاري 2022.
وقالت الولاية، في بيانٍ لها، إن السلطات رحلت 15 ألفاً و224 مهاجراً في إطار جهود مكافحة الهجرة غير النظامية بالمدينة، مشيرةً إلى اتخاذ إجراءات بحق 76 ألفاً و787 مهاجراً "غير نظامي" في الفترة ما بين 1 كانون الثاني الماضي و21 حزيران الجاري.
وأوضح البيان أنه اعتباراً من 1 كانون الثاني، تم ترحيل 15 ألفاً و224 مهاجراً غير نظامي من إسطنبول إلى بلادهم، مبينةً أنه يتم يومياً ترحيل نحو 250 مهاجراً ممن اكتملت إجراءاتهم في مركز "توزلا" لإعادة المهاجرين، عبر رحلات جوية من مطار إسطنبول.
ووصل عدد اللاجئين السوريين المسجّلين تحت بند "الحماية المؤقتة" في تركيا، إلى 3 ملايين و 710 آلاف، بينما وصل عدد السوريين حاملي إقامات العمل والدراسة إلى مليون و 207 آلاف، وذلك وفق إحصائية أعلن عنها وزير الداخلية التركي سليمان صويلو.