هل يُثني قرار المحكمة الأوروبية بريطانيا عن ترحيل اللاجئين إلى رواندا؟

ألغيت أمس الثلاثاء، أولى الرحلات الجوية التي كان من المفترض أن تقوم بترحيل لاجئين من بريطانيا إلى رواندا، في إطار خطة أقرتها الحكومة البريطانية للحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين إليها، وذلك بسبب تدخل المحكمة الأوروبية.
وقالت مصادر حكومية بريطانية، إنه وبسبب تدخلات في اللحظة الأخيرة من قبل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، تم إبعاد جميع المهاجرين من الطائرة التي كان من المقرر أن تنقلهم إلى رواندا، وبالتالي لن تكون هناك رحلة بهذا الخصوص هذه الليلة.
وبحسب الهيئة البريطانية، فإنه كان من المتوقع ترحيل ما يصل إلى 7 أشخاص إلى البلد الواقع شرقي أفريقيا لكن تم إلغاء الرحلة بعد تدخل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
من جانبها قالت منظمة "كير فور كاليه" المتخصصة في الدفاع عن طالبي اللجوء، في تغريدة على موقع تويتر إن "آخر تذكرة طيران ألغيت، لا أحد سيغادر إلى رواندا"، فيما نقلت وكالة الأنباء البريطانية  "BA Media"عن مصادر حكومية في لندن قولها، إن الرحلة الجوية ألغيت بسبب قرارات أصدرتها في اللحظات الأخيرة المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وخلال اليومين الفائتين، خرجت مظاهرات في بريطانيا لمطالبة الحكومة بالعدول عن قرارها، ووقف ترحيل اللاجئين، وهتف المتظاهرون قائلين: "لا للترحيل إلى رواندا".
ووفقاً لمقاطع مصورة رصدتها "المجس" فإن المتظاهرين احتشدوا عند السياج الخارجي لمركز احتجاز اللاجئين ، وعبروا عن رفضهم لسياسة ترحيل اللاجئين، وسط تفاعل من اللاجئين المحتجزين الذين شاركوا بالهتاف مع المتظاهرين.
ونظم عشرات الناشطين مسيرة إلى مركز "Brook house"ترحيل اللاجئين بالقرب من مطار جاتويك في كرولي غرب مقاطعة ساسكس، ورددوا هتافات "نحن معكم، أطلقوا سراحهم، لا للترحيل"، كما اعتبروا بريطانيا دولة عنصرية.
ووفقاً لخطة الحكومة البريطانية سيرحل المهاجرون الذين دخلوا بريطانيا بطريقة غير شرعية إلى رواندا، من أجل النظر في طلبات لجوئهم في الدولة الإفريقية، وقد سمحت المحكمة العليا بإقلاع أول رحلة جوية لنقل اللاجئين إلى رواند يوم الثلاثاء، إلا أن قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أوقف الرحلة، وسط استعدادات من ناشطين مدافعين عن حقوق اللاجئين،  للطعن في القرار.
وفي وقت سابق أيد القضاء العالي البريطاني خطةَ الحكومة لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، في حين اعتبرت الأمم المتحدة الخطوة سابقة كارثية.
وقد ردت كل من محكمة الاستئناف والمحكمة العليا التماسات اللحظة الأخيرة ضد خطة الحكومة البريطانية المثيرة للجدل لإبعاد مهاجرين وصلوا البلاد بشكل غير قانوني، إلى رواندا، عشية الرحلات الأولى المخطط لها، وقال قاضي محكمة الاستئناف في لندن "تم رفض هذا الطعن" الذي قدم ضد مشروع حكومة المحافظين برئاسة جونسون الذي يهدف إلى وقف عمليات العبور غير القانونية لقناة المانش.
وقالت وزارة الداخلية البريطانية إنها تشعر بخيبة أمل لأن الطعن القانوني يعني أن رحلة اليوم المتجهة إلى رواندا لن تغادر البلاد، مشيرة إلى أنه سيتم وضع العديد من اللاجئين الذين تم رفعهم من هذه الرحلة على الرحلة التالية، وأردفت "فريقنا القانوني يراجع كل قرار يتم اتخاذه بشأن هذه الرحلة، ويبدأ التحضير للرحلة التالية".
