الباب: غضب شعبي إثر حادثة تحرش بطفلة ومحتجون يهاجمون مقر الشرطة

شهدت مدينة الباب شرقي مدينة حلب، أمس الأحد، توتراً أمنياً كبيراً، تخلله غضب شعبي عارم، إثر حادثة تحرش بطفلة من مهجري حمص، وسط مطالب من ذويها بتسليم المتهم إلى القضاء.
وقال مراسل وكالة "المجس" في مدينة الباب، إن العشرات هاجموا مبنى فرع الشرطة العسكرية في المدينة، للمطالبة بمحاسبة شخص من سكان المدينة مُتهم بالتحرش بطفلة صغيرة من مهجري مدينة حمص.
ونقل المراسل عن مصادر في الشرطة العسكرية قولها، إن الحادثة اقتصرت على التحرش الجنسي، نافيةً بشكل قطعي حدوث حالة اغتصاب، مؤكدةً أن ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي حول عملية "اغتصاب" الطفلة، منفي جملةً وتفصيلا.
وأضافت أن ذوي الطفلة رفضوا تقديمها إلى الطبابة الشرعية من أجل فحصها والتحقق من الحادثة طبياً، مشيرةً إلى أنه سيتم تحويل المتهم إلى القضاء، صباح اليوم الاثنين.
ولفتت الشرطة العسكرية أن والد وأهالي الطفلة طالبوا باعتقال المتهم وتسليمه للقضاء، مؤكدةً في الوقت ذاته إصابة عنصر في الشرطة العسكرية إثر هجوم الأهالي على المبنى يوم أمس.
وليست المرة الأولى التي تشهد فيها المدينة حالات اغتصاب وتحرش، ففي أيار الفائت تعرضت طفلة من مهجري مدينة تدمر بريف حمص الشرقي تبلغ من العمر 12 عاماً للاغتصاب من قبل شخص أربعيني في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، ما خلف حالة استنفار كبير أمام مبنى الشرطة العسكرية، وسط تهديدات بالتصعيد في حال لم يتم محاسبة المجرم.
وبحسب مصادر محلية فإن صاحب أحد المطاعم في المدينة أقدم على استدراج الطفلة إلى أحد الأبنية المهجورة بالقرب من مطعمه واغتصبها، حيث جرى اعتقاله متلبساً بجريمته.
وفي ذات الشهر، شهدت مدينة الباب بريف حلب، سلسلة من الاحتجاجات والاعتصامات نفذها ناشطون ومدنيون من أبناء المدينة، وذلك احتجاجاً على إطلاق الشرطة العسكرية التابعة للجيش الوطني السوري، سراح أحد شبيحة النظام السوري على الرغم من اعترافه بارتكاب عمليات قتل واغتصاب أثناء تأديته الخدمة العسكرية في صفوف الفرقة الرابعة، وذلك لقاء مبلغ مادي قدره 1500 دولار أمريكي.
احتجاجات مدينة الباب أجبرت وزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية المؤقتة، على إقالة رئيس فرع الشرطة العسكرية في المدينة "عبد اللطيف الأحمد"، وذلك بعد تصاعد الاحتجاجات الشعبية.
وكان ناشطون في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، قد أصدروا بياناً حول قضية إطلاق سراح قيادي في الجيش الوطني السوري بعد ضلوعه بقضية الإفراج عن عنصر من قوات النظام، وطالب البيان حينها بإدلاء تصريح وتوضيح من قبل الجهات المعنية بخصوص الإفراج عن القيادي "محمد يحيى خضير"، الملقب بـ "حميدو الجحيشي" وكشف التقرير الكامل لنتائج التحقيق.
وأعرب الناشطون في البيان عن أسفهم لانتشار صور للقيادي الجحيشي خارج السجن وفق اعتبارات وظروف مجهولة، وسط تكتم القيادات التي أبدت التزامها وحرصها على محاسبة جميع المتورطين في قضية الإفراج عن "محمد حسان المصطفى" أحد منتسبي الفرقة الرابعة، معتبرين أن الإفراج عن القيادي حميدو يُعد مساساً بثوابت ومبادئ الثورة، متوعدين بمتابعة حيثيات القضية حتى تحقيق العدالة.
وتُعد الباب من أكبر مدن ريف حلب و تُسيطر عليها فصائل الجيش الوطني السوري إلى جانب القوات التركية، وتتعرض المدينة بشكل دائم لتفجيرات وعمليات اغتيال تطال قادة عسكريين وآخرين مدنيين، فضلاً عن ظهور تجارة المخدرات وتفشيها بشكل كبير داخل المدينة.