ضربت عاصفة مطرية اليوم الاثنين، عدداً من المخيمات المنتشرة في مناطق ريف إدلب، في مشهد يتكرر في كل شتاء وسط عجز من المنظمات المحلية المنتشرة في المنطقة، عن إيجاد حل دائم للمعضلة المتكررة في كل عام.
وقالت منظمة الدفاع المدني السوري المعروفة باسم "الخوذ البيضاء، في بيانٍ لها، إن عدداً من خيام المهجرين تضررت بشكل جزئي نتيجة العاصفة المطرية التي ضربت مناطق شمال غربي سوريا.
وأضاف البيان أن "بعض خيام المهجرين تضررت بشكل جزئي في مخيم الحق ضمن تجمع مخيمات الكرامة في ريف إدلب الشمالي بسبب تسرب مياه الأمطار التي هطلت الليلة الماضية إلى داخل الخيام".
وقالت مصادر من الدفاع المدني لـ"وكالة المجس" إن الفرق التابعة لها في عموم مناطق شمال غربي سوريا رفعت من جاهزيتها تحسباً لأي كوارث ناجمة عن التقلبات المناخية في الشمال السوري، وبدأت بمجموعة أعمال خدمية تساعد على تجنب كوارث الغرق والسيول في فصل الشتاء.
وأضافت أنها بصدد فرش طرقات داخل المخيمات وأرضيات جديدة لهذه الخيام، بالإضافة لفتح قنوات تصريف لمياه الأمطار بعيداً عن المخيمات، كما نقلت بعض المخيمات من أماكن السهول والوديان إلى أماكن أكثر ارتفاعاً، مشيرةً إلى انه لا يمكن التصدي بشكل كامل للعواصف المطرية، وإنما تقتصر أعمال الاستجابة على تحصين هذه المخيمات وتوطيدها ورفع الجاهزية لفرق الدفاع المدني السوري للتدخل في حال طلبها.
ولفتت أن هذه التدخلات والاستجابة لا تتعدى الأعمال الإسعافية والطارئة في ظل الوضع المأساوي الذي يعيشه السوريون منذ سنوات في مخيمات النزوح.
من جانبه قال فريق "منسقو استجابة سوريا"، في منشور على صفحته الرسمية في موقع "فيسبوك" إنه مع بداية الهطولات المطرية شهدت مناطق ريف إدلب الشمالي تسجيل أضرار ضمن مخيمات النازحين في شمال غرب سوريا، تفاوتت بين الأضرار الجزئية والأضرار الكاملة.
وأضاف أن الأضرار توزعت بشكل أولي ضمن سبعة مخيمات تراوحت بين دخول المياه إلى بعض الخيام واقتلاع عشرات الخيام في بعضها الآخر، وبلغ عدد الخيام المتضررة جزئيا نحو 32 خيمة في حين اقتلعت الرياح أكثر من 25 خيمة أخرى في المخيمات.
="500"> ويعيش أكثر من 1.5 مليون نازح في مخيمات بمناطق ريفي حلب وإدلب شمال سوريا وسط ظروف إنسانية صعبة، وتتعرض تلك المخيمات في كل عام إلى الغرق بسبب الأمطار والثلوج.
ويبلغ إجمالي عدد المخيمات في شمال غربي سوريا 1489 مخيماً، من بينها 452 مخيما عشوائياً، وتتعرض هذه المخيمات بشكل مستمر إلى كوارث طبيعية كثيرة، حيث ألحقت العواصف الثلجية منذ مطلع العام 2022 أضراراً كبيرة داخل تلك المخيمات، تسببت في تشرد المئات من النازحين القاطنين بداخلها.
وتتسبب العواصف الهوائية والأمطار الغزيرة في شمال غربي سوريا، بشكل دائم، بتعرض مخيمات المهجرين لأضرار في الخيام بسبب عدم قدرتها على مقاومة العوامل الجوية.
وفي وقتٍ سابق أطلقت العديد من الجهات الإنسانية، تحذيرات لتجنب كوارث تُحدثها العواصف، لا سيما لقاطني المخيمات في عموم مناطق شمال غربي سوريا، بعد تسببها أمس بأضرار بالغة.