دخلت قافلة مساعدات إنسانية مقدمة من برنامج الأمن الغذائي العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، إلى مناطق شمال غربي سوريا، قادمةً عبر مناطق سيطرة النظام السوري.
وقالت مصادر خاصة لـ"وكالة المجس" إن قرابة 14 شاحنة كبيرة، دخلت من مناطق سيطرة النظام في مدينة سراقب شرقي إدلب، إلى مناطق سيطرة الفصائل العسكرية في الشمال السوري، مضيفةً أن القافلة التي تحمل مواد غذائية، اتجهت نحو مستودعات إحدى المنظمات الإنسانية في بلدة سرمدا شمالي إدلب، وذلك بالتزامن مع تشديد أمني كبير فرضته هيئة تحرير الشام على المنطقة أثناء دخول الشاحنات.
وتُعتبر القافلة المذكورة، الثالثة من نوعها التي تدخل من مناطق سيطرة النظام عبر خطوط التماس، حيث سبق ودخلت قوافل برعاية وحماية هيئة تحرير الشام، المُسيطر الفعلي على شمال غرب سوريا.
وفي ذات السياق قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إن قافلة ثالثة تحمل إمدادات إنسانية أممية وصلت إلى الشمال السوري عبر خطوط التماس، مبينةً أن ذلك يتماشي مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2585، الذي يدعو إلى تقديم المساعدة الإنسانية عبر الخطوط والحدود.
وفي وقتٍ سابق كشف منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة "مارتن غريفيثس"، أنه يجري التخطيط لعملية مشتركة لتقديم المساعدات الإنسانية من مناطق سيطرة النظام السوري، بهدف تقديم مزيد من المساعدة المتنوعة للأشخاص المحتاجين في شمال غربي سوريا"، من دون أن يحدد موعداً لبدء هذا النوع من العمليات الإنسانية داخل سوريا.
وفي آب الفائت دخلت ثلاث شاحنات محملة بالمواد الغذائية دخلت، من مناطق سيطرة النظام السوري في حلب إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية، عبر معبر "ميزناز" الفاصل بين المنطقتين غرب محافظة حلب،
وقالت إدارة المعابر التابعة لحكومة الإنقاذ في إدلب في بيانٍ لها إنه "تم دخول شاحنتين (قاطرة) مرفوع عليهما شعار الهلال الأحمر السوري من مناطق سيطرة النظام باتجاه المناطق المحررة، وسيتم دخول قافلة أخرى خلال الساعات القادمة".
وأضافت الإدارة أنه "سيتم نقل جزء من المستودعات التابعة لبعض المنظمات الإنسانية الدولية من مناطق سيطرة النظام السوري في حلب إلى المناطق المحررة، ومن ثم سيتم توزيع المساعدات التي تصل من خلال معبر باب الهوى الحدودي إلى جميع المناطق حسب خطة متفق عليها"
وأشارت حكومة الإنقاذ في بيانها إلى أن الشاحنات دخلت من مناطق سيطرة النظام باتجاه المناطق المحررة عبر معبر (ميزناز- معارة النعسان) غربي حلب مؤكدةً أن الشاحنات تحمل مواد إغاثية ومساعدات إنسانية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي قادمة من مدينة حلب باتجاه مستودعات أُنشئت حديثاً للمنظمة في منطقة إدلب.
ويتزامن إدخال المساعدات الغذائية إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية من مناطق سيطرة النظام مع المساعي الروسية لتعزيز دور النظام السوري في الملف الإنساني وسط تهديدات مستمرة بعرقلة آلية إدخال المساعدات عبر الحدود من تركيا.
تهديدات روسية مستمرة بعرقلة آلية إدخال المساعدات
وقبل أيام هدد نائب المندوب الروسي في الأمم المتحدة "ديميتري بوليانسكي"، بمنع تمرير قرار تمديد إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وقال خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا، الخميس الماضي، إن "آلية إيصال المساعدات عبر الحدود، تنتهي في يوليو المقبل، ومن بين أحكام القرار، هناك بند واحد فقط يجري تنفيذه حالياً".
وأضاف بوليانسكي "على ما يبدو، أن الأطراف لن تفي بجميع الأحكام الأخرى، وفي الوقت نفسه أثبتت دمشق أن عمليات التسليم إلى إدلب عبر خطوط التماس ممكنة"، مشيراً إلى أن بلاده "لن تغض الطرف عن فشل الدول الغربية في الامتثال للقرار المتعلق بالمساعدات الإنسانية عبر الحدود في سوريا"، الذي من المقرر تمديده في تموز المقبل، مشدداً على أن تنفيذ القرار 2585 معطل.
وندد الدبلوماسي الروسي بـ "محاولات الغرب ربط الالتزامات بموجب القرار 2585 بشروط سياسية مسبقة"، مشيراً إلى أن "العقوبات الغربية أحادية الجانب تخنق سوريا، والبنوك وشركات التأمين تبالغ في الامتثال لها"، زاعماً أن "استخدام التجويع كسلاح حربي يتعارض مع القانون الدولي الإنساني"، داعياً الدول الغربية إلى "احترام حق اللاجئين في العودة، تماشياً مع القرار 2254، وعدم غض الطرف عن انتهاكات القرار 2585، التي أصبحت أكثر فظاعة".
واعتبر أن "الحل يكمن في شن معركة لا هوادة فيها ضد هيئة تحرير الشام وتنظيم الدولة، وإنهاء الوجود العسكري غير الشرعي في سوريا، ووقف الضربات الجوية الإسرائيلية التعسفية"، متهماً الدول الغربية بأنها تستخدم الإرهابيين وتستغلهم لأهدافها الخاصة.