النظام يُدخل خامس قافلة أممية إلى إدلب عبر خطوط التماس

دخلت قافلة مساعدات أممية، لبرنامج الأمم المتحدة WFP، اليوم الأحد، من مناطق سيطرة النظام السوري بريف إدلب، إلى مناطق شمال غرب سوريا الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام، عبر معبر الترنبة - سراقب، في قافلة تُعد الخامسة من نوعها عبر خطوط التماس منذ تطبيق القرار الدولي 2585.
وقالت مصادر محلية مطلعة لـ"وكالة المجس" إن شاحنات كبيرة تحمل مواد غذائية مصدرها مكتب الأمم المتحدة في دمشق، دخلت إلى شمال غرب سوريا، بحماية عسكريين من هيئة تحرير الشام، مبينةً أن القوافل ستقوم بتفريغ حمولتها ضمن مستودعات إغاثية بريف إدلب.
وأضافت المصادر أن القوافل سيتم توزيعها عُقب تفريغها، من قبل منظمات شريكة لبرنامج الأمم المتحدة على المدنيين في المنطقة، مشيرةً أن آخر قافلة دخلت إلى المنطقة كانت في منتصف أيار الفائت.
وقال فريق "منسقو استجابة سوريا"، في بيانٍ صادرٍ عنه إن القافلة مكونة من 14 شاحنة، مضيفاً أنها تأتي قُبيل أربعة أسابيع فقط على تجديد القرار الأممي أو التصويت على القرار الجديد لإدخال المساعدات الإنسانية.
وأضاف الفريق أن المساعدات التي دخلت اليوم والتي يدعي المجتمع الدولي أنها تطبيق للقرارات الأممية لن تستطيع المساهمة ولو بنسبة 0.5% من الاحتياجات الإنسانية".
وأشار إلى وجود" إصرار دولي على إرضاء الجانب الروسي للتحكم بالملف الإنساني السوري بحجة المخاوف من توقف المساعدات الإنسانية عبر الحدود، وهو ما يناقض تصريحات المندوبة الأميركية في مجلس الأمن الدولي، في إحدى المقابلات عن وجود خطط بديلة، الأمر الذي يظهر عدم قدرة المجتمع الدولي على إدارة الملف الإنساني بشكل جدي".
وأردف "يظهر التلاعب الكبير من قبل روسيا والنظام السوري في الملف الإنساني حيث لم تدخل أي قافلة عبر خطوط التماس منذ أكثر من شهر، وهو أمر لا يمكن انتظاره لتحقيق احتياجات المدنيين في المنطقة".
ودعا البيان المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية بشكل جدي تجاه الملف السوري، وقطع الطريق أمام كل المحاولات الروسية لقطع المساعدات الإنسانية عبر الحدود والتي تقدم خدماتها لأكثر من 3.6 ملايين مدني من أصل 4.3 ملايين نسمة تقطن في المنطقة.
ويتزامن إدخال المساعدات الغذائية إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية من مناطق سيطرة النظام مع المساعي الروسية لتعزيز دور النظام السوري في الملف الإنساني وسط تهديدات مستمرة بعرقلة آلية إدخال المساعدات عبر الحدود من تركيا.
ملف المساعدات: بين الدعوات الأوروبية والتهديد الروسي
وتتواصل الدعوات الأوروبية لتمديد آلية المساعدات إلى سوريا، حيث قالت مساعدة الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة، "ناتالي برودهرست" في اجتماع سابق لمجلس الأمن، إن الحرب في سوريا مستمرة وما تزال إدلب تتعرض لقصف مدفعي عشوائي وقصف من قبل النظام وحلفائه، مؤكدة على أن إعادة تأهيل النظام السوري بلا مقابل لن يجلب الاستقرار لسوريا ولا للمنطقة.
فيما قالت سفيرة بريطانيا "باربرا وودوارد" إن المملكة المتحدة تدعم تجديد وتوسيع تفويض الأمم المتحدة لإيصال المساعدات عبر الحدود، وأضافت: "إننا نحث جميع أعضاء المجلس على دعم تفويض الأمم المتحدة عبر الحدود في تموز القادم".
كما طالب ممثل دولة ألبانيا "فريت خوجة" بممارسة الضغط على النظام، على جميع المستويات، لبدء عملية سياسية جادة وحقيقية في سوريا، مؤكداًعلى أهمية إعادة ترخيص معبر باب الهوى وإعادة فتح المعابر الحدودية الأخرى حتى تصل المساعدات الإنسانية الحيوية لمن يعتمدون عليها.
الدعوات الأوروبية المتكررة، تأتي على وقع التهديدات الروسية المستمرة بعرقلة آلية إدخال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا، ففي أواخر أيار الفائت جددت روسي معارضتها لتمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا، وقالت إن المجتمع الدولي لا يبذل الجهود الكافية لدعم مشاريع إعادة الإعمار المبكر في هذا البلد.
وقال نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي "من المرجح أن نسمع اليوم كثيراً من التصريحات عن أهمية هذه الآلية بالنسبة للاجئين السوريين وضرورة تمديدها أو حتى توسيعها، وتعلمون أن موقفنا بهذا الشأن يختلف ولا يمكننا تجاهل الحقيقة المتمثلة في أن هذه الآلية، في حال تسمية الأمور بمسمياتها، تنتهك سيادة سوريا ووحدة أراضيها".
وأضاف أن روسيا سمحت غير مرة بإقناعها بالموافقة على تمديد هذه الآلية إلى حين بدء إيصال المساعدات على نطاق كامل عبر خطوط التماس داخل سوريا، لافتاً إلى إصدار مجلس الأمن بهذا الخصوص قراره رقم 2585 الذي ينص خصوصا على دعم مشاريع إعادة الإعمار المبكر في البلاد.
واعتبر بوليانسكي أن تطبيق هذا القرار تعثر منذ البداية، محملاً شركاء روسيا في مجلس الأمن مسؤولية التقاعس عن العمل مع الفصائل المسلحة المسيطرة على معظم أراضي محافظة إدلب والتي تحبط عمليات إيصال المساعدات عبر خطوط التماس.
وفي شهر تموز من العام 2021، تبنى مجلس الأمن الدولي قراراً يقضي بتمديد إيصال المساعدات إلى سورية عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، عاماً إضافياً على مرحلتين، تبلغ مدة كل واحدة منها ستة أشهر، على أن تخضع المرحلة الثانية للتصويت.
وانتهت المرحلة الأولى من القرار في كانون الثاني 2022، وتم تمديده تلقائياً مدة ستة أشهر إضافية، إلا أن الحرب المندلعة في أوكرانيا قد تدفع روسيا إلى عرقلة تجديد قرار المساعدات، للضغط على المجتمع الدولي من أجل تحصيل مكاسب سياسية، ورفع العقوبات الغربية المفروضة عليها.