استهداف صاروخي لقاعدة عسكرية أمريكية شرقي الحسكة

تعرضت قاعدة أمريكية شمال شرقي سوريا، لهجوم صاروخي من قبل مجهولين، تبعه تحليق مكثف لطائرات حربية أميركية في سماء المنطقة.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية التابعة النظام "سانا" إن 5 صواريخ استهدفت مطار خراب الجير الذي تتخذه القوات الأميركية قاعدة عسكرية لها في ريف اليعربية بريف الحسكة، وأضافت أن طائرات حربية ومروحية حلقت بكثافة في سماء المنطقة عقب الاستهداف، في حين لم يصدر عن الجانب الأميركي أي تفاصيل بشأن الخسائر البشرية أو الأضرار المادية.
وقالت مصادر خاصة لـ"وكالة المجس" إن استهداف المطار جرى الساعة الثانية إلا ربعاً فجر أمس، حيث سمع الأهالي أصوات أربع انفجارات، سبقها سماع صوت صفير قبل وقوع الانفجارات ما يدلل على أن الاستهداف جرى بقذائف صاروخية.
وأضافت المصادر أن الاستهداف جاء من جهة شرق المطار"، مشيرةً إلى أن أصابع الاتهام تطال الميليشيات الإيرانية التي تتواجد برفقة قوات النظام في ريف الحسكة.
وأشارت المصادر إلى أن مطار "خراب الجير" الذي يبعد مسافة خمسة كيلومترات عن بلدة اليعربية، كان أحد المطارات الزراعية في سوريا، وحولته القوات الأمريكية في المنطقة إلى قاعدة عسكرية جوية خاصة لقواتها.
ولفتت أن القاعدة المستهدفة تعتبر نقطة ربط بين الأراضي السورية والأراضي العراقية وعبرها تدخل الأرتال العسكرية للقوات الأمريكية من معبر ربيعة العراقي باتجاه معبر اليعربية، ومنه تخرج أيضاً باتجاه المعبر.
هجمات سابقة بأيادٍ إيرانية
في التاسع عشر من تشرين الثاني الجاري، قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، إن الهجوم على قاعدة التنف التي تستخدمها قوات الولايات المتحدة في سوريا، في تشرين الأول الماضي نفذته طائرات مسيرة، كرد إيراني على الضربات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف في سوريا.
ونقلتت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن المسؤولين قولهم: إن "الغارة لم تسفر عن وقوع إصابات، ولكنها المرة الأولى التي توجه فيها طهران ضربة عسكرية ضد الولايات المتحدة رداً على غارات إسرائيلية"، وهو ما يعني تصعيداً لحرب الظل الإيرانية مع إسرائيل والتي تعني مزيداً من المخاطر على القوات الأميركية في الشرق الأوسط.
وكانت خمس طائرات مسيرة عن بعد، استهدفت القاعدة الأميركية في التنف في 20 من تشرين الأول الفائت، وهو ما وصفته القيادة المركزية الأميركية بأنه هجوم "متعمد ومنسق".
وقال مسؤول عسكري أميركي إن طائرتين انفجرتا عند الاصطدام حيث كانتا محملتين بكرات وشظايا من الواضح بأنها تستهدف القتل.
من جهتهم قال مسؤولون من المخابرات الإسرائيلية والأميركية، إن لديهم معلومات استخبارية تشير إلى أن إيران كانت وراء العملية، حيث لم تنفجر 3 طائرات، وبعد تفحصها وجد أنها تستخدم التكنولوجيا ذاتها التي تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران في العراق.
وفي أواخر تشرين الأول الفائت نقلت وكالة "أسوشتيد برس" عن مسؤولين أمريكيين، اتهاماتهم لإيران بالوقوف وراء الهجوم بطائرات مسيرة على قاعدة عسكرية للقوات الأمريكية في منطقة التنف بسوريا، وسط صمت رسمي من القيادة الأمريكية التي أعلنت أنها تحتفظ بحق الرد.
