ميليشيا آل بري تعتقل دورية تابعة للمخابرات الجوية في حلب

اعتقلت ميليشيا آل بري مساء أمس السبت 24 تموز، دورية تابعة لفرع المخابرات الجوية أثناء محاولتها اعتقال أحد عناصرها، حيث تمكن آل بري  من إحباط المحاولة عبر حصار الدورية واعتقال عناصرها وتقييدهم والاستيلاء على سلاحهم.

وقالت مصادر خاصة لـ"وكالة المجس" إن دورية تابعة لفرع المخابرات الجوية تتألف من سيارتين من نوع "بيك أب" تقلان نحو 10 عناصر  دخلتا حي كرم حومد لاعتقال المدعو صبحي شربة الملقب بـ "سيفو"، وهو أحد عناصر ميليشيا آل بري بعد ورود عدة شكاوى من الأهالي فضلاً عن تُهم باتجاره بالمخدرات.

وأضافت المصادر أن الدورية فوجئت بتطويقها من قبل ميليشيا آل بري التي  أمهلتها مدة دقيقة واحدة  لتسليم سلاحها مهددةً بإطلاق النار على كامل عناصر الدورية وقتلهم في حال عدم استجابتهم وتسليمهم للسلاح.

وبينت المصادر أن الدورية قامت بالاستجابة لمطالب آل بري حيث تم الاستيلاء على أسلحة عناصر الدورية وسياراتهم، ثم تم اقتيادهم إلى أحد مقرات الميليشيا قبل أن تُعاد إليهم أسلحتهم ويطردوا من الحي، مع تهديدهم بعواقب وخيمة في حال تكرار الأمر والدخول إلى الحي.

وتأتي الحادثة بعد حادثة مشابهة سبقتها حيث قام  أحد عناصر ميليشيا آل بري في وقتٍ سابق بإطلاق النار على ضابط في الشرطة العسكرية، بعد محاولة الأخير إزالة بسطة بالقوة من أجل رركن سيارته بمنطقة سد اللوز  في حي الشعار بحلب.

وجاء إطلاق النار على خلفية تهديد الضابط لصاحب البسطة المنتمي لميليشيا بري باعتقاله حال رفضه إزالة بسطته، ما دفع بعنصر آل بري إلى  إشعار مسدس كان يحمله وإطلاق النار على قدم الضابط، تلاها استنفار عسكري وأمني داخل الحي، وانتهى بتعهد الميليشيا بتقديم العنصر للقضاء.

وتشهد مدينة حلب اقتتالات متكررة بين الميليشيات المتواجدة والتي تختلف في طبيعتها بحسب الولاء والجهة الداعمة له حيث تحظى ميليشيا آل بري بدعم روسي بينما تحظى بعض الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري وبعض الميليشيات المحلية لدعم من الجانب الإيراني.

وتتصدر الاقتتالات المتكررة بين الميليشيات التابعة للروس والميليشيات الإيرانية المشهد الميداني في حلب، في محاولة من تلك الميليشيات فرض السيطرة التامة على مدينة حلب وإخضاع باقي الأطراف للإذعان بتلك السيطرة.

وشهدت مدينة حلب في 14 حزيران، اشتباكات دامية بين شبيحة آل بري التابعين للجانب الروسي وبين الميليشيات الإيرانية المنتشرة في محيط القنصلية الإيرانية التي افتتحت مؤخراً في المدينة.

وقالت مصادر خاصة من مدينة حلب حينها إن ميليشيا آل بري استهدفت مبنى القنصلية الإيرانية في حديقة بستان القصر بحلب بالأسلحة المتوسطة والثقيلة والذخائر المتفجرة، في حين ردت الميليشيات الإيرانية المتواجدة بالقسم الغربي من الحديقة والمخصصة لحماية القنصلية الإيرانية بإطلاق الرصاص وتمشيط المباني الواقعة تحت سيطرة آل بري في مقدمة حي بستان القصر.

وأضافت المصادر أن آل بري قاموا بنشر عربات رباعية الدفاع مزودة برشاشات متوسطة وثقيلة، في شارع مدرسة توفيق عمرايا وشارع الفحم واللذان يطلان بشكل مباشر على مبنى القنصلية الإيرانية في حلب وحي الإذاعة، ثم بدأوا بإطلاق النار ليرد الإيرانيين بإطلاق نار كثيف من مواقع تمركزهم في محيط القنصلية وكورنيش الإذاعة.

وأسفرت الاشتباكات بين الطرفين إلى مقتل عنصرين اثنين من الميليشيات الإيرانية بالإضافة لتعرض مبنى القنصلية الإيرانية لأضرار نتيجة استهدافه بالرصاص المتفجر والأسلحة الثقيلة.

