تغلغل اقتصادي جديد: اتفاق سوري إيراني على إنشاء مصرف مشترك ومناطق حرة

أعلن وزير الطرق وبناء المدن الإيراني، ورئيس اللجنة الاقتصادية السورية الإيرانية "رستم قاسمي"، عن التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري على إطلاق مصرف مشترك، وذلك في ختام زيارته إلى سوريا.
وقال قاسمي الذي زار دمشق، إنه تم التوصل إلى توافقات جيدة وتقرر افتتاح مصرف مشترك، وعلى ضوئه سيتم إنشاء متبادل لفروع مصارف محلية بين الجانبين.
وأشار في تصريحات نقلتها وكالة "فارس"، اليوم السبت، إلى اتخاذ قرارات بمختلف المواضيع، خاصة في مجال إنشاء مناطق تجارية حرة مشتركة، إذ من المقرر أن يتوجه رئيس منظمة المناطق الحرة الإيرانية الى سوريا لتدارس وإبرام اتفاق إنشاء بهذا المجال.
وأوضح أنه تم التطرق لزيادة صناعة المنتجات الإيرانية في سوريا مثل الجرارات والمعدات الزراعية، فضلاً عن إلغاء التعرفة الجمركية، وتعزيز الصادرات البينية.
ووصل وفد اقتصادي إيراني رفيع المستوى، العاصمة السورية دمشق 12 كانون الثاني والتقى رأس النظام السوري "بشار الأسد"، وعدداً من وزراء الحكومة، وناقش معهم مختلف القطاعات التجارية والصناعية والمصرفية، إضافةً إلى إمكانية إقامة منطقة حرة مشتركة بين البلدين، وتطوير التعاون الاستثماري، وتسهيل دخول البضائع إلى كل منهما.
وجدد قاسمي خلال لقاء الأسد التأكيد على الموقف الثابت لإيران في دعم صمود الشعب السوري في وجه الحرب "الإرهابية" التي يتعرض لها، وحرصها على توسيع التعاون بين البلدين في كل المجالات التي تخدم مصالح الشعبين الصديقين.
وأشار قاسمي خلال لقائه وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية في حكومة النظام "محمد سامر الخليل" إلى ضرورة الاتفاق على حل المشكلات العالقة أمام تسهيل حركة التبادل التجاري والتعاون الاستثماري، مشيراً إلى تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة تتمثل مهمتها بمتابعة شؤون التعاون الاقتصادي ومتابعة المواضيع المتعلقة بإنشاء خط شحن جوي لتصدير ونقل البضائع بين البلدين.
من جهته لفت الخليل إلى ضرورة تطبيق اتفاقية خفض الرسوم الجمركية بين البلدين، والتي تتضمن أن تكون الرسوم حوالي 4 في المئة، وإمكانية وصولها إلى صفر في المئة على بعض المنتجات".
كما اجتمع الوزير الإيراني مع حاكم مصرف سورية المركزي "محمد عصام هزيمة" وتباحثا تطوير التبادل التجاري والعلاقات المصرفية والمالية بين الجانبين، وسط تأكيد حكومي سوري، استعداد المصرف المركزي لتشكيل فريق عمل للتعاون الفني لإيجاد قنوات مصرفية متبادلة.
فيما أكد قاسمي أهمية تعزيز العلاقات المصرفية بين الجانبين لتسهيل عملية التبادل التجاري وتنمية حركة الصادرات بين الجانبين مبيناً استعداد بلاده للمساهمة في مرحلة إعادة الإعمار في سوريا.
وكان وزير الطرق والإسكان الإيراني رستم قاسمي، قد أعلن منذ مطلع الشهر الجاري عن بدء الخطوات العملية لتنفيذ مشروع الربط السككي مع العراق وسوريا، وأشار إلى أن بغداد وطهران اتفقتا على تأسيس شركة مشتركة للتنفيذ وإنشاء جسر لعبور القطارات بعد انتهاء المشروع.
وفي تقريرٍ سابق أشار مصدر مطلع في وزارة الإشغال والإسكان العامة، إلى أن مشروع الربط السككي، كان من أبرز أهداف زيارة الوزير الإيراني إلى دمشق، سبقه بأيام زيارة للعاصمة العراقية بغداد للهدف ذاته، حيث جرى التوافق مع العراقيين على تنفيذ خط السكك الحديدية شلمجة ـ البصرة، الذي يربط إيران بالعراق، في إطار المشروع السككي الأوسع لربط إيران بالبحر الأبيض المتوسط.
وكانت مستشارة رأس النظام السوري "بثينة شعبان" قالت في حفل تأبين أقامته السفارة الإيرانية في دمشق قبل أيام في الذكرى الثانية لمقتل قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، إن "الربط السككي والكهربائي بين إيران والعراق وسوريا بداية طيبة لربط دول المنطقة بعلاقات مفتوحة".
وتسعى إيران إلى إنشاء ممر بري من أراضيها يربطها مع العراق وسوريا ولبنان، في خطوة ترسخ هيمنة الإيرانيين على البلدان المذكورة، مستغلةً الوجود الإيراني المكثف في عدة محافظات في العراق، وفي سوريا " ريف دير الزور والبادية السورية وحمص"، وتواجد حزب الله في لبنان.
وفي وقتٍ سابق قال رئيس "غرفة التجارة المشتركة الإيرانية السورية" كيوان كاشفي إن حجم صادرات السلع الإيرانية إلى سوريا سجل نموا بنسبة 90 في المئة منذ آذار وحتى كانون الأول من العام الماضي، موضحاً أن بلاده صدرت خلال هذه الفترة 160 مليون دولار من السلع الإيرانية إلى سوريا، مشيراً إلى أن هذا الحجم سجل نمواً بنسبة 90 في المئة مقارنة مع نفس الفترة من العام الفائت.