دعاوى قضائية تلاحق مسؤولين في الحكومة المؤقتة على خلفية صور مسيئة للدين الإسلامي

رفعت منظمات المجتمع المدني من اتحادات ونقابات في ريف حلب الشمالي، دعوى قضائية في مدينة اعزاز على عدد من مسؤولي الملف التعليمي في الحكومة المؤقتة، وذلك على خلفية توزيع كتب مدرسية تضمنت صوراً اعتُبرت مسيئة للدين الإسلامي.
مصادر مطلعة أكدت لـ"وكالة المجس"، إرسال الجهات المدعية كتاباً إلى النائب العام في مدينة اعزاز، طالبت من خلاله محاسبة الجهات والأشخاص المسؤولين عن تنفيذ وتوزيع الكتاب المدرسي لمادة التربية الدينية في مناطق ريف حلب التابعة للحكومة المؤقتة.
وأضافت المصادر أن كتاب الادعاء تضمن توقيع عدد من المنظمات والنقابات السورية، وأبرزها نقابة المحامين الأحرار ومجلس ثوار محافظة حلب، واتحاد تنسيقيات الثورة، واتحاد ثوار القبائل والعشائر الأحرار، والمكتب الشرعي لمجلس ثوار محافظة حلب.
وبينت المصادر أن النقابات وجهت تهمة إثارة النعرات المذهبية والعنصر وتحقير الشعائر الدينية، والحض على ازدرائها والتعرض للأخلاق العامة، لمسؤولي التنفيذ والتوزيع، كما شملت عدداً من الدكاترة المختصين في العلوم الشرعية، إضافة إلى بعض مؤلفي الكتب المدرسية التي تم توزيعها.
ولفتت المصادر أن الجهات المدعية في اعزاز اعتبرت أن انتشار هذه الصور أحدثت أثراً بالغ الصدمة في نفوس المسلمين، رافضةً وصف ما جرى بأنه عبارة عن خطأ.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي تداولت، الخميس الفائت، صوراً مأخوذة من كتب مدرسية تم توزيعها على طلاب المراحل الابتدائية في مدارس ريف حلب التابعة للحكومة السورية المؤقتة، تحتوي على رسوم اعتُبرت مسيئة للرسول محمد، حيث تضمنت رسوماً تعبيرية  تشرح معلومات حول زواج الرسول محمد ومرضعته وابنته فاطمة، ما أثار غضب الأهالي في المنطقة الذين اعتبروا تلك الرسومات التي تجسد هيئة النبي محمد، إساءة للدين الإسلامي واستهزاء بمشاعر السوريين وإساءة مقصودة لمستقبل السوريين كون المناهج تستهدف الجيل الناشئ في المراحل التعليمية الابتدائية.
فيما شهدت قرى وبلدات ريف حلب، إحراق عشرات النسخ من هذه الكتب في الساحات العامة في مدن رئيسية مثل جرابلس وغيرها من المناطق في ريف حلب الشرقي، فضلاً عن مطالبة أعضاء المجالس الثورية والمشايخ، بمحاسبة المسؤولين عن توزيع الكتب بالمدارس.
وعلقت الحكومة السورية المؤقتة حينها، على وجود صور تجسد النبي في كتاب السيرة النبوية، لطلاب الأول والثاني الابتدائي بريف حلب الشمالي، بالقول إن بعض مواقع التواصل الاجتماعي تداولت صفحات من كتاب مدرسي للصف الأول تحت عنوان "السيرة النبوية"، قيل إنها وزعت في منطقة الباب، وأن بعض صفحاتها تتضمن إساءة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
ونفت الحكومة علمها بهذا الأمر، موضحةً أن الكتب المعتمدة من قبل الحكومة السورية المؤقتة، هي من طباعة مؤسسة قطر الخيرية، وممهورة بخاتم الحكومة، مشيرةً إلى عدم وجود مادة باسم "السيرة النبوية"، داخل المنهاج المعتمد من قبل الحكومة السورية المؤقتة.
ولفتت أنها بدأت على الفور بمتابعة الموضوع، وتشكيل لجنة تحقيق فورية وعاجلة للتأكد من صحة هذه الادعاءات المتداولة.
فيما أكدت مصادر في المجلس المحلي بمنطقة جرابلس، أن المجلس شكل لجنة مشتركة مع الشرطة العسكرية، فور تداول الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأحرق الكتب المصادرة في "ساحة الشهداء" وسط مدينة جرابلس عند الحدود السورية التركية.
ونفى المصدر علم المجلس المحلي بوجود الكتاب في مدارس المنطقة، مؤكداً أن عملية التوزيع من مسؤولية مديرية التعليم التابعة بشكل مباشر لوزارة التربية التركية.
فيما قال ناشطون إن الكتاب من تأليف مركز الاستشراف للدراسات والأبحاث، الذي نشر  بدوره عبر معرفاته في "تويتر" و "فيسبوك" بياناً أوضح فيه مسؤوليته عن تأليف كتاب السيرة النبوية بتكليف من وزارة التربية التركية، معتبراً أن الرسوم لأشخاص معاصرون لباساً ومكاناً وزماناً ولا يحتاج الإنسان إلى أدنى جهد من أجل أن يكتشف أنها لا تعبر عن النبي.
وأضاف "احتوت مقدمات كل درس صورا معاصرة مع أسئلة عليها، لتهيئ التلميذ الدخول إلى الدرس وليست هذه الرسوم من أحداث السيرة ولا تعبر عنها، مشيراً أنه طالب وزارة التربية سحب الكتاب لمعالجة الأمر، بعد أن تبين له أن وضع التهيئة بهذه الصورة وتحت عنوان الدرس، هو جزء كبير من تعزيز الوهم.