تعرف على تفاصيل انفجاري الباب وعفرين ومن يقف خلفها

شهدت مناطق الجيش الوطني السوري المدعوم من أنقرة، الخميس الفائت، سلسلة انفجارات متزامنة ضربت مدينة عفرين والباب ورأس العين، وسط غموض حول هوية الجهة المسؤولة عن الانفجارات، حيث رجحت المصادر حينها وقوف تنظيم الدولة خلف عمليات التفجير.
وبعد تحقيقات دامت قرابة 72 ساعة، توصلت الأجهزة الأمنية في الجيش الوطني السوري، إلى معلومات جديدة حول كيفية وقوع التفجيرات، والجهة المسؤولة بشكل مباشر عنها، وذلك بعد تضارب التصريحات عشية الانفجارات، حيث حملت بعض الجهات تنظيم الدولة مسؤوليتها، فيما رجحت مصادر أخرى أنها من فعل قوات سوريا الديمقراطية.
قسد مسؤولة عن التفجيرات
كشف مصدر أمني في الجيش الوطني لـ"وكالة المجس" تفاصيل التحقيق، الذي توصلت إليه الأجهزة الأمنية، حول الانفجارات التي ضربت مدينتي الباب وعفرين بشكل متزامن مساء الخميس الفائت.
وقالت المصادر إن التسجيلات المصورة التي نُشرت عقب التفجيرات، و التي ظهر فيها شابين قاما بتفجير نفسهما  في مدينتي الباب وعفرين صحيحة، مشيرةً إلى أن الشابين كانا يعملان لصالح قوات سوريا الديمقراطية، وقاما بنقل المواد المتفجرة إلى الوجهة المحددة.
وأضافت المصادر أن الشابين كانت مهمتهما تقتصر على إدخال المواد المتفجرة إلى مدينتي الباب وعفرين، ولم يكونا على علم بأنهما سيتحولان إلى انتحاريين، مؤكدةً أن المهمة كانت تقتصر على نقل المواد المتفجرة، إلا أن قوات سوريا الديمقراطية فجرت العبوات عن بعد، أثناء حملها بواسطة الشابين، ما أظهر العملية على أنها عملية انتحارية.
وبينت المصادر أن الشابين كانا تحت المراقبة الأمنية قبل أشهر، وذلك للاشتباه في عملهما كعملاء لقوات سوريا الديمقراطية، وذلك بسبب الزيارات المتكررة لأشخاص من مناطق سيطرة سوريا الديمقراطية لهما.
ولفتت أن قسد أصدرت أوامرها يوم الخميس للشابين ولشخص ثالث مجهول الهوية حتى الآن،  بنقل عبوات من المتفجرات إلى أماكن محددة في كل من مدينتي الباب وعفرين، مبينةً أنهما لم يكونا انتحاريين، وإنما تم تفجير العبوات التي يحملانها عن بعد، حيث انفجرت العبوات التي كان يحملها الشاب الأول  في الكراج الرئيسي وسط مدينة الباب، أما العبوة الثانية فقد انفجرت عند دوار "كاوا" وسط مدينة عفرين بالقرب من مقر لجيش الإسلام.
فيما تداول ناشطون تسجيلاً مصوراً التقطته كاميرا مراقبة للحظة انفجار العبوات المتفجرة التي كان يحملها أحد الشبان، في كراج مدينة الباب، ما أدى إلى مقتل شخص وأضرار مادية كبيرة في الممتلكات.
تمويه لاتهام تنظيم الدولة بالتفجيرات
 المصادر الأمنية قالت إن مخططي هذه العمليات في "قسد" تقصدوا إظهارها على أنها من فعل تنظيم الدولة، بوساطة انتحاريين، وذلك لإبعاد الشبهات عنها وتوجيه الأنظار نحو تنظيم الدولة، وتعزيز فكرة أن تنظيم الدولة ما زال موجوداً في مناطق سيطرة الجيش الوطني.
