لحماية المنشآت النفطية: ميليشيات النظام تفتح باب الانتساب لصفوفها

افتتحت المكاتب الأمنية التابعة لشعبة المخابرات العسكرية والفرقة 25 مهام خاصة المدعومة من روسيا، باب التجنيد للمدنيين والعسكريين المقيمين ضمن مناطق سيطرة النظام السوري، بهدف حراسة طرق إمداد القوافل النفطية في البادية السورية، وحماية منشآت نفطية، فضلاً عن تدعيم الخطوط الخلفية على جبهات القتال في محافظة إدلب.
وقالت مصادر خاصة لـ"وكالة المجس" إن المخابرات العسكرية التابعة للنظام السوري، طالبت مكاتبها الأمنية المنتشرة في محافظات حمص وحماة واللاذقية وطرطوس وريف دمشق، فتح باب التجنيد لشعبة المخابرات، وذلك بهدف حماية صهاريج المحروقات والقوافل النفطية على طريق "أثريا، الرصافة" الواصل بين محافظتي حماة والرقة، فضلاً عن عقود أخرى لتجنيد شُبان في حراسة مصفاة الرصافة في محافظة الرقة.
وأضافت المصادر أن كافة العقود الموقعة مع المنتسبين الجدد، أكدت على أن عمل المتطوعين الجدد سيكون ضمن نقاط حراسة أنشأتها المخابرات العسكرية مشددةً في الوقت ذاته إلى أن النقاط التي سيتمركزون فيها آمنة.
وبينت المصادر أن بنود العقد تضمنت أن يكون الراتب الشهري المقدم للمنتسبين الجدد، 175 ألف ليرة سورية، يتم توزيعها كل 4 أشهر، بالإضافة لتقديم سلال غذائية للمجندين، بالإضافة لتقديم عدد من التسهيلات للمطوبين أمنياً، تشمل تسوية الوضع وضمان عدم الملاحقة من أجهزة الدولة، ومخابرات النظام السوري.
وحددت بنود العقد، بحسب المصادر، أعمار المنتسبين من 61 عاماً وحتى 19 عاما، مشيرةً إلى أن العقد يشمل المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والفارين، والاحتياط، موضحةً أنه سيتم تزويد جميع المجندين ببطاقة ليزرية تحمل شعار شعبة المخابرات العسكرية لتسهيل مرورهم على الحواجز ضمن مناطق سيطرة النظام.
وشددت المصادر أن ميليشيا القاطرجي، افتتحت هي الأخرى، باب الانتساب عبر مكاتبها الأمنية في مناطق انتشارها، وذلك لتأمين قوات مسلحة، مهمتها مرافقة القوافل النفطية التابعة لشركة القاطرجي، القادمة من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" إلى مناطق سيطرة النظام السوري، مقابل راتب شهري قدره 175 ألف ليرة سورية.
وفي أواخر آب الفائت هاجم مجهولون صهاريج لنقل المحروقات تابعة لميليشيا "القاطرجي" في منطقة ريف حماة الشرقي، مما أسفر عن وقوع قتلى وجرح في صفوف السائقين.
المهاجمون حينها استهدفوا رتلاً مؤلفاً من 10 صهاريج لنقل النفط، غربي منطقة أثريا في مثلث الشيخ الهلال شرقي حماة، حيث هوجم الرتل بعبوات ناسفة مما أسفر ذلك عن مقتل سائقين وجرح أحد المعاونين بالإضافة إلى احتراق صهريجين بالكامل.
وتتعرض ميليشيا القاطرجي بشكل دائم لهجمات عنيفة تشنها خلايا يُعتقد أنها تابعة لتنظيم الدولة، تستهدف عناصر الميليشيا وأرتال الصهاريج التابعة لها، حيث شهد أواخر العام 2020هجمات دامية استهدفت الأرتال التابعة لشركة القاطرجي، كانت بمثابة إعلان انتهاء التفاهمات المبرمة بين الميليشيا وتنظيم الدولة، والتي بموجبها لم يسبق وأن هاجم التنظيم تلك الأرتال.
