الثالثة خلال أسبوع: ناقلة نفط إيرانية تصل السواحل السورية

كشف مدير مصفاة بانياس "محمود قاسم"، اليوم الأربعاء، عن وصول ناقلة جديدة محملة بنحو 300 ألف برميل من النفط الخام إلى ميناء بانياس على الساحل السوري، بعد وصول ناقلتين قبل أيام، كانتا محملتين بنحو مليوني برميل نفط خام.
وقال قاسم في تصريحاته لوسائل إعلام موالية، إن جميع وحدات المصفاة، وخاصة وحدة التقطير، رفعت جاهزيتها، للتكرير ورفد السوق بالمشتقات النفطية، بانتظار وصول ناقلة نفط جديدة على متنها 300 ألف برميل نفط خام، مشيراً إلى أن انفراجات في المشتقات النفطية سيلحظها المواطنون خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك بعد دخولها المصب النفطي وتفريغها.
وقبل أيام وصلت ناقلتان تحملان أطناناً من النفط الإيراني الخام إلى السواحل السورية، وذلك بهدف سد النقص الحاصل في تأمين المحروقات، لمناطق سيطرة النظام السوري.
وقالت صحيفة "الوطن" الموالية حينها، إن ناقلتي نقط إيرانيتين وصلتا إلى سواحل بانياس، وبدأتا بتفريغ الحمولة من النفط الخام في مصفاة بانياس، ونقلت عن مصدر في وزارة النفط التابعة لحكومة النظام، قوله إن "المزيد من الناقلات سيصل لاحقاً وفق جدول زمني محدد، وذلك تطبيقاً لاتفاق عقده رأس النظام خلال زيارته الأخيرة إلى طهران، مضيفاً أن عمل هذه الناقلات سيكون وفق اتفاق الخط الائتماني.
وأرجع المصدر التأخير الذي حدث خلال الأشهر الماضية، لما اسماه التعديلات التي طرأت على آلية عمل الخط الائتماني بين البلدين، بعد تشكيل حكومة جديدة في إيران، موضحاً أن الإسراع في تفعيل الاتفاقيات كان أحد المواضيع التي بحثها بشار الأسد خلال زيارته الأخيرة إلى طهران، حيث ساهمت الزيارة بحل العقد الفنية والتعجيل بإرسال الإمدادات النفطية، والناقلتان اللتان وصلتا أمس هما أولى ثمار هذه الزيارة التي ستشهد مزيداً من التعاون الاقتصادي بين البلد، وفق قوله.
يُذكر أن آخر ناقلة نفط إيرانية دخلت سوريا، كانت في نيسان الماضي، حيث تم الإعلان عن وصول ناقلة نفط خام بحمولة مليون برميل إلى ميناء بانياس النفطي.
الناقلة المذكورة تم البدء بتفريغها في المصب، وبلغت حمولتها مليون برميل من النفط الخام، فيما أصدر النظام أوامر لعمال مصفاة بانياس بالعمل على مدار 24 ساعة، دون توقف وذلك لتكرير النفط الخام بأسرع وقت ممكن، وسط تكتم رسمي من زارة النفط والثروة المعدنية التابعة للنظام السوري، والمواقع الإعلامية التابعة للنظام، على خبر وصول الناقلة المذكورة.
وقبل أيام أكدت حكومة النظام السوري حدوث انفراجة مرتقبة بأزمة المحروقات بعد وصول ناقلتي نفط الأسبوع الماضي، حيث قال مسؤولون لدى النظام إن "الكميات ستنعكس إيجاباً على تقليل مدة استلام رسائل البنزين وتخفيف الازدحامات على محطات الوقود التي تبيع البنزين الحر".
وتشهد العديد من المحافظات السورية، ازدحامات مرورية متزايدة على خطوط النقل، بسبب أزمة الوقود التي يعيشها النظام السوري، فضلاً عن تخفيض حكومته نسبة مخصصات المحروقات للمواصلات، وتُرجع حكومة النظام السوري ووزارة النفط بشكل دائم، الأزمة الحاصلة في سوريا وانخفاض المخصصات للمحافظات، إلى تأخر وصول التوريدات نتيجة العقوبات والحصار الجائر المفروض من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية.
الخط الائتماني الإيراني
وكان رأس النظام السوري "بشار الأسد" قد زار العاصمة الإيرانية طهران، في الثامن من أيار الفائت، حيث تمحور الهدف الأساسي للزيارة في إنشاء خط ائتمان جديد بين طهران ودمشق.
وأشار تقرير سابق لـ"المجس" إلى أن طهران طلبت تعهدات مباشرة من رأس النظام السوري، مقابل إعطائه أموالاً جديدة عبر اتفاقات اقتصادية، كما طالبت بتعهدات أخرى لسد الفراغ الذي سيتركه الانسحاب الروسي جنوبي سوريا.
ولفت أن الأسد وقع في طهران، على الخط الائتماني الجديد، الذي قدرته المصادر بمليار دولار قابل للزيادة لإسعاف سوريا بموارد الطاقة والمواد الغذائية، وذلك بهدف سد النقص المتزايد للوقود والحد من عودة الطوابير أمام محطات الوقود وعلى مواقف السيارات.
فيما رأى سياسيون أن الثمن الذي تريده طهران من الأسد، مقابل توقيع الخط الائتماني الجديد، يتركز حول إطلاق يدها في الملف السوري، وذلك بعد انحسار النفوذ الروسي، وسحب موسكو عدداً من قواتها إلى أوكرانيا، مشيرين إلى أن طهران باتت تدرك أن موسكو وقعت في المستنقع الأوكراني، وهو السبب الأكبر الذي دفع طهران على تجديد اتفاقات "خطط الائتمان" بعد توقفها لسنوات.
وفي عام 2013 افتتحت طهران أو خط ائتماني للنظام السوري، بقيمة مليار دولار، ثم وقعت عام 2014 خطاً آخر بقيمة 3 مليارات دولار وفي عام 2015 فتح خط ثالث بقيمة مليار دولار، وركزت جميع تلك الاتفاقات على توريد النفط وبعض السلع أو تنفيذ مشاريع وتمويل عجز الموازنة.