المفوضية الأوروبية: خطة جديدة لترحيل المهاجرين

كشفت المفوضية الأوروبية عن رغبتها في التصدي للعدد المتزايد من المهاجرين غير النظاميين الذين يصلون إلى الاتحاد الأوروبي، عبر وضع خطة جديدة لعمليات الترحيل تم الإعلان عنها في اجتماعات بروكسل أمس.
وقالت مفوضة الشؤون الداخلية للاتحاد الأوروبي "إيلفا يوهانسون" إن "أولئك الذين لا يحتاجون للحماية يجب أن يعودوا إلى بلادهم الأصلية"، مضيفةً أنه في عام 2022، تم تسجيل وصول أكثر من 300 ألف مهاجر غير نظامي، مؤكدةً أن معظم هؤلاء الوافدين غير مؤهلين للحصول على اللجوء.
وقال بيان للمفوضية إن وضع إستراتيجية فعالة للترحيل يتعين أن يكون بمثابة رادع للمساعدة في تقليص الهجرة غير الآمنة وغير النظامية، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي حاول لعدة أعوام زيادة معدلات الترحيل، لكن نجاح الخطة كان محدوداً.
وبحسب المفوضية فإن الإستراتيجية الجديدة تشمل تعاوناً أكبر بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ووكالات تابعة له كوكالة "فرونتكس"، ووكالة "إدارة حدود التكتل"، مع اتخاذ قرارات أسرع ومشاركة أكبر للبيانات.
وأوضحت المفوضية أنها ترغب أيضاً في زيادة معدلات الترحيل مع دول المهاجرين الأصلية التي تتعاون بشكل جيد مع الاتحاد الأوروبي وليست لديها عقبات سياسية.
ارتفاع أعداد طالبي اللجوء
وفي وقتٍ سابق كشفت صحيفة "News.am" عن ارتفاع أعداد طالبي اللجوء في الاتحاد الأوروبي بنسبة زادت على 50% خلال عام 2022 مقارنةً بأعدادهم خلال السنة الفائتة، وذلك بحسب ما ذكرته مديرة الوكالة الأوروبية للجوء.
وقالت إنه خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2022، استقبل الاتحاد الأوروبي نحو 800 ألف طلب لجوء، أي بزيادة تعادل 54% عما كانت عليه أعداد الطلبات خلال السنة الماضية.
وبينت أن العدد المذكور لا يشمل مواطني أوكرانيا الذين انتقلوا لدول الاتحاد الأوروبي مع بداية الغزو الروسي لبلدهم، مشيرةً إلى أنهم لم يمنحوا حق اللجوء السياسي، بل حماية مؤقتة، ولهذا لم يتم إدراجهم ضمن إحصائيات اللاجئين.
وشددت على أن السوريين لا زالوا يتصدرون قائمة طالبي اللجوء بنهاية شهر تشرين الثاني من هذا العالم، ويأتي بعدهم القادمون من أفغانستان فتركيا.
وأوضحت أن أعداد طالبي اللجوء قد ارتفعت خلال هذا العام، لكنها ما تزال أقل من أعداد طالبي اللجوء خلال الفترة الواقعة ما بين عامي 2015-2016، حيث تم تقديم أكثر من 1.3 مليون طلب لجوء في الاتحاد الأوروبي، ومعظم من قدموا تلك الطلبات هم من هربوا من لظى الحرب في سوريا.
ولفتت إلى أن أعداد طالبي اللجوء ستواصل الارتفاع في المستقبل المنظور، وذلك لانعدام الاستقرار وتهديد أمن السكان باتا سمة تميز هذا العالم الذي نعيش فيه، ولكن تلك السمة ليست مؤقتة للأسف بحسب وصفها.
وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت سابقاً، عن خطة عمل مفصلة للحد من الهجرة غير الشرعية وعمليات اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي عبر غرب البلقان، والتي يعبر عبرها اللاجئون بمن فيهم السوريون إلى الدول الأوروبية.
وبحسب "مارغريتيس شيناس" نائبة رئيس المفوضية الأوروبية، فإن المفوضية تريد تعزيز إدارة الحدود في المنطقة، ومواصلة العمل لمواءمة سياسات التأشيرات ودعم تسجيل طالبي اللجوء.
وبيّن موقع "مهاجر نيوز" المقرب من السلطات الفرنسية، أن الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي تبذل جهودها في أعقاب حدوث أكثر من 22000 محاولة عبور غير شرعي للحدود في غرب البلقان في تشرين الأول الماضي بزيادة شهرية كبيرة مقارنة بعام 2021، بحسب بيانات أعلنتها الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل "فرونتكس".
وقالت "فرونتكس"، أنه بشكل عام، قد تم رصد أكثر من 280 ألف حالة دخول غير شرعي إلى الاتحاد الأوروبي في الأشهر العشرة الأولى من عام 2022، قدم أكثر من 120 ألفاً منها عبر طريق غرب البلقان، مضيفةً أن معظم الأشخاص الذين وصلوا في محاولة لدخول الاتحاد الأوروبي جاؤوا من سوريا وأفغانستان.