ناقلتان محملتان بالنفط الإيراني تصلان السواحل السورية

وصلت ناقلتان تحملان أطناناً من النفط الإيراني الخام إلى السواحل السورية أمس الاثنين، وذلك بهدف سد النقص الحاصل في تأمين المحروقات، لمناطق سيطرة النظام السوري.
وقالت صحيفة "الوطن" الموالية، اليوم الثلاثاء، إن ناقلتي نقط إيرانيتين وصلتا إلى سواحل بانياس أمس الاثنين، وبدأتا بتفريغ الحمولة من النفط الخام في مصفاة بانياس.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في وزارة النفط  التابعة لحكومة النظام، قولها إن "المزيد من الناقلات سيصل لاحقاً وفق جدول زمني محدد، وذلك تطبيقاً لاتفاق عقده رأس النظام خلال زيارته الأخيرة إلى طهران، مضيفاً أن عمل هذه الناقلات سيكون وفق اتفاق الخط الائتماني.
وأشارت إلى أن التأخير الذي حدث خلال الأشهر الماضية كان نتيجة التعديلات التي طرأت على آلية عمل الخط الائتماني بين البلدين، بعد تشكيل حكومة جديدة في إيران، موضحةً أن الإسراع في تفعيل الاتفاقيات كان أحد المواضيع التي بحثها بشار الأسد خلال زيارته الأخيرة إلى طهران، حيث ساهمت الزيارة بحل العقد الفنية والتعجيل بإرسال الإمدادات النفطية، والناقلتان اللتان وصلتا أمس هما أولى ثمار هذه الزيارة التي ستشهد مزيداً من التعاون الاقتصادي بين البلد، وفق قولها.
وبحسب الصحيفة فإن الناقلتين تحملان قرابة مليوني طن من النفط الخام، فيما ذكرت وسائل إعلامية أخرى أنهما محملتان بمليون ونصف برميل من النفط الخام، وسط شكوك بأن الحمولة الواصلة إلى سوريا، لايمكنها حل الأزمة الحاصلة في مناطق سيطرة النظام، وأنها لا تُسد حاجة السوق سوى عدة أيام.
فيما قال مصدر في وزارة النفط إن انفراجات ستشهدها سوريا فيما يخص المشتقات النفطية من بنزين ومازوت وفيول، اعتبارا من يوم غد الأربعاء وذلك بعد وصول ناقلتي نفط إلى مصفاة بانياس وبدء تفريغ حمولتيهما، مضيفاً أن عملية التكرير ستبدأ على الفور، وأن الكميات المطلوبة من المشتقات النفطية سيبدأ توزيعها تباعاً على كامل المحافظات السورية ما سيسهم في الحد من الاختناقات الحاصلة لهذه المواد.
يُذكر أن آخر ناقلة نفط إيرانية دخلت سوريا، كانت في نيسان الماضي، حيث تم الإعلان عن وصول ناقلة نفط خام بحمولة مليون برميل إلى ميناء بانياس النفطي.
الناقلة المذكورة تم البدء بتفريغها في المصب، وبلغت حمولتها مليون برميل من النفط الخام، فيما أصدر النظام أوامر لعمال مصفاة بانياس بالعمل على مدار 24 ساعة، دون توقف وذلك لتكرير النفط الخام بأسرع وقت ممكن.
فيما لم يذكر موقع وزارة النفط والثروة المعدنية التابعة للنظام السوري، أو أي موقع إعلامي تابع لحكومة النظام، خبر وصول الناقلة المذكورة.
وتشهد العديد من المحافظات السورية، ازدحامات مرورية متزايدة على خطوط النقل، بسبب أزمة الوقود التي يعيشها النظام السوري، فضلاً عن تخفيض حكومته نسبة مخصصات المحروقات للمواصلات، وتُرجع حكومة النظام السوري ووزارة النفط بشكل دائم، الأزمة الحاصلة في سوريا وانخفاض المخصصات للمحافظات، إلى تأخر وصول التوريدات نتيجة العقوبات والحصار الجائر المفروض من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية.
الخط الائتماني الإيراني
وكان رأس النظام السوري "بشار الأسد" قد زار العاصمة الإيرانية طهران، في الثامن من أيار الفائت، حيث تمحور الهدف الأساسي للزيارة في إنشاء خط ائتمان جديد بين طهران ودمشق.
وأشار تقرير سابق لـ"المجس" إلى أن طهران طلبت تعهدات مباشرة من رأس النظام السوري، مقابل إعطائه أموالاً جديدة عبر اتفاقات اقتصادية، كما طالبت بتعهدات أخرى لسد الفراغ الذي سيتركه الانسحاب الروسي جنوبي سوريا.
ولفت أن الأسد وقع في طهران، على الخط الائتماني الجديد، الذي قدرته المصادر بمليار دولار قابل للزيادة لإسعاف سوريا بموارد الطاقة والمواد الغذائية، وذلك بهدف سد النقص المتزايد للوقود والحد من عودة الطوابير أمام محطات الوقود وعلى مواقف السيارات.
فيما رأى سياسيون أن الثمن الذي تريده طهران من الأسد، مقابل توقيع الخط الائتماني الجديد، يتركز حول إطلاق يدها في الملف السوري، وذلك بعد انحسار النفوذ الروسي، وسحب موسكو عدداً من قواتها إلى أوكرانيا، مشيرين إلى أن طهران باتت تدرك أن موسكو وقعت في المستنقع الأوكراني، وهو السبب الأكبر الذي دفع طهران على تجديد اتفاقات "خطط الائتمان" بعد توقفها لسنوات.
وفي عام 2013 افتتحت طهران أو خط ائتماني للنظام السوري، بقيمة مليار دولار، ثم وقعت عام 2014 خطاً آخر بقيمة 3 مليارات دولار وفي عام 2015 فتح خط ثالث بقيمة مليار دولار، وركزت جميع تلك الاتفاقات على توريد النفط وبعض السلع أو تنفيذ مشاريع وتمويل عجز الموازنة.