مخيمات شمال سوريا: أضرار جسيمة جراء العاصفة الثلجية والأمطار

تناقل ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً ومقاطع فيديو من مخيمات المهجرين والنازحين توضح المعاناة في الخيام المهترئة تحت الثلوج، حيث تشهد منطقة شمال غربي سوريا المكتظة بمخيمات المهجرين منخفضاً جوياً يترافق مع الثلوج والرياح والصقيع.
وناشد الناشطون المنظمات المعنية والجهات الدولية المعنية بالعمل على مساعدة سكان الخيام المتضررين، مبدين أسفهم على الحال التي وصل إليها القابعون في المخيمات.
وبحسب فريق "منسقو الاستجابة"، بلغ عدد المخيمات المتضررة أمس 47 مخيماً، مشيراً إلى أن عدد الخيم المتضررة بشكل كلي 69 خيمة، فيما بلغ عدد الخيم المتضررة بشكل جزئي 291 خيمة.
وأكد الفريق أنه لم يُسجل، حتى صباح اليوم الأربعاء، استجابة فعلية أو كاملة للمتضررين من العاصفة الأخيرة، وقال إنه يتوقع أن تبدأ عمليات الاستجابة الإنسانية وإصلاح الأضرار بعد فتح الطرقات وتقييم الأضرار بشكل كامل.
وناشد الفريق في بيانٍ له جميع الجهات المانحة والتي تقدم الدعم الإنساني في مناطق شمال غربي سوريا، المساهمة بشكل عاجل وفوري لمتطلبات احتياجات النازحين ضمن تلك المخيمات والتجمعات.
وضربت عاصفة ثلجية، ليل الثلاثاء – الأربعاء، مناطق الشمال السوري ما تسبب بقطع العديد من الطرق الرئيسية للنازحين في عدد من المخيمات، كما أدت كثافة الثلوج إلى انهيار عدد من الخيام.
وكان الدفاع المدني السوري، حذر، أمس الثلاثاء، من الوضع المأساوي الذي يعيشه أكثر من مليون ونصف مليون إنسان في مخيمات شمال غربي سوريا مع بداية العاصفة الثلجية والطقس البارد.
وأوضح أنه مع انخفاض درجات الحرارة وبدء تساقط الثلوج في مناطق مختلفة من ريفي إدلب وحلب، فإن أكثر من 1.5 مليون مهجر في المخيمات يواجهون أجواء باردة لا يحتمل قساوتها من يسكن المنازل، فكيف بمن يعيش داخل خيمة من القماش.
كما حذرت منظمة الإغاثة الإنسانية والطبية "كير" العاملة في سوريا، من تفاقم مأساة اللاجئين والنازحين السوريين في الداخل وفي لبنان والأردن، في أعقاب هجمة عواصف الشتاء الشديدة.
فيما أغرقت مياه الأمطار عدداً من مخيمات النازحين على الحدود السورية – التركية، شمال غربي سوريا، بعد يوم كامل من عاصفة مطرية ضربت المنطقة، وتُشير المصادر إلى أن مياه الأمطار تسربت إلى الخيم في منطقة أطمة المجاورة للحدود التركية، كما تسربت المياه إلى كل من مخيم العمر وزمزم بالمنطقة ذاتها.
وأضافت أن تواصل هطول الأمطار أدى، إلى تجمع المياه على شكل مستنقعات متفرقة بين الخيام؛ مما عرقل وصول المساعدات اليومية كالماء الصالح للشرب، والغذاء، إضافةً إلى إعاقة حصول النازحين على خدمات الصحة التي تعتمد على العيادات المتنقلة، وتعطلت الفصول الدراسية والمستوصفات، وتسربت مياه المستنقعات إلى داخل بعض الخيام، مما أدى إلى تضرر محتوياتها.
ومطلع العام الجاري وجهت الشبكة السورية لحقوق الإنسان نداء استغاثة عاجلة لمساعدة آلاف المهجرين السوريين في مخيمات شمال غربي سوريا، بعد أن تسببت عاصفة مطرية منذ نحو أسبوع في أضرار لخيام آلاف العائلات.
يُشار إلى أن أكثر من 1.5 مليون سوري يعيشون في مخيمات نظامية وعشوائية يبلغ عددها تقريباً 1259 مخيماً، قرب الحدود السورية - التركية شمال غربي سوريا، بحسب الإحصائيات، ويعاني هؤلاء من أوضاع إنسانية صعبة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية واستمرار العمليات العسكرية التي أدت لنزوح الكثيرين من أهالي قرى ريف إدلب إلى تلك المخيمات.