ارتفاع أسعار المحروقات والأغذية يُهدد شمال سوريا بكارثة اقتصادية كبرى

رفعت شركة "وتد" للمحروقات، التابعة لهيئة تحرير الشام بمحافظة إدلب ومحيطها، اليوم السبت، أسعار المحروقات، وذلك بعد نشرة سابقة أصدرتها الأربعاء الفائت، عبر معرفاتها الرسمية..
ونشرت الشركة أسعاراً جديدة للمحروقات، حيث ارتفع سعر أسطوانة الغاز من 127.5 إلى 137 ليرة تركية، ورفعت سعر اللتر الواحد من مادة البنزين المستورد من 9.14 إلى 9.83 ليرات تركية، ووصل سعر لتر المازوت المستورد نوع أول إلى 9.14 بعد أن كان سعره 8.50 ليرات، في حين بلغ سعر لتر المازوت المستورد نوع ثاني 6.96 بعد أن كان سعره 6.48 وارتفع أيضا سعر لتر المازوت المكرر من 5.15 إلى 6.96 ليرات تركية.
في حين بررت وتد، التي تصف نفسها الشركة الرائدة في الشمال السوري، رفع أسعار المحروقات بحجة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة التركية.
وكشفت مصادر خاصة لـ"وكالة المجس" عن توقف محطات الوقود في مناطق مختلفة من محافظة إدلب، وذلك بعد رفع الشركة أسعار المحروقات، وسط تنديد واسع من الأهالي بالممارسات المتبعة من قبل وتد للتضييق على المدنيين في الشمال السوري.
ويأتي غلاء أسعار المحروقات بالتزامن مع رفع أسعار النقل  والخضار والفواكه واللحوم والألبان والأجبان وغيرها من المواد الغذائية الأساسية، لا سيما مادة الخبز التي تم التلاعب بوزنها من قبل مؤسسات الإنقاذ لزيادة مردودها المالي والتضييق على منظمات المجتمع المدني وتوسيع سيطرتها على الاقتصاد شمالي سوريا.
وكانت الصحف التركية أكدت، أمس الجمعة، أنه سيتم رفع سعر البنزين اعتباراً من اليوم السبت 52 قرشاً للتر الوحد و50 قرشاً للتر المازوت و45 قرشاً للتر الغاز المسال.
وكانت صحيفة "خبر التركية" قد نقلت عن مصادر من قطاع الوقود أنه وفقاً للمعلومات الواردة من اتحاد أرباب عمل محطات إمداد الغاز والنفط والطاقة (EPGİS)، فإن سعر لتر البنزين المباع بمتوسط ​​8.20 ليرات في أنقرة سيكون 8.72 ليرات. وسيرتفع سعر لتر البنزين من 8.15 ليرات إلى 8.67 ليرات في إسطنبول، ومن 8.22 ليرات إلى 8.74 ليرات في إزمير.
وأضافت أنه سيكون سعر لتر المازوت الذي يباع بمتوسط ​​8.27 ليرات في أنقرة 8.77 ليرات. وسيرتفع سعر لتر المازوت من 8.21 ليرات إلى 8.71 ليرات في إسطنبول ومن 8.29 ليرات إلى 8.79 ليرات في إزمير، موضحةً أنه سيرتفع سعر لتر غاز المسال من 6.95 ليرات إلى 7.40 ليرات في أنقرة، ومن 6.90 ليرات إلى 7.35 ليرات في إسطنبول، ومن 6.78 ليرات إلى 7.23 ليرات في إزمير.
من جانبها حذرت منظمة "منسقو استجابة سوريا" من أزمة اقتصادية حادّة تتعرض لها مناطق شمال غربي سوريا من جراء الارتفاع الكبير في أسعار مختلف مواد المعيشة اليومية الأساسية.
وقالت المنظمة عبر منشور على حسابها في فيس بوك إن بوادر انهيار اقتصادي تشهده مناطق شمال غربي سوريا، بالتزامن مع ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، وزيادة ملحوظة في معدلات التضخم وانخفاض القوة الشرائية للمدنيين في المنطقة.
وأضافت المنظمة في منشورها أن أغلب العائلات في المنطقة بشكل عام ونازحي المخيمات بشكل خاص أصبحوا غير قادرين على تأمين المستلزمات الأساسية وفي مقدمتها مواد التغذية والتدفئة لضمان بقاء واستمرار تلك العائلات على قيد الحياة".
وفي تشرين الأول السابق طرحت شركة وتد أسعاراً جديدة للمحروقات، حيث ارتفع سعر أسطوانة الغاز من 99.5 إلى 108.50 ليرة تركية، ورفعت سعر اللتر الواحد من مادة البنزين المستورد من 7.66 إلى 7.70 ليرات تركية، ووصل سعر لتر المازوت المستورد نوع أول إلى 7.35 بعد أن كان سعره 7.31 ليرات، في حين بلغ سعر لتر المازوت المستورد نوع ثاني 6.42 بعد أن كان سعره 6.39 وارتفع أيضا سعر لتر المازوت المكرر من 4.57 إلى 4.60 ليرات تركية.
وبررت وتد حينها رفع سعر المحروقات في مناطق شمال غربي سوريا، بالحجج ذاتها متذرعةً بارتفاع أسعار المحروقات المستوردة من المصدر وبسبب الارتفاع الحاصل على أسعار النفط العالمي.
وسبقها بأيام ارتفاع آخر في أسعار المحروقات أيضاً وذلك بسبب "ارتفاع سعرها من المصدر"، كما نشرت على معرفاتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبعد خفض وتد أسعار المحروقات في إدلب في الرابع من أيلول الفائت، بسبب "انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الليرة التركية، بدأت الشركة برفع أسعار المحروقات بشكل شبه يومي منذ العاشر من الشهر ذاته.
وتعتبر وتد المورد الوحيد للمحروقات في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام، ويذكر أن التعامل بالليرة التركية في الشمال السوري بدأ بعد انخفاض قيمة سعر صرف الليرة السورية، مطلع حزيران الفائت، إذ وصل سعرها إلى 3 آلاف ليرة مقابل الدولار الواحد.
ويترافق انخفاض قيمة الليرة التركية، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية في شمال غربي سوريا بنسبة 400 في المئة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وأسعار المحروقات بنسبة 350 في المئة، والخبز بنسبة 300 في المئة، ووصول معدلات الفقر إلى 90 في المئة، وفقاً لفريق منسقو استجابة سوريا.