 

صراع روسي إيراني على المدينة والميليشيات وقوده

 

ومن أبرز المليشيات المحلية المسيطرة في حلب مليشيا "آل بري" المحسوبة على الروس، وهي من كبرى العائلات العشائرية في المدينة، وأكثرها دموية منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 حيث برز اسمها خلال قمعها للتظاهرات السلمية التي أطلقها طلاب جامعة حلب عام 2012، فضلاً عن قيامها بعمليات قتل ممنهج وسرقة لممتلكات الأهالي في حلب الشرقية على وجه الخصوص للمدنيين.

وفي الجانب الإيراني مليشيا "الباقر"، المشكلة من عشيرة "البقارة" في مدينة حلب، وهي واحدة من أكثر المليشيات المحلية دموية ويقودها شيخ عشيرة البقارة نواف البشير، الذي عاد إلى كنف النظام بعد أن كان في صفوف المعارضة، فضلاً عن مجموعات تابعة للدفاع الوطني ومجموعات الفرقة الرابعة.

وتعرضت الشرطة العسكرية الروسية التي انتشرت في مدينة حلب بعد سيطرة النظام السوري عليها لهجمات من ميليشيا البقارة، حيث قتل عام 2017 عدد من العسكريين الروس على يدها في حي طريق الباب في أقصى شرق مدينة حلب.

 وتحظى المليشيا بدعم إيراني لا محدود في محاولة إيرانية لإيجاد وجه من الطائفة السنية لتنفيذ أجنداتها من دون إثارة حفيظة أهالي حلب الذين ينتمون بمعظمهم للطائفة السُنية،

وفي عام 2018 قامت ميليشيا آل بري بطرد مدنيين من كفريا والفوعة بعد أن استوطنوا في أحد أحياء مدينة حلب، بسبب رفضها لإقامتهم، الأمر الذي دفع مليشيات كفريا والفوعة للتدخل والتصدي لها. وتطورت هذه المناوشات بين الطرفين، إلى أن تحولت إلى معارك عنيفة بدأت من حيي الصالحين وجسر الحجر وكان بداية للحقد المتبادل بين الميليشيات لأسباب طائفية.

واستخدمت في المعارك القذائف والرشاشات الثقيلة والرشاشات المثبتة على عربات الدفع الرباعي، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين إضافةً لفرض حظر تجول في عموم الحيين ونزوح الأهالي من بعض شوارع حي الصالحي، وامتدت المعارك إلى أحياء قاضي عسكر والقاطرجي والميسر، وباتت عموم أحياء حلب الشرقية مسرحاً للمعارك، التي انتهت بسيطرة مطلقة لمليشيا آل بري.

وبعد سيطرة آل بري عمدت مليشيات كفريا والفوعة لاستقدام تعزيزات عسكرية ضخمة من بلدتي نبّل والزهراء في ريف حلب الشمالي، الأمر الذي أدى لتجدد المعارك بينهما ووقوع عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.

تلاه في عام 2019 صراع روسي إيراني، حيث دارت اشتباكات بين مسلحين موالين لروسيا وآخرين تابعين إلى مليشيات ممولة من إيران، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين وبين المدنيين.

 وتركزت الاشتباكات قرب الأكاديمية العسكرية، بين مجموعات تابعة لمليشيات الدفاع الوطني والفرقة الرابعة ولواء الباقر من جهة، ومليشيا لواء القدس المدعوم من روسيا من جهة أخرى، وبدأت المواجهات بين الطرفين، بعدما اعترضت دورية تابعة للفرقة الرابعة طريق مجموعة مسلحة من لواء القدس أثناء مرورها في الحي، وتطورت المواجهات بعدما وصلت تعزيزات عسكرية للطرفين، من الأكاديمية العسكرية في الحمدانية ومن كتيبة المدفعية في جمعية الزهراء.

فيما قتل وجرح عناصر من ميليشيا لواء المدافعين الإيراني بمواجهات مع عائلة آل بري في حي باب النيرب، في تشرين الأول 2019، كما جرح قبلها 4 عناصر من جهاز الأمن العسكري التابع لقوات النظام باشتباكات مع ميليشيا لواء المدافعين الإيرانية في مدينة حلب أيضا.

وفي مطلع العام الجاري دارت اشتباكات بين ميليشيا آل بري وميليشيا الباقر على خلفية عزم الأخيرة إقامة خيمة عزاء في ذكرى مقتل سليماني وممارسة طقوس اللطم الشيعية في أحياء حلب الشرقية.

حيث نشر آل بري عربات رباعية الدفع مزودة برشاشات ثقيلة ونشروها في الأحياء التي تتواجد فيها مقرات ميليشيا الباقر كحي القاطرجي وكرم الميسر والصاخور، ومنعوا ميليشيا الباقر من إقامة الطقوس الشيعية ما أدى لتهديدات متبادلة بالقتل بين الطرفين سرعان ما تحولت لاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة أدت لاعتقال عدد من عناصر ميليشيا الباقر وتجريدهم من سلاحهم.


 

ذات صلة