وأشارت إلى أن الهدف الأساسي لدى قسد، يتمثل في ضرب الاستقرار الأمني في مناطق سيطرة الجيش الوطني، وذلك عبر زرع عملاء داخل مناطق الجيش الوطني، ومدهم بالمال والذخائر لتنفيذ عمليات تفجير، غالباً ما تودي بحياة الكثير من المدنيين، الذين لا علاقة لهم بالصراع العسكري الدائر مع قسد.
وشهدت مناطق سيطرة الجيش الوطني المدعوم من أنقرة شمالي سوريا، الخميس، وقوع أربعة تفجيرات متزامنة تسببت بمقتل وجرح عدد من الأشخاص بينهم مدنيون، واحتراق سيارات مدنية وأخرى عسكرية.
التفجيرات أحدثت هزة أمنية في مناطق سيطرة المعارضة السورية، التي شهدت استقراراً أمنياً نسبياً على مدار الأشهر الفائتة، نتيجة تشديد القبضة الأمنية والعسكرية، من قبل أجهزة الأمن والفصائل، بعد عدة تفجيرات ضربت عدة مناطق وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
الانفجار الأول ضرب مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي، ونتج عن انفجار سيارة ملغمة بعبوة ناسفة في الحي الشمالي من المدينة على مقربة من مبنى المواصلات، فيما تمكنت فرق الهندسة التابعة لقوات الشرطة والأمن العام في أعزاز من تفكيك عبوة ناسفة أخرى قبل انفجارها، وذلك بالقرب من جامع الجندي وسط المدينة، بحسب مصادر "المجس".
بينما ضرب الانفجار الثاني الكراج الرئيسي وسط مدينة الباب شمال شرقي حلب، وتم تنفيذه بواسطة انتحاري. وتسبب بمقتل مدني وإصابة عدد آخر، بالإضافة لمقتل منفذ الهجوم، فيما هز الانفجار الثالث منطقة دوار كاوا وسط مدينة عفرين، بالقرب من مقر تابع لفصيل جيش الإسلام، ونفذه انتحاري أيضاَ، وتسبب بمقتل شخص وإصابة أخرين.
كما شهدت مدينة رأس العين في ريف محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا التابعة لمنطقة نبع السلام، انفجار قنبلة يدوية، لم تتسبب بوقوع ضحايا، إلا أنها عبرت وبشكل واضح عن قدرة الجهة المنفذة للتفجيرات، الوصول إلى عمق مناطق سيطرة النفوذ التركي من شمال سوريا، وحتى الشمال الشرقي منه.
وكانت مصادر من الجيش الوطني أكدت عُقب الانفجارات، أنها من حيث الطريقة والتوقيت، تُشير إلى وقوف تنظيم الدولة والخلايا التابعة له وراء التفجيرات، مؤكدةً أن العمليات الانتحارية غالباً ما تكون من تنفيذ عناصر خلايا التنظيم، وأن خلايا قسد والنظام السوري لم يسبق وأن اتبعت الأسلوب الانتحاري، مبيناً أنها تعتمد أكثر على التفجيرات عن بعد عن طريق العبوات الناسفة والسيارات المفخخة.
ولفت المصدر أن العمليات الأخيرة يُمكن تفسيرها، على أنها انتقام من تنظيم الدولة على اعتقال عدد كبير من عناصر الخلايا التابعة له، خلال الأشهر الثلاثة الفائتة في مدن الباب وعفرين وغيرها، وأردف" قد لا تكون جميع التفجيرات من عمل تنظيم الدولة، إلا أن التفجيرات الانتحارية هي من صنع التنظيم بلا شك".
وتُشير التصريحات المذكورة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية نجحت بدايةً في إلصاق التهمة بتنظيم الدولة، وإبعاد الأنظار عنها، إلا أن التحقيقات المكثفة التي أجراها الجيش الوطني السوري، وتوصله إلى هويات المنفذين وتبعيتهم، أزالت الشبهة عن تنظيم الدولة، وأكدت أن قوات سوريا الديمقراطية كانت ولازالت المصدر الرئيس للتفجيرات في شمالي سوريا.