التوتر قائم في غويران وتنظيم الدولة يرفض الاستسلام

عادت الاشتباكات فجر الاثنين، إلى محيط سجن الصناعة في حي غويران في القسم الجنوبي لمدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، بين قوات سوريا الديموقراطية "قسد" وتنظيم الدولة، وذلك على الرغم من إعلان قسد، أمس، سيطرتها على السجن.
وقالت مصادر خاصة لـ"وكالة المجس" إن عناصر من تنظيم الدولة ينتمون إلى المجموعات المهاجمة، وآخرين من السجناء الذين حررهم التنظيم داخل السجن، يقودون المعارك داخل السجن، مؤكدةً حصول اتفاق أمس، على هدنة بين الطرفين لعدة ساعات، تلاها استئناف الاشتباكات.
وأضافت المصادر أن طائرات التحالف الدولي، استأنفت قصفها الذي طال عدداً من المباني المرتفعة التي يتحصن فيها عناصر التنظيم داخل السجن، بالتزامن مع استهدافه من قبل قوات قسد أيضاَ بالمدفعية والرشاشات الثقيلة، وسط محاولات اقتحام نفذتها القوات الخاصة التابعة لها بدعم من التحالف الذي عزز وجوده في كامل حي غويران.
وبحسب المصادر فشلت قسد، حتى اللحظة، في محاولات الاقتحام المتكررة التي استهدفت مباني السجن الرئيسية على الرغم من النيران الكثيفة التي وجهتها نحو الأسوار وضد مجموعات التنظيم المتحصنة، كما فشلت أيضاَ في إقناع عناصر التنظيم بتسليم أنفسهم برغم تعهداتها بالحفاظ على حياتهم، بالإضافة إلى ضمانات ومغريات عرضتها عليهم عبر مكبرات الصوت.
وأشار مصدر عسكري من قسد لـ"وكالة المجس" إلى أن المعطيات الحالية، تؤكد أن عناصر التنظيم السجناء في غويران مصممون على القتال، وهذا ما ترجمته الاشتباكات الأخيرة خلال الساعات الـ24 الماضية، مبيناً أن عناصر التنظيم لازالوا يملكون ذخائر تمكنهم من الدفاع ومنع قسد من التقدم والاقتحام، وسط محاولات منه لفتح ثغرات في أسوار السجن ودفاعات قسد لتتمكن أعداد جديدة من التنظيم من الفرار.
وشدد المصدر أن تعنت عناصر التنظيم ورفضهم الاستسلام، يدُل على أن عناصر التنظيم ما زالوا بانتظار العون من الخلايا والمجموعات الهاربة خارج السجن، مبيناً أن التوتر والاشتباكات المتقطعة في الأحياء الجنوبية تُعطي الأمل لعناصر التنظيم داخل سجن الصناعