دعوات للإضراب في منبج احتجاجاً على فرض مناهج الإدارة الذاتية

أقرت الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا اعتماد مناهج خاصة بها في مدارس منبج بريف حلب الشرقي شمالي سوريا، الخاضعة لسيطرة قوات سورية الديمقراطية "قسد"، إذ بدأت عملية استبدال المناهج بالتدريج قبل بدء العام الدراسي الجديد، وسط رفض الأهالي للقرار والدعوة لإضراب الاثنين المقبل.
مصادر مطلعة قالت لـ"وكالة المجس" إن دعوات الإضراب من الأهالي جاءت، عُقب إقرار المناهج الخاصة بالإدارة الذاتية، مبينةً أن جل الأهالي يعارضون هذا القرار، وأن الإضراب سيكون بمثابة تعبير عن الرفض ، مبينةً أن اعتماد المنهاج الجديد قبل نهاية العام الدراسي الحالي سيتسبب  بالعديد من المشاكل للطلاب وذويهم.
وأضافت المصادر أن منظمي الإضراب والداعين له، أكدوا أن الدعوات تتضمن رفض ذهاب الطلاب إلى المدارس يوم الإثنين، ومطالبة المعلمين بالإضراب والامتناع عن التدريس احتجاجاً على هذه المناهج.
ونقلت المصادر عن منظمي الدعوات أنهم بدأوا بالتواصل مع عدد من المعلمين والمدراء في مدارس مدينة منبج، والذين أكدوا بدورهم عزمهم على المشاركة في الإضراب احتجاجاً على قرارات الإدارة الذاتية، مضيفةً أن المنظمين كثفوا نشاطهم منذ يوم أمس في المجتمعات الشعبية لإقناع أكبر عدد من المدنيين بضرورة عدم إرسال أبنائهم إلى المدارس الاثنين المقبل، في وسيلة للضغط على الإدارة الذاتية لإلغاء القرار المتعلق حول اعتماد مناهجها.
وفي الثاني من كانون الأول أقرت الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، اعتماد المناهج الخاصة بها في مدارس مدينة منبج بريف محافظة حلب الشرقي، وقالت لجنة التربية والتعليم في منبج وريفها، في بيانٍ لها، إن القرار الصادر من قبلها يندرج في إطار، كسر نمطية التدريس المتمثلة في الحفظ والاستذكار، وأشارت "كوثر دكو" العاملة في الرئاسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم إلى أن تفعيل منهاج الإدارة الذاتية يكسر نمطية التدريس المتمثلة في الحفظ والاستذكار، مضيفةً أن تدريس المناهج خطوة جديدة في توحيد مناهج الإدارة الذاتية، وقالت إن هذه الخطوة ستوحد النظام التعليمي والعمل الإداري التربوي على مستوى شمال وشرق سوريا.
ولم يحدد القرار حينها الوقت الذي سيتم اعتماد مناهج "الإدارة الذاتية" فيه ضمن مدارس المدينة وريفها، فيما ذكرت مصادر خاصة لـ"وكالة المجس" أن اعتماده سيكون في بداية العام الدراسي المقبل 2022-2023، حتى يتسنى إلغاء مناهج وزارة التربية التابعة للنظام السوري، التي لا تزال معتمدة إلى الوقت الحالي في مدارس المنطقة، التي تعاني في الأصل من إهمال وسوء في الخدمات، ومنها عدم جاهزية البنى التحتية لهذه المدارس وافتقارها للصيانة والترميم، مع وجود مشاكل في التدفئة والإنارة خلال فصل الشتاء.
وفي حديث سابق لـ" المجس" قال أحد المدرسين من مدينة منبج، إن خطوة وضع مناهج جديدة بحاجة لدراسات طويلة قد تدوم لعدة سنوات، وبحاجة لمختصين في مجال التربية، وأنه يجب أن يكون هناك مدرسون مختصون يدربون المعلمين على إعطاء هذه المناهج للطلاب وهذه الخطوات لم يتم إجراء أي منها، بمناهج الإدارة الذاتية، وإنما فقط تم استبدال مناهج النظام بمناهج تساويها بالسوء.
وأوضح أنه بالنسبة للمناهج المعتمدة سابقاً في منبج فهي مناهج تابعة للنظام السوري، وتتبع عشرات المدارس في المدينة وريفها لمديرية التربية في حلب التابعة للنظام السوري، فيما تخضع بقية المدارس لإدارة قسد، مضيفاً أن الإدارة الذاتية عمدت إلى تغييب اللغة العربية في التدريس منذ وقت طويل بمنبج، وفرضت تدريس مادة البيولوجيا، كما تحاول تمرير مناهجها وإفساد الطلا، مشيراً إلى أن عدد المدارس في منطقة منبج يقدر بنحو 190 مدرسة، وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" عليها بعد معارك مع تنظيم الدولة عام 2016.
وفي أيلول الفائت أصدرت الإدارة الذاتية شمالي شرق سوريا، حزمة من القرارات أسفرت عن حرمان مئات الأطفال النازحين في محافظة الرقة الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية من الالتحاق في المدارس التابعة لها لكونهم من مجهولي النسب أو لعجز ذويهم عن تأمين شهادة ميلاد من دائرة النفوس التابعة للنظام تؤكد نسبهم.
وطالبت الإدارة الذاتية في محافظة الرقة الأهالي بإحضار بيان عائلي إضافة لإثبات شخصي من مكتب النفوس التابع لها في الرقة، والذي يستوجب وجود شهود وكفيل من أهالي الرقة، في حال عدم قدرة الأهالي على إحضار الإثباتات الرسمية الصادرة عن حكومة النظام، مشيراً إلى أن إجراءات تسجيل الطلاب في المدارس التابعة للإدارة الذاتية تتطلب عدة أوراق كالبطاقة الشخصية للوالد أو الوالدة ودفتر عائلة مصدره السجل المدني لدى النظام.
وفي آذار الفائت أغلقت قسد عدداً من معاهد التدريس الابتدائي في مدينة الرقة لإجبار التلاميذ على التوجه إلى المدارس التي تشرف عليها الإدارة الذاتية والخضوع لمناهجها، كما شنت في الشهر ذاته حملة دهم واعتقال طالت 7 معلمين في بلدة معبدة، شرقي الحسكة، بتهمة تدريس مناهج النظام.
وعملت قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية التابعة لها منذ سيطرتها على أجزاء واسعة من سوريا، على فرض مناهج خاصة بالإدارة الذاتية، ونتيجة الرفض الشعبي والضغط الأمريكي توصلت قسد إلى اتفاق مع الأهالي على تدريس مناهج خصصتها منظمة يونيسيف وباللغة العربية ومعترف بها دولياً.