الأزمة تتفاقم: عاصفة ثلجية أخرى تضرب مخيمات شمال غربي سوريا

تتفاقم معاناة النازحين في المخيمات شمال غربي سوريا، مع استمرار العاصفة الثلجية التي تضرب سوريا منذ نحو أسبوع، حيث أحدثت أضرارا في عشرات المخيمات وآلاف الخيام، وباتت الثلوج تحاصر النازحين بعد أن قطعت الطرقات.
وأعلنت فرق الدفاع المدني السوري، أمس السبت، استنفارها، استعداداً للاستجابة لعاصفة ثلجية جديدة من المحتمل أن تشهدها منطقة شمال غربي سوريا اليوم الأحد، في حين تستمر جهود الدفاع المدني لليوم الخامس على التوالي، في فتح الطرقات المغلقة بسبب تراكم الثلوج في منطقة عفرين.
وانتشرت فرق الدفاع المدني السوري على الطرقات الرئيسية والمفارق الخطرة للاستجابة لأي طارئ، وسط أجواء شديدة البرودة وتشكل الصقيع والجليد والضباب في أغلب مناطق شمال غربي سوريا
ومع الأنباء عن استمرار العاصفة الثلجية في المنطقة، دعت منظمات وفرق إنسانية إلى ضرورة التحرك لمساندة مخيمات النازحين في المنطقة وتقديم الاستجابة الطارئة لهم.
وطالب فريق "منسقو الاستجابة" في بيانٍ له، أول أمس الجمعة، بتقديم المساعدة العاجلة والفورية للنازحين القاطنين في المخيمات والتجمعات العشوائية وتأمين العوازل وإصلاح شبكات الصرف الصحي والمطري.
وبحسب مصادر "المجس" فإنه خلال العاصفة الثلجية أغلقت الثلوج الطرقات المؤدية إلى عدد من مخيمات ريف عفرين، قبل أن تتدخل فرق الدفاع المدني السوري لإعادة افتتاحها وترحيل الثلوج، مشيرةً إلى أن استمرار العاصفة وكثافتها تُهدد من جديد بقطع الطرقات هناك.
وقالت أم حسين وهي أم لـ5 أطفال، فقدت زوجها خلال قصف لقوات النظام في حمص، إنها تعاني من صعوبة تأمين التدفئة لأطفالها، في ظل انقطاع الطرق وعدم توافر مواد التدفئة، مؤكداً أن العاصفة الثلجية قد تجعلها برفقة أطفالها في عداد المشردين، نتيجة البنية الضعيفة للخيام، وعدم قدرتها على تحمل العوامل الجوية.
فيما قال محمد أحد مهجري مدينة دمشق، لـ"وكالة المجس" إنه اضطر إلى نقل أطفاله الثلاثة إلى منزل أحد الأقارب خشيةً من تعرضهم للأذى، مؤكداً " خيمتي لن تصمد، اعتقد أنها ستقع فوق رؤوسنا في أي لحظة".
وأضاف أن إغلاق الطرقات واستمرار العاصفة الثلجية، أثرت بشكل مباشر على قدرة الأهالي، في جلب احتياجاتهم اليومية، مشدداً على أن العاصفة أفقدتهم القدرة على مزاولة أعمالهم نتيجة تراكم الثلوج وانقطاع الطرقات، فضلاً عن خوفهم من ترك أطفالهم والذهاب إلى العمل خشية أن لا يستطيعوا العودة إلى المخيم، في حال استمرار العاصفة.
ومنذ بدء العاصفة المطرية سارعت منظمات وهيئات إنسانية لتقديم الاستجابة لأكثر من 1820 خيمة متضررة بفعل العاصفة الثلجية، بحسب أرقام "هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات" التركية (IHH).
وأشارت الهيئة إلى أن نحو 920 خيمة هدمت بالكامل، جراء العاصفة الثلجية التي تضرب المنطقة منذ أيام، مبينةً أن العديد من الخيم انهارت جراء كثافة الثلوج التي هطلت بشكل مفاجئ وفاقمت الأوضاع المعيشية، مؤكدةً اضطرار بعض العائلات إلى الانتقال إلى مخيمات أخرى جراء العاصفة.
فيما تناقل ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً ومقاطع فيديو من مخيمات المهجرين والنازحين توضح المعاناة بالتزامن مع منخفض جوية وعاصفة ثلجية تضرب شمال غرب سوريا.
يُشار إلى أن أكثر من 1.5 مليون سوري يعيشون في مخيمات نظامية وعشوائية يبلغ عددها تقريباً 1259 مخيماً، قرب الحدود السورية - التركية شمال غربي سوريا، بحسب الإحصائيات، ويعاني هؤلاء من أوضاع إنسانية صعبة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية واستمرار العمليات العسكرية المنفذة من قبل النظام السوري وحليفته روسيا.