بدورها قالت وزيرة العمل البريطانية إن الحكومة ستغير أي قانون يعيق نقل اللاجئين، مؤكدة أن الطائرة التالية إلى رواندا ستقلع حسب الخطة، فيما قالت حكومة رواندا إن إلغاء أول رحلة لطالبي لجوء من بريطانيا لن يثنيها عن استقبال اللاجئين.
وكانت وزيرة الداخلية البريطانية "بريتي باتيل"، قد أعلنت الأسبوع الفائت، تحديد 14 حزيران الجاري موعداً لإقلاع أول رحلة تقل الدفعة الأولى من المهاجرين غير النظاميين إلى رواندا، وذلك بعد شهرين من إبرامها "اتفاق هجرة" مع الدولة الأفريقية لاستقبال مهاجرين وطالبي لجوء في بريطانيا.
وتشمل السياسة البريطانية منح الأشخاص الإقامة والدعم في رواندا في أثناء النظر في طلب اللجوء الخاص بهم من قبل الدولة، وإذا ما نجحوا، فيمكنهم البقاء هناك لمدة تصل إلى خمس سنوات يحصلون خلالها على التعليم والدعم المادي، فيما سيُعطى أولئك الذين يفشلون في طلبات لجوئهم في رواندا، فرصة التقدم للحصول على تأشيرات بموجب طرق الهجرة الأخرى إذا كانوا يرغبون في البقاء في البلاد، لكنهم مع ذلك يواجهون احتمالية الترحيل.
الائتلاف يطالب بريطانيا بوقف ترحيل السوريين
وقبل أيام أكد الائتلاف الوطني السوري المعارض، أن الخطة الأخيرة بخصوص ترحيل المهاجرين من قبل الحكومة البريطانية إلى رواندا، خطوة غير مدروسة وليست الوسيلة الأفضل لحل مشكلة المهاجرين.
وطالب "هيثم رحمة" الأمين العام للائتلاف الوطني السوري، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بمتابعة ملف اللاجئين السوريين في بريطانيا والتعامل معهم بإنصاف وفق القانون الدولي، داعياً بريطانيا إلى إعادة النظر في قراراتها القاضية بترحيل سوريين من طالبي اللجوء.
وأشار رحمة إلى أن قرار ترحيل بريطانيا لعدد من اللاجئين السوريين فيها إلى رواندا بعد كل المصاعب التي بذلوها لتوفير حماية لهم ولعوائلهم ليس منصفاً ولا يراعي حالتهم الإنسانية.
وشدد على أن اللاجئين السوريين في مختلف دول العالم اضطروا للخروج من سوريا بحثاً عن الحماية والأمان، بعد أن عمل نظام الأسد وحلفاؤه على تدمير سوريا وقصف مدنها وقتل شعبها بكل ما أتيحت لهم من وسائل لإسكات صوت الحرية الذي نادى به الشعب عام 2011، مشيراً إلى أن خروجهم لم يكن خياراً، بل اضطرار لا بديل عنه.
ودعا رحمة الدول الأوروبية إلى عدم التمييز بين اللاجئين حسب انتمائهم الجغرافي، ومعاملة كافة اللاجئين ضمن المعايير الإنسانية، موضحاً أنه من غير المقبول استقبال اللاجئ الأوكراني وطرد اللاجئ السوري.
وفي وقتٍ سابق قالت صحيفة "ميديل إيست آي" إنه سيتم إرسال مجموعة من اللاجئين السوريين إلى رواندا، منتصف حزيران الحالي، ضمن خطة الترحيل التي أطلقتها الحكومة البريطانية فيما قالت " زوي غاردنر"، رئيسة قسم السياسة والمناصرة لدى المجلس المشترك المعني برفاهية المهاجرين، عبر حسابها على تويتر ، إنه تم إبلاغ 15 سورياً بأنهم سيتم إرسالهم إلى رواندا في 14 من حزيران الجاري.
وذكرت منظمة "بروتكت سيفيليانز" لمناصرة اللاجئ السوري بأن لاجئين من سوريا وأفغانستان باتوا ضمن القائمة التي تضم أسماء أشخاص سيتم ترحيلهم، فيما أعلن "المجلس المشترك لرعاية اللاجئين" أن الدفعة الأولى هذه تتضمن أكثر من عشرة سوريين ضمن ما يقارب المئة شخص ممن تسلموا إخطاراً بنية الحكومة ترحيلهم.