ووفقاً للوكالة فإن إيران تقف خلف الهجوم من خلال تقديم الموارد والتشجيع على الهجوم، مضيفةً أن الطائرات بدون طيار لم يتم إطلاقها من إيران، وأن الهجمات تم تنفيذها باستخدام 5 طائرات مسيرة محملة بعبوات ناسفة، وأنها استهدفت القسم الذي تتواجد فيه القوات الأمريكية وقوات المعارضة السورية داخل قاعدة التنف.
وكان المتحدث باسم البنتاغون" جون كيربي" قد رفض في وقتٍ سابق الإدلاء بتفاصيل حول الحادث خلال مؤتمر صحفي عقده الاثنين الفائت، واكتفى بوصف الهجوم بالـ "معقد والمنسق المتعمد"، وقال إن الولايات المتحدة شهدت هجمات مماثلة من قبل من قبل الميليشيات الشيعية التي تدعمها إيران، دون توجيه اتهام واضح لها.
من جانبها قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض "جين بساكي"، خلال مؤتمر صحفي، إن الهجوم على قاعدة القوات الأمريكية في منطقة التنف جنوب سوريا لم يؤد إلى إصابة أي من العسكريين الأمريكيين، مشددةً على أن الولايات المتحدة ستحتفظ بحق الرد.
من جانبها اعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن الهجوم الأخير على قاعدة "التنف" الأميركية في سوريا، بمثابة رسالة إيرانية موجهة لإسرائيل والولايات المتحدة مفادها أن إيران مستعدة للحرب، في وقت وجه فيه سيناتور جمهوري اتهاماً مباشراً لإيران بالمسؤولية المباشرة عن الهجوم.
وفي 21 تشرين الأول الجاري، تعرضت قاعدة "التنف" التي تتواجد بها قوات أميركية جنوب شرق سوريا على المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني، لهجوم بطائرات مسيرة مجهولة الهوية، ما أدى لاشتعال النيران بداخلها دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وكشفت وكالة "المجس" في تقريرٍ سابق لها أن عدداً من الطائرات المسيرة غادرت تجاه الأراضي العراقية عُقب انتهاء الهجوم في مؤشر واضح لضلوع الميلشيات التابعة لإيران بشكل مباشر في الهجوم، مبينةً أن الأمريكيين عمدوا إلى إخلاء بعض المواقع من القاعدة التابعة لهم، فضلاً عن إخلاء عدد من مقاتلي لواء مغاوير الثورة المتواجد مع القوات الأمريكية ضمن القاعدة، خوفا من استهدافهم بهجوم آخر.
وسبق أن استهدفت الميليشيات الإيرانية عدة قواعد أمريكية في مناطق شمال شرق سوريا رداً على استهداف الأمريكيين مخازن صواريخ ومستودعات ومقرات تابعة للميليشيات المرتبطة بإيران.
وفي 28 حزيران الفائت تعرضت القواعد العسكرية التابعة للتحالف الدولي في حقل العمر النفطي بريف دير الزور، لقصف صاروخي مصدره الميليشيات الإيرانية المتمركزة في مدينة الميادين.
وذكر تقرير لـ"وكالة المجس" حينها إن مليشيا أبو الفضل العباس العراقية التابعة للمليشيات الإيرانية، قصفت محيط قاعدة التحالف الدولي القريبة من حقل العمر النفطي شرق محافظة دير الزور، رداً على غارات أمريكية على مواقع لميليشيات تابعة للحشد الشعبي العراقي، بالقرب من مدينة البوكمال القريبة من الحدود السورية - العراقية.
وأكد التقرير أن التحالف الدولي رد بشكل مباشر على مصادر النيران، تلاه غارات جوية مكثفة شنتها طائرات التحالف على مقرات ومواقع مليشيا أبو الفضل العباس المتمركزة في منطقة المزارع ومحيط مدينة الميادين شرق دير الزور.
ويأتي التصعيد من جانب الميليشيات الإيرانية ضد القوات الأمريكية على خلفية تعرض مواقع تابعة لها بريف دير الزور ومناطق أخرى داخل الحدود العراقية لسلسلة ضربات جوية تنفذها طائرات مسيرة يُعتقد أنها أمريكية، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير مقرات تتبع للميليشيات.

ذات صلة