الفرقة 25 تفتح باب الانتساب لتدعيم جبهات إدلب
وبالتزامن مع حملات التجنيد التي أطلقتها شعبة المخابرات العسكرية، وميليشيا القاطرجي، لحماية المنشآت وطرق القوافل النفطية، افتتحت الفرقة 25 مهام خاصة بقيادة العميد سهيل الحسن، الذي يُعتبر رجل روسيا في سوريا، باب الانتساب لصفوفها، براتب شهري قدره 100 ألف ليرة سورية، بهدف تدعيم الخطوط الخلفية من جبهات القتال في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا.
وقالت مصادر خاصة لـ"وكالة المجس" إن المجندين الجدد سيخضعون لدورة تدريبية مدتها 15 يوماً في معسكرات الفرقة 25 مهام خاصة، في محافظة حماة، ليتم فرزهم بعدها  إلى المقرات العسكرية في قرى الغدفة، ومعرشورين، وتلمنس، ومعرشمارين، ومعرشمشة شرق مدينة معرة النعمان.
وأوضحت المصادر أن الفرقة 25 طالبت المكاتب الأمنية التابعة لها، بتجنيد قرابة 600 شاب، لتدعيم خطوط التماس في محافظة إدلب، وسط حديث عن نية النظام السوري، البدء بعمل عسكري ضد محافظة إدلب، لاستعادتها بالكامل وفق تسريبات صدرت عن مقربين من النظام السوري، وأبرزهم عمر رحمون الذي قال قبل أيام إن محافظة إدلب ستكون بالكامل في قبضة النظام السوري خلال عام 2022.
وعملت قوات الفرقة 25 مهام خاصة، ، منذ منتصف العام الجاري على إنشاء معسكرات تدريبية في ريفي حلب وإدلب، لمتطوعين جدد من مختلف المحافظات السوري.
وتهدف عمليات التجنيد التي تُطلقها الفرقة 25، بين الحين والآخر، بدفع روسي، لإنشاء معسكرات تدريبية تهدف لزج المتطوعين الجُدد في خطوط التماس مع قوات المعارضة السورية والقوات التركية المتواجدة في ريفي إدلب وحلب، وتعويض النقص الحاصل في جبهات معرة النعمان وسراقب جنوب شرقي إدلب وريف حلب الجنوبي والغربي، بسبب انسحاب معظم قوات النظام منها باتجاه البادية السورية الممتدة من شرقي دير الزور إلى بشرقي حمص.
ولعبت المكاتب الأمنية التابعة للفرقة 25 دوراً كبيراً في عمليات تجنيد السوريين في الجبهات المحلية، والدولية، وساهمت بإرسال عدد كبير من الشبان السوريين، الذين اضطرهم الوضع المعيشي الصعب للتطوع في مهمات قتالية وحماية منشآت نفطية في ليبيا وأرمينيا وفنزويلا.
وفي تشرين الثاني الفائت ومع ازدياد التصعيد العسكري في شمال شرق سوريا، وشمال غرب سوريا، أطلقت الفرقة 25 مهام خاصة، عملية تجنيد للراغبين بالالتحاق في صفوفها، لدعم قواتها المنتشرة في ريف إدلب.
وأشار تقرير سابق لـ"وكالة المجس" أن المكتب الأمني للفرقة 25 افتتح أربعة مكاتب تجنيد لصالح الفرقة في محافظات "اللاذقية وحمص وحماة ودمشق"، بهدف تجنيد 1000 شاب من تلك المحافظات، لتعزيز الخطوط الخلفية في جبهات إدلب.
وأضاف أن مكاتب أمن الفرقة حددت رواتب المتطوعين بمبلغ 200 ألف ليرة سورية شهرياً، موضحاً أن المتطوعين الجدد سوف ينتشرون داخل مدينة معرة النعمان جنوبي محافظة إدلب، وضمن القرى التابعة لها في الريف الشرقي والجنوبي .
وتعتبر مدينة معرة النعمان، المقر الرئيس للفرقة 25 مهام خاصة، وتحتوي الغرفة الخاصة لعملياتها، وذلك بعد سيطرة قوات النظام مع الفرقة ومليشيات مدعومة من روسيا وإيران على المدينة نهاية كانون الثاني 2020، ضمن حملة عسكرية أسفرت عن سقوط المدينة وتهجير سكانها.