الباب: الشرطة المدنية تعتدي على صحفيين شاركوا في احتجاجات المدينة

أقدم عناصر من الشرطة المدنية في مدينة الباب شرقي حلب، اليوم الاثنين، على الاعتداء على عدد من الإعلاميين والناشطين خلال عملهم في تغطية احتجاجات الكادر الطبي في مشفى الباب.
وتداول ناشطون سوريون مقاطع فيديو تُظهر اعتداء مجموعة عناصر تتبع لـ "شرطة الباب"  بالضرب، على الإعلاميين والناشطين بهدف منعهم من تصوير الاحتجاجات المندلعة في المدينة.
وقال مراسل وكالة "المجس" في مدينة الباب، إن الشرطة المدنية اعتدت على الناشط الإعلامي "مالك أبو عبيدة"، حيث تعرض للضرب والاعتقال بسبب تغطيته الاحتجاجات، قبل أن يتم إطلاق سراحه تحت ضغط الأهالي والناشطين.
وأضاف المراسل أن كل من مالك الخبي وعماد البسيري ونزار أبو أيمن، وهم من النشطاء العاملين في مدينة الباب، تعرضوا أيضاً للضرب والاعتداء من قبل عناصر الشرطة المدنية، لمنعهم من تسريب مقاطع فيديو تم تصويرها خلال الاحتجاجات.
وطالب أهالي ونشطاء مدينة الباب، قيادة الشرطة المدنية، بالكشف عن أسماء المتورطين في حملة الاعتداءات التي طالت الصحفيين، مؤكدين أن الفعاليات في المدينة تستنكر الحملة الهمجية التي طالت النشطاء بهدف منعهم من تغطية الاحتجاجات في المنطقة.
فيما شهدت مدن وبلدات "الباب، الراعي، عفرين" بريف حلب، صباح اليوم، وقفات احتجاجية نفذتها كوادر طبية عاملة في المشافي الرسمية، بمشاركة الأهالي والناشطين احتجاجاً على تدني رواتب الكوادر، مقارنةً بتلك التي تتقاضاها الكوادر التركية.
وبحسب عدة مصادر فإن الاحتجاجات اندلعت في عدة مدن وبلدات شمال سوريا، بعد تسريب أطباء،  قائمة الرواتب الخاصة بالموظفين الأتراك العاملين في المستشفيات المدعومة من الاتحاد الأوروبي بإشراف وزارة الصحة التركية.
وتظهر التسريبات المنشورة، الفارق الكبير بين رواتب الأطباء والممرضين الأتراك، إذا ما قورنت بما تتقاضاه الكوادر السورية، حيث وصل راتب الطبيب التركي المختص إلى 19 ألفاً و128 ليرة تركية والطبيب العام 16 ألفاً و365 ليرة تركية، يُضاف إليها زيادة بنسبة 100% مقابل مهمة خارجية وبدل حماية وخطر، ما يعني أن رواتب الأطباء الأتراك قد تصل إلى 40 ألف ليرة تركية.
بينما تتقاضى الكوادر الطبية السورية العاملة مع الكوادر التركية في المشافي ذاتها، رواتب أقل بكثير حيث يبلغ راتب الطبيب المختص المتزوج 4900 ليرة تركية والعازب 4350 ليرة تركية.
وكان أطباء وعاملون في القطاع الصحي، قد دعوا لإضراب شامل في المستشفيات التركية بعد أن اكتشفوا الفوارق الكبيرة في الرواتب التي يتقاضوها ورواتب الأطباء والموظفين الأتراك، والتي تزيد عنهم بنسبة 800%..
فيما أصدرت فعاليات مدنية في مدينة الباب شرقي حلب، أمس، بياناً مشتركاً تضمن مطالب وجهت إلى الرئاسة التركية بضرورة المساواة بين الكوادر الصحية السورية والتركية العاملة في المشافي التركية شمالي سوريا.
وطالب البيان الذي ضم نقابتي الأطباء والتمريض ووجهاء مدينة الباب، بالمساواة في الحقوق بين العاملين الصحيين السوريين في المشافي التركية ونظرائهم الأتراك، ورفع الظلم والتمهيش الإداري الذي تتعرض له الكوادر الطبية السورية فيها.
وتوجه البيان المذكور، إلى رئيس الجمهورية التركية "رجب طيب أردوغان"، مطالباً بتحقيق العدالة لموظفي الرعاية الصحية من السوريين، مشيراً إلى عدم وجود شراكة حقيقية بين السوريين والأتراك في إدارة المرافق الصحية، بما فيها المستشفيات والمستوصفات، التي تديرها وزارة الصحة التركية والهلال الأحمر التركي.
وشدد على أن التعاملات النقدية في المناطق المذكورة تجري بالليرة التركية والدولار الأميركي، وأن أسعار المواد الاستهلاكية والكهرباء والمياه في شمالي سوريا لا تختلف عن الأسعار في تركيا، مطالبين بناءً على ذلك بالمساواة في الرواتب.
وبحسب منظمات سورية فإن الاتحاد الأوروبي يدعم قرابة 792 وحدة صحية للمهاجرين في 29 ولاية تركية، وتحسب وزارة الصحة التركية المستشفيات في الشمال السوري ضمن هذه المراكز.