السويداء: الفلحوط مازال طليقاً ومقراته تحت سيطرة "رجال الكرامة"

نفت حركة "رجال الكرامة" منتصف ليل أمس، الأنباء المتداولة حول أسر المدعو "راجي فلحوط" متزعم ميليشيا قوات الفجر التابعة للأمن العسكري وذلك بعد محاصرته والسيطرة على مقراته في بلدة عتيل.
وقالت "رجال الكرامة" في بيانٍ نشرته عبر صفحتها في فيس بوك، إن شباب الحركة  طوقوا منزل فلحوط فجر يوم الأربعاء، وذلك بعد حرق مقر الميليشيا الرئيسي في قرية سليم، مضيفةً أنه وبعد اقتحام منزل راجي فلحوط من قبل عناصر الحركة لم يتم العثور عليه.
وأشارت الحركة إلى أن مصير الفلحوط لازال مجهولاً، مشيرةً إلى أنه تم قتل وأسر جميع العناصر الإرهابية الموجودة في المنزل من قبل شباب الحركة والمؤازرين من شباب الجبل، لافتةً أن "فلحوط" لم يوجد في المنطقة منذ اليوم الذي سبق تحرك الفصائل ضد ميليشياته، متهمةً خلال بيانها بعض الصفحات الإعلامية بـ "تزوير الحقيقة".
وحذرت الحركة في بيانها،  أنها ستعتبر من يؤوي أو يخفي أياً من عناصر ميليشيا الفلحوط شريكاً لهم في الجريمة، داعيةً في الوقت ذاته عناصر قوات الفجر لتسليم أنفسهم.
وكانت حركة رجال الكرامة قد أعلنت أمس الأربعاء، عثورها على مصنع للمخدرات في مقر ميليشيا فلحوط خلال عمليات تمشيط أجرتها عقب السيطرة عليه، ونشرت على حسابها في موقع "فيسبوك" صوراً قالت إنها لآلات ومكابس لتصنيع حبوب الهلوسة والحب المخدر ضبطت من قبل عناصر حركة رجال الكرامة في بيت المدعو فلحوط  أثناء تمشيطه بعد اقتحامه.
وأظهرت الصور المنشورة، أكياساً صغيرة توضع فيها بعض أنواع المخدرات بعد تصنيعها، فيما أشار مراقبون إلى أن أسلوب تغليفها يُشبه بشكل كبير تغليف  المخدرات المضبوطة على يد الجيش الأردني خلال السنوات الفائتة.
وأمس الأربعاء احتشد الآلاف من أهالي السويداء وسط المدينة احتفالاً بالقضاء على ميليشيا الفلحوط، وذلك بعد ورود أنباء عن إلقاء القبض على الفلحوط وعدد من عناصره.
وكانت الفصائل المحلية في السويداء، قد أعلنت أمس الأربعاء، محاصرة عدد من الأبنية التي تمترس بها فلحوط وعناصره في البلدة، ومن ضمنها منزله الذي يتخذ منه مقراً لميليشياته، مشيرةً إلى أنها تمكنت من تحرير المخطوف "جاد الطويل" الذي كان محتجزاً في أحد المقار التابعة للميليشيا.
ومنذ مطلع الأسبوع الجاري شهد طريق السويداء-دمشق انقطاعاً من جهتي بلدتي شهبا وعتيل، وذلك احتجاجاً على ممارسات ميليشيا الفلحوط، التي قامت بدورها بنصب  حاجز عند مدخل بلدة عتيل، ومنعها الحافلات والسيارات العمومية والخاصة المتجهة من بلدة شهبا نحو السويداء من المرور.
وكانت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز في السويداء قد دعت أهالي المحافظة للنفير العام، والتصدي لمجموعات راجي فلحوط، وبحسب مصادر محلية فإن الرئاسة الروحية للطائفة ممثلة بالشيخ "حكمت الهجري"، أصدرت عبر مكبرات الصوت في بلدة قنوات، تعميماً دعت فيه أبناء المحافظة إلى النفير والتصدي لمجموعة فلحوط.
وكانت الفصائل المحلية في السويداء، قد أحرقت أول أمس الثلاثاء المقر الرئيسي لميليشيا "فلحوط" التابعة للأمن العسكري في بلدة سليم، الذي وصفته بأنه "مركز الخطف والقتل والتعذيب".
رجال الكرامة والفلحوط
فصيل مسلح يسمى أيضاً باسم "شيخ الكرامة"، تأسس عُقب اندلاع الثورة السورية عام 2011 للدفاع عن دروز السويداء، ويصر الفصيل منذ بداية تشكيله على اتخاذ موقف محايد من الثورة السورية رافضا الانحياز لأي طرف، خاض الفصيل معارك شرسة ضد تنظيم الدولة وجبهة النصرة في ريف السويداء، وبدأ نجم مؤسسه الشيخ وحيد البلعوس "أبو فهد" بالظهور بعد معركة قرية الداما التابعة للسويداء، بعد أن خرج ليتهم قوات الأسد بالانسحاب وترك الشبان يقاتلون وحدهم.
واصطدم فصيل رجال الكرامة بقيادة البلعوس بالسلطة الدينية في السويداء والمقربة من نظام الأسد، حين رفض الشيخ البلعوس انتهاكات النظام بحق شبان وأهالي السويداء، ورفض انضمامهم للخدمة العسكرية، وتعهد بحمايتهم وحماية الأهالي، فضلاً عن قيام رجال البلعوس بهدم خيمة انتخابية عام 2014 بعد إهانة امرأة من المدينة.
اشتعل صراع بين رئيس جهاز المخابرات العسكرية وفيق ناصر والشيخ "البلعوس"، واتهمه الأخير قبيل اغتياله بأنه نجا من عدة محاولات اغتيال عمل ناصر على تدبيرها، وبعد اغتيال وحيد البلعوس على يد النظام السوري خلفه في قيادة الفصيل والزعامة الدينية نجله ليث الذي شن في وقتٍ سابق هجوماً على ميليشيات حزب الله وإيران والنظام في محافظة السويداء، متهماً إياهم بقتل والده عام 2015.
وأكد ليث البلعوس في لقاء تلفزيوني رفضه تدخل حزب الله وإيران في سوريا بشكل عام ولمنطقتهم بشكل خاص سهلاً وجبلاً، وأضاف أن هذا التدخل جلب الويلات والعذاب للمنطقة خصوصا بالفتنة والتفرقة بين أبناء محافظة السويداء وبين أهالي درعا، مشيراً إلى أن حزب الله وإيران يعملان على ترويج وبيع المخدرات في السويداء، مضيفا أنه قوات مشايخ الكرامة أحبطت عملية تهريب مخدرات، وعثرت على بطاقات أمنية لأحد الأذرع الأمنية لحزب الله عام 2018.
وشدد البلعوس على رفض منهج التشيع الذي يعمل عليه حلفاء النظام، ويهدفون من خلاله إلى ضرب النسيج الاجتماعي بالمنطقة، مؤكداً أن قواته ستعمل على نسف الإيدلوجية الإيرانية بالمنطقة واتهم إيران وحزب الله بالتفجيرات الإرهابية التي ضربت السويداء، وبكل قطرة دم سالت، في إشارة لعملية اغتيال والده أبو فهد وحيد البلعوس عام 2015، والتي شاركت فيها إيران وحزب الله ورئيس فرع الأمن العسكري بالسويداء وفيق ناصر.
واتهم البلعوس النظام السوري بانتهاج سياسة الإذلال والتجويع لتركيع محافظة السويداء، مضيفا أن الشعب يثق بأصغر فصيل مسلح أكثر من ثقته بالنظام، وقال إن على النظام تأمين ثلاثة مطالب أساسية، وفي حال عدم قدرته على توفيرها فعليه الرحيل والمحافظة ليست بحاجته.
فيما تُعتبر المجموعة التي يتزعمها "راجي فلحوط"  من أكثر المجموعات إثارة للفوضى والمشاكل نتيجة تورطها في تجارة المخدرات بالتنسيق مع قيادات في حزب الله اللبناني، وتنفيذها عمليات خطف ضد أهالي السويداء مقابل طلب فدية، وتتخذ من بلدة "عتيل" مقراً أساسياً لها، ويمتد انتشارها إلى حي "قنوات".

ذات صلة