الأمم المتحدة قلقة من الكوليرا والنظام السوري يُحاربها عبر التكتم والإهمال

على الرغم من التطمينات التي تحرص وزارة الصحة التابعة لحكومة النظام السوري، تلقينها للسوريين، للتأكيد على أن مرض الكوليرا لازال تحت السيطرة، إلا أن الأمم المتحدة قالت إن تفشي الوباء في عدة مناطق يمثل تهديداً خطيراً في سوريا والمنطقة.
وقال ممثل الأمم المتحدة في سوريا إن تفشي وباء الكوليرا في عدة مناطق بالبلاد يمثل تهديداً خطيراً في سوريا والمنطقة داعياً إلى استجابة عاجلة لاحتواء انتشاره.
وأضاف "عمران رضا" المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية لسوريا، في بيانٍ له، أنه يعتقد أن تفشي المرض مرتبط بري المحاصيل باستخدام مياه ملوثة وشرب مياه غير آمنة من نهر الفرات الذي يقسم سوريا من الشمال إلى الشرق، ويتقاسم طرفاه السيطرة من الناحية اليسرى قوات سوريا الديمقراطية قسد، واليمنى قوات النظام السوري، وكذلك المعارضة شمالاً.
من جانبه قال مدير الطوارئ الإقليمي لشرق المتوسط في "منظمة الصحة العالمية"، أن المنظمة سجلت ثماني وفيات بسبب المرض منذ 25 آب الماضي، منها ست حالات في حلب بالشمال واثنتان في دير الزور بالشرق.
ولفتت منظمة الصحة العالمية، إلى أنه قبل انتشار الكوليرا في الآونة الأخيرة، تسببت أزمة المياه في زيادة أمراض مثل الإسهال وسوء التغذية والأمراض الجلدية في المنطقة.
وناشدت المنظمة المانحين زيادة التمويل لأنها كانت تتعامل بالفعل مع عدد من حالات انتشار الكوليرا في المنطقة، بما في ذلك في باكستان حيث أدت الفيضانات إلى تفاقم تفش سابق، وأضافت نحن بحاجة إلى زيادة القدرة على المتابعة والفحص، الجهود جارية لنقل المياه النظيفة بالشاحنات إلى المجتمعات الأكثر تضرراً.
النظام يتكتم ويهمل المرض
وكانت وزارة الصحة السورية قد قالت، صباح أمس، أن العدد الإجمالي للحالات المثبت إصابتها بمرض الكوليرا في البلاد بلغ 26 إصابة فقط حتى الآن، موضحة أن هناك حالتين توفيتا بسبب تأخر طلب المشورة الطبية ووجود أمراض مزمنة مرافقة.
وقالت الوزارة في بيانٍ رسمي، إن توزيع الإصابات بالكوليرا جاء على الترتيب التالي، 20 إصابة في حلب، و4 إصابات في اللاذقية، و2 إصابة في دمشق لشخصين قادمين من حلب أحدهما مرافق مريض دون أعراض.
ونفت الوزارة ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن وجود وفيات ناجمة عن مرض الكوليرا في العاصمة السورية دمشق، موضحة أن الوفيات تقتصر على حلب فقط، مؤكدةً أنها تقوم على مدار الساعة بالترصد الوبائي للمرض واتخاذ الإجراءات المناسبة لتطويقه بالتعاون مع الجهات المعني، مشيرةً إلى إصدار تحديث عن الوضع الوبائي للكوليرا عبر منصاتها الرسمية كل 48 ساعة لتسهيل الحصول على المعلومة من مصدرها المؤكد.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للنظام "سانا" عن مدير صحة دمشق الدكتور محمد سامر شحرور، قوله إن المديرية "تعمل بشكل مكثف عبر فرق الترصد الوبائي بالتعاون مع المحافظة لأخذ العينات اللازمة للكشف عن بكتيريا الكوليرا في مياه الصرف الصحي، إضافة إلى أخذ عينات من بعض الخضراوات والمزروعات في مناطق مختلفة".
كما دعت الوزارة المواطنين إلى اتباع إجراءات وسلوكيات الصحة العامة، مثل غسل اليدين وشرب المياه من مصدر آمن وغسل الفواكه والخضار بشكل جيد وطهي الطعام وحفظه بدرجة الحرارة المناسبة وعدم شرب أو تناول أي شيء مجهول المصدر أو يشك بسلامته إضافة إلى طلب المشورة الطبية المبكرة في حال الاشتباه بالإصابة.
والكوليرا مرض يصيب الأطفال والبالغين وهو ناجم عن إصابة بكتيرية يمكن أن تتسبب بإسهال مائي حاد وتستغرق فترة حضانة المرض من 12 ساعة إلى 5 أيام لكي تظهر أعراضه على الشخص عقب تناوله أطعمة ملوثة أو شربه مياها ملوثة.