تركيا توقف إجازة العيد للسوريين وتُلمح لإمكانية التعاون مع الأسد

أعلن وزير الداخلية التركي "سليمان صويلو"، عن إيقاف إجازة العيد التي تمنحها الحكومة، للسوريين من أجل زيارة مناطق الشمال السوري الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري، والقوات التركية، في عيد الفطر والأضحى المبارك.
وأكد صويلو في لقاء مباشر على قناة "NTV" التركية، على قرار إيقاف إجازة العيد للسوريين، مضيفاً "قلنا منذ الأسبوع الماضي إنه لن يتم منح إجازة عيد والآن لا يتم منح هذا الإذن، والذاهبون إلى المناطق الآمنة يستطيعون البقاء هناك، لن يسمح لأولئك الذين يريدون الذهاب لقضاء العطلة بالعودة".
وأضاف "أوقفنا الذهاب إلى سوريا بشكل كبير لمدة أربعة أعياد بسبب كورونا، وبقي نحو 60 بالمئة من الذين ذهبوا هناك"، وأردف "أولئك الذين يذهبون في إجازات ليسوا بالعدد الكبير".
وأشار إلى أن عدد السوريين الذين عادوا بشكل طوعي يقارب 500 ألف شخص، قال إنهم انتقلوا للعيش في المناطق الآمنة التي تم إنشاؤها، مبيناً أن تركيا تبني بيوتاً حضرية في إدلب.
وكان معبر باب السلامة قد أعلن في منشور له على موقع التوال الاجتماعي "فيسبوك"، أن عن عدد الزائرين وصل إلى ألفين و123 شخصاً خلال الأيام الأربعة التي سبقت إيقاف الزيارة للسوريين إلى تركيا.
وتتزايد التصريحات التركية الرسمية حول إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بشكل طوعي، وذلك بالتزامن مع إثارة أحزاب المعارضة التركية قضية الوجود السوري في تركيا، واحتجاجهم على منح السوريين إجازات لقضاء عطلة عيد الفطر والأضحى في شمال سوريا.
وكان وزير الخارجية التركية "مولود تشاووش أوغلو" قد أعلن أن تركيا بدأت بمشروع لإعادة السوريين في الفترة المقبلة بالاشتراك مع 4 دول أخرى، مؤكداً أنه يجب أولاً ضمان سلامة السوريين قبل إعادتهم لبلادهم، ولا خشية من تغيير ديموغرافي في تركيا بسبب اللاجئين.
وأشار أوغلو إلى إمكان تعاون تركيا مع رأس النظام السوري بشار الأسد في قضايا الإرهاب والمهاجرين، دون الاعتراف به، مذكراً بتعاون بلاده مع أفغانستان بالقول "نتعاون مع طالبان في أفغانستان رغم عدم اعترافنا بها حتى الآن لمنع انهيار البلاد وانتشار الإرهابيين ومنع قدوم المزيد من المهاجرين"، وأضاف كما نرى أنه من المفيد التعاون مع نظام الأسد من دون الاعتراف به.
ولفت أن الاتحاد الأوروبي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تجري لقاءات حالياً مع حكومة النظام السوري لحل مسألة المهاجرين السوريين، موضحاً أنه يجب النظر إلى ملف اللاجئين من منظور سياسي، وإنساني، واجتماعي، وأردف "نتحدث عن عودة كريمة للاجئين، علينا ضمان عودة اللاجئين لبلادهم، وعلينا القيام بذلك بحكمة، بشكل يتوافق مع حقوق الإنسان، والقانون الدولي، والدستور التركي".
وأكد أهمية ضمان سلامة السوريين أولاً قبل إعادتهم، مضيفاً "يجب ضمان الاحتياجات الأساسية لهؤلاء بعد عودتهم لديارهم، مثلاً أماكن الإقامة، وتعليم الأطفال، والمشافي، والمشاريع التي تؤمن فرص العمل".
وانتقد أوغلو دعوة النظام السوري، السوريين للعودة، قائلاً إن النظام لا يؤمن الخدمات الأساسية للمواطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرته بالشكل الكافي، مؤكداً وجود مشاكل حقيقية هناك، بحسب تقارير مراقبين دوليين.
ورداً على سؤال حول إمكانية التعامل مع أزمة اللاجئين من دون الاعتراف بنظام الأسد، أوضح الوزير التركي أنه يجب حل الأزمة في إطار القانون الدولي، ويجب على الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية التعامل مع الأسد بهذا الخصوص، فإن كان النظام سيقدم ضمانات عليه أن يقدمها لتلك الأطراف.
وقبل أيام أكد وزير الداخلية التركي أن اللاجئين سيعودون بالطبع إلى بلادهم، مؤكداً وجود خطط يتم العمل عليها من أجل هذا الأمر دون الإفصاح عن تفاصيلها، وأضاف أن بلاده تعتزم فرض قيود على السماح للسوريين من حملة هوية الحماية المؤقتة فيما يتعلق بإجازة العيد.
موقف الداخلية التركية جاء عُقب تصريحات للسياسي التركي " دولت باهتشلي"، الذي يتزعم "حزب الحركة القومية"، ويعتبر من أبرز حلفاء الرئيس التركي أردوغان، قال فيها إن "هدفنا الأساسي، هو توديع اللاجئين السوريين، بعد القضاء على الظروف القاسية التي دفعتهم إلى المغادرة، والانفصال عن بلادهم".
وشدد باهتشلي على أن اللاجئين السوريين الذين يمكنهم الذهاب إلى بلدهم خاصة في الأعياد، غير مضطرين للعودة، في إشارة واضحة إلى اللاجئين السوريين من حملة الإقامة المؤقتة الذين تمنحهم تركيا حق زيارة سوريا لقضاء إجازات عيدي الفطر والأضحى.
وتستضيف تركيا قرابة 3.7 مليون لاجئ سوري على أراضيها، وتعاني من أزمة اقتصادية حادة وسط هبوط مستمر لليرة التركية أمام العملات الأجنبية، فضلاً عن حملات عنصرية شرسة تشنها المعارضة التركية، وتتهم فيها الحكومة التركية بإغراق تركيا بالمهاجرين داعيةً إلى طردهم من البلاد.