الربط السككي: مشروع إيراني لإنشاء حدود برية مع سوريا تُعيقه واشنطن

عملت إيران ومنذ السنوات الأولى من تدخلها في سوريا، على إنشاء ربط بري بينها وبين سوريا، وخصوصاً بعد سيطرة النظام السوري على مناطق شاسعة من البلاد، ما مهد لتوقيع طهران وحكومة النظام اتفاقيات مشتركة حول الربط السككي، أعاقها التواجد الأمريكي في العراق ومنطقة التنف على الحدود السورية.
المشروع الإيراني الذي وصفته وكالة أسوشيتد برس بأنه المكافأة الأكبر لطهران، لازال صعب المنال حتى اللحظة، وذلك بحسب تصريحات لمعاون وزير النقل السوري في حكومة النظام "عمار كمال الدين".
وكشف كمال الدين في حديث لوسائل إعلام موالية تم نشره، اليوم، عن وجود مذكرة تفاهم مع العراق، فيما يخص تفعيل مشروع المد السككي، مشيراً إلى أن المسار سيكون عبر معبر "القائم- البوكمال" باتجاه حمص ومنها إلى ميناء طرطوس.
وأضاف أن التفاهم سيؤدي إلى تفعيل الخط وخدمة الترانزيت ومرور السيارات بين البلدين، مشدداً على أن الوجود الأمريكي داخل الأراضي العراقية، يجعل من تنفيذ المشروع صعباً، مردفاً " لا إمكانية لربط هذه السكك حالياً".
فيما شددت مستشارة الأسد "بثينة شعبان" في تصريحات سابقة، على أن الوجود الأمريكي في قاعدة التنف على المثلث الحدودي بين العراق وسوريا والأردن، يُعرقل مخطط الربط  السكككي، وعلقت عليه بالقول " يعرفون حجم الخطورة من التواصل بين سوريا والعراق، لأن هذا التواصل حيوي لشعوبنا ويساهم مساهمة فعالة في فك الحصار".
وفي شهر شباط من عام 2019، دشنت إيران مشروع طريق سريع يربطها بسوريا عبر العراق، وافتتح وزير الطرق الإيراني "محمد إسلامي"، المشروع تحت اسم “خط كرمنشاه بيستون حميل”، لتسهيل حركة النقل والترانزيت بين الدول الثلاث، ويبلغ طول المشروع نحو 141 كيلومتراً باستثمار قدره 1.5 تريليون تومان إيراني، ويشارك فيه القطاع الخاص بنسبة 70%.
الربط السككي هدف رئيسي لإيران
ومنذ مطلع العام الجاري، أعلن وزير الطرق والإسكان الإيراني "رستم قاسمي"، عن بدء الخطوات العملية لتنفيذ مشروع الربط السككي مع العراق وسوريا، وأشار إلى أن بغداد وطهران اتفقتا على تأسيس شركة مشتركة للتنفيذ وإنشاء جسر لعبور القطارات بعد انتهاء المشروع.
وذكر مصدر مطلع في وزارة الإشغال والإسكان العامة، حينها، أن مشروع الربط السككي، كان من أبرز أهداف زيارة الوزير الإيراني إلى دمشق في كانون الثاني الفائت، مشيراً أنه زار العاصمة العراقية بغداد قبلها بأيام للهدف ذاته، حيث جرى التوافق مع العراقيين على تنفيذ خط السكك الحديدية شلمجة ـ البصرة، الذي يربط إيران بالعراق، في إطار المشروع السككي الأوسع لربط إيران بالبحر الأبيض المتوسط.
ومن المقرر أن يمتد المشروع من مدينة البصرة في جنوب العراق إلى مدينة القائم في غربه، والتي تواجه مدينة البوكمال السورية الخاضعة لسيطرة المليشيات الإيرانية، ومن ثم يمتد عبر ريف دير الزور الشرقي ليقطع الأراضي السورية وصولاً إلى ميناء اللاذقية على سواحل المتوسط بطول نحو 650 كيلومتراً.
وكانت مستشارة رأس النظام السوري "بثينة شعبان" قالت في حفل تأبين أقامته السفارة الإيرانية في دمشق قبل أيام في الذكرى الثانية لمقتل قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، إن "الربط السككي والكهربائي بين إيران والعراق وسوريا بداية طيبة لربط دول المنطقة بعلاقات مفتوحة".
وتسعى إيران إلى إنشاء ممر بري من أراضيها يربطها مع العراق وسوريا ولبنان، في خطوة ترسخ هيمنة الإيرانيين على البلدان المذكورة، مستغلةً الوجود الإيراني المكثف في عدة محافظات في العراق، وفي سوريا " ريف دير الزور والبادية السورية وحمص"، وتواجد حزب الله في لبنان.