عشائر الرقة تحشد لتظاهرات كُبرى ضد قسد وتدعو لانشقاق أبناء العشائر

دعا ناشطون وشيوخ عشائر في محافظة الرقة، الأهالي إلى الخروج في مظاهرات ضد مليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، كما دعوا أبناء القبائل والعشائر السورية من المنتسبين لقسد إلى الانشقاق عنها والعودة إلى مناطقهم، وذلك على خلفية سياسات قسد المتبعة ضد الأهالي، فضلاً عن قمعها للمظاهرات المناوئة لها بذرائع مختلفة.
مصادر مطلعة في مدينة الرقة، قالت لدى حديثها لـ"وكالة المجس" إن شيوخ ووجهاء العشائر في الرقة وناشطين، دعوا إلى استمرار المظاهرات ضد قسد في الرقة والطبقة ومناطق أخرى، وذلك على خلفية استمرار قسد في سياستها القمعية ضد الأهالي، وشن الأجهزة الأمنية التابعة لها حملات مداهمة في مناطق التظاهر، واعتقالها للمدنيين بذريعة الإخلال بالأمن.
وأضافت أن دعوات التظاهر جاءت لمطالبة قيادات قسد، بالكف عن الانتهاكات والإفراج عن المعتقلين، وتحسين الواقع الاقتصادي والخدمي في المناطق العربية، أو ترك إدارة المنطقة لأبنائها ليقوموا بإدارتها.
وفي حديث لـ"وكالة المجس"، أشار أحد شيوخ عشائر الرقة، الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن "قسد تمارس الترهيب والتجنيد القسري وتجند القاصرين، وتشن بشكل يومي حملات دهم تستهدف منازل المدنيين في القرى والبلدات والمدن"، مبيناً أن قسد اتبعت مؤخراً سياسة حصار أحياء بأكملها، بهدف شن حملات اعتقال ضد الشبان يتخللها ارتكاب عناصر قسد انتهاكات سافرة بحق الأهالي.
وكشف عن وجود تنسيق بين مجلس القبائل والعشائر العربية، وشيوخ ومخاتير ووجهاء في مناطق "قسد" من أجل التظاهر، موضحاً أن التنسيق أدى إلى ازدياد نقاط التظاهر في مختلف المناطق بدير الزور والرقة والحسكة.
وشدد على أهمية هذه المظاهرات ودورها في الضغط على قسد، لحثها على تغيير سياستها تجاه الأهالي، مضيفاً أن المظاهرات لها تأثير على الساحة الداخلية والدولية، وهي رسالة موجهة إلى المجتمع الدولي بضرورة الضغط على قسد، لإحداث تغييرات سياسية وإدارية في مناطق شمال شرقي سوريا.
ولفت أن هناك دعوات للتظاهر في مدينة الرقة ومدينة الطبقة تضامناً مع بقية المناطق التي دهمتها "قسد" في الرقة ودير الزور والشدادي، مبدياً تخوفه من أن تقابل "قسد" هذه الدعوات بالاستنفار الأمني ونشر الحواجز على الطرقات وفي محيط المساجد، ما قد يسفر عن صراع عسكري بين الأهالي والقوات الكردية.
ودعا أبناء القبائل والعشائر السورية في منبج وباقي المناطق إلى الخروج في مظاهرات سلمية، وتنظيم إضرابات واعتصامات لإيصال رسالتهم إلى قيادات قسد، بوجوب تغيير سياساتها تجاه أبناء وأهالي المناطق العربية.
وشهدت مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، أمس الثلاثاء، خروج مئات المتظاهرين، احتجاجاً على تردي الخدمات في مناطق شمالي وشرقي سوريا.
وذكرت "المجس" في تقريرٍ سابق، أن المئات من الأهالي والناشطين خرجوا في تظاهرة بمدينة الشدادي بريف الحسكة، احتجاجاً على سوء الخدمات والواقع الاقتصادي المتردي للمنطقة، في ظل سيطرة قسد، حمل المتظاهرون خلالها قيادات قسد مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع بالمنطقة.
وأضاف التقرير أن المتظاهرين اتهموا "قسد" بسرقة خيرات المنطقة وثرواتها، وإنفاقها على الأعمال العسكرية، إضافةً إلى فساد وسرقة المسؤولين في المؤسسات التابعة للإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية.
المظاهرات في الشدادي، جاءت عُقب مظاهرات شهدتها مدينة الطبقة في ريف الرقة، أول أمس، احتجاجاً على ممارسات قسد الأخيرة في قرية سويدية كبيرة، واعتقالها عشرات الأشخاص الذين احتجوا على الواقع الخدمي والاقتصادي السيئ.
وكانت قسد قد حاصرت أول أمس بلدة سويدية كبيرة في ريف الرقة الغربي ونفذت فيها حملة اعتقالات طالت قرابة 50 شخصاً على خلفية مظاهرات خرجت احتجاجاً على تردي الواقع الاقتصادي والأمني في ظل سيطرة "قسد".
وكانت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للنظام السوري "سانا"، أشارت إلى مقتل وجرح عناصر من قسد بهجوم مسلح نفذته ما اسمته "الفصائل الشعبية" على سيارة عسكرية في قرية الطحيكي بريف دير الزور الشمالي، مضيفةً أن الهجوم أدى إلى تدمير السيارة ومقتل وإصابة كل من كان بداخلها، مشيرةً إلى أن الهجمات على مقرات ومحاور تحرك "قسد" آخذة بالتصاعد في منطقة الجزيرة.