ماهر الأسد يضغط لإيجاد حل أمني في السويداء.. المخدرات هي السبب

كشفت مصادر مطلعة لـ"وكالة المجس" عن وجود ضغوطات يمارسها شقيق رأس النظام السوري "ماهر الأسد"، على وجهاء وشيوخ محافظة السويداء، وذلك للتوصل إلى حل للملف الأمني الشائك في السويداء، وضبط فوضى السلاح، والسماح للمؤسسات الرسمية التابعة للنظام بالعودة إلى المشهد وفرض سلطتها على كافة مدن وقرى المحافظة.
وقالت المصادر التي حضرت الاجتماعات مع وفد النظام السوري قبل أيام، أن الوفد أبلغ الوجهاء باهتمام الأسد وشقيقه ماهر بالتوصل إلى حل في المحافظة، مبينةً أن الحملات العسكرية التي قامت بها حركة رجال الكرامة ضد العصابات التابعة لميليشيات إيران والأمن العسكري، أثارت القلق لدى ماهر الأسد الذي تتولى ميليشياته مهام نقل المخدرات وتهريبها عبر الحدود  مع الأردن، من خلال العصابات المرتبطة بالفرقة بشكل مباشر.
وأضافت أن ماهر الأسد حمل وفد النظام السوري رسالة إلى أهالي السويداء، مفادها أن النظام لن يقبل بوجود سلاح آخر في المحافظة، غير السلاح الشرعي، كما أنه طالبهم بإقناع أبنائهم بترك الفصائل المحلية المعارضة للنظام، وعزلها عن المجتمع الدرزي، مبينةً أن هناك توجهاً لفرض حل أمني ضد المحافظة في حال استمرار الفلتان الأمني.
وأشارت إلى أن تجارة المخدرات التي تمتهنها ميليشيات الفرقة الرابعة وإيران، تعرضت للضرر بشكل كبير بسبب استهداف الفصائل المحلية لميليشيات الأمن العسكري وسماسرة المخدرات المرتبطين بالفرقة الرابعة، وهو ما دفع ماهر الأسد للتدخل بشكل شخصي في ملف المحافظة، لإنهاء فوضى السلاح التي عطلت تجارة المخدرات.
وكان وفد النظام السوري قد أنهى مؤخراً زيارته لمدينة السويداء، دون التوصل لأي تفاهم حول الملف الأمني في المدينة، وذلك بسبب غياب القوى المؤثرة في المحافظة عن الاجتماع كـ شيخ العقل "حكمت الهجري"، وقائد حركة رجال الكرامة "يحيى الحجار"، وأمير دارة عرى "لؤي الأطرش".
وبين تقرير سابق لـ"المجس" أن وفد النظام السوري، طرح خلال الاجتماع فكرة مفادها، تولية فرع المخابرات العامة "أمن الدولة" مسؤولية الملف الأمني في المدينة، وذلك عوضاً عن جهاز "المخابرات العسكرية" الذي يتولى حالياً ملف المدينة، بالإضافة لافتتاح مركز تسوية، وإجراء تسويات للمطلوبين إلى الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، والتحاقهم بالخدمة بعدها، كما طرح مسألة تعزيز دور الضابطة العدلية ومهام الشرطة، وقدم حلولاً حول قضية السيارات غير النظامية، والسلاح غير المرخص.
وأشار إلى أن وجهاء محافظة السويداء ورجال الدين الذين حضروا الاجتماع رفضوا مقترحات النظام السوري، وذلك لغياب الزعامات الدينية الأخرى وتهميشها من قبل النظام السوري، مبيناً أنهم أبلغوا "حسام لوقا" بأنهم لا يملكون القرار الكامل في المحافظة، وأكدوا له أن استبعاد "الهجري" وقادة الفصائل المحلية المعارضة لوجود النظام والميليشيات الإيرانية كان خطأً فادحاً، من شأنه أن يزيد الشرخ والهوة بين أهالي المحافظة والنظام.
وكان وفد أمني رفيع من النظام السوري قد وصل إلى المحافظة، واجتمع بـ "شيوخ العقل" الدروز بحضور رجال دين آخرين من الطائفة،  بهدف بحث الملف الأمني في المحافظة، وتقديم حلول تتعلق بالمشاكل الأمنية.
وضم وفد النظام السوري الذي جاء إلى المدينة كلاً من مدير إدارة المخابرات العامة اللواء "حسام لوقا"، ووزير الداخلية في حكومة النظام السوري "محمد الرحمون"، ومحافظ مدينة السويداء " بسام ممدوح بارسيك" وأمين فرع حزب البعث الحاكم في المركز الثقافي بالمدينة، حيث التقى مع شيخي عقل الطائفة الدرزية " يوسف جربوع" و "حمود الحناوي"، بالإضافة لعدد من الزعامات الاجتماعية والدينية، وممثلين عن الفصائل المحلية.
 

ذات صلة