تركيا: السوريون محرومون من زيارة بلادهم في عيد الأضحى

قال وزير الداخلية التركي "سليمان صويلو"، اليوم السبت، إن بلاده قررت عدم السماح للاجئين السوريين الموجودين على أراضيها بزيارة بلادهم خلال عيد الأضحى المقبل.
وأضاف صويلو في تصريحات لوكالة الأناضول التركية، أنه وعلى غرار عيد الفطر لن نسمح للسوريين بزيارة بلادهم في إجازة عيد الأضحى.
وشدد صويلو على أن "وزارة الداخلية ستعمل على تخفيض نسبة الأجانب الذين يسمح لهم بالإقامة في كل حي من 25 في المئة إلى 20 في المئة اعتباراً من 1 من تموز المقبل"، وذلك استكمالاً لخطة  "مكافحة التركيز المكاني" والتي تستهدف توزيع نحو 3.7 مليون سوري يعيشون تحت الحماية المؤقتة في تركيا على جميع ولايات البلاد البالغ عددها 81 ولاية.
وبموجب الخطة المذكورة منعت السلطات التركية السوريين من تكوين أحياء خاصة بهم داخل المدن التركية، وعملت على عدم السماح بتجاوز نسبة الأجانب المقيمين في الأحياء التركية 25% من النسبة الإجمالية للسكان، عبر خطوتين.
وشملت الخطوة الأولى من الخطة، إغلاق 16 ولاية تركية أمام تسجيل الأجانب فيها وهي "أنقرة، أنطاليا، أيدين، بورصة، تشاناكالي، دوزجي، أدرنة، هاتاي، إسطنبول، إزمير، كيركلاريلي، كوجالي، موغلا، سكاريا، تكيرداغ ويالوفا"، أي ما مجموعه 800 حي بحسب وزارة الداخلية، فيما تضمنت الثانية تسكين السوريين في البلديات والمدن ذات الكثافة السكانية وفي أقضية ومحافظات على أساس تطوعي، حيث تهدف الإدارة الأمنية في تركيا إلى تأمين الاندماج مع الحياة المجتمعية، ومعالجة المشكلات الأمنية، وتنسيق الخدمات العامة، ومنع التفكك الاجتماعي.
وفي نيسان الماضي أعلن وزير الداخلية التركي "سليمان صويلو"، عن إيقاف إجازة العيد التي تمنحها الحكومة، للسوريين من أجل زيارة مناطق الشمال السوري الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري، والقوات التركية، في عيد الفطر.
وأكد صويلو في لقاء مباشر على قناة "NTV" التركية، على قرار إيقاف إجازة العيد للسوريين، مضيفاً "قلنا منذ الأسبوع الماضي إنه لن يتم منح إجازة عيد والآن لا يتم منح هذا الإذن، والذاهبون إلى المناطق الآمنة يستطيعون البقاء هناك، لن يسمح لأولئك الذين يريدون الذهاب لقضاء العطلة بالعودة".
وأضاف "أوقفنا الذهاب إلى سوريا بشكل كبير لمدة أربعة أعياد بسبب كورونا، وبقي نحو 60 بالمئة من الذين ذهبوا هناك"، وأردف "أولئك الذين يذهبون في إجازات ليسوا بالعدد الكبير".
وتتزايد التصريحات التركية الرسمية حول إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بشكل طوعي، وذلك بالتزامن مع إثارة أحزاب المعارضة التركية قضية الوجود السوري في تركيا، واحتجاجهم على منح السوريين إجازات لقضاء عطلة عيد الفطر والأضحى في شمال سوريا.
موقف الداخلية التركية جاء عُقب تصريحات للسياسي التركي " دولت باهتشلي"، الذي يتزعم "حزب الحركة القومية"، ويعتبر من أبرز حلفاء الرئيس التركي أردوغان، قال فيها إن "هدفنا الأساسي، هو توديع اللاجئين السوريين، بعد القضاء على الظروف القاسية التي دفعتهم إلى المغادرة، والانفصال عن بلادهم".
وشدد باهتشلي على أن اللاجئين السوريين الذين يمكنهم الذهاب إلى بلدهم خاصة في الأعياد، غير مضطرين للعودة، في إشارة واضحة إلى اللاجئين السوريين من حملة الإقامة المؤقتة الذين تمنحهم تركيا حق زيارة سوريا لقضاء إجازات عيدي الفطر والأضحى.
وتستضيف تركيا قرابة 3.7 مليون لاجئ سوري على أراضيها، وتعاني من أزمة اقتصادية حادة وسط هبوط مستمر لليرة التركية أمام العملات الأجنبية، فضلاً عن حملات عنصرية شرسة تشنها المعارضة التركية، وتتهم فيها الحكومة التركية بإغراق تركيا بالمهاجرين داعيةً إلى طردهم من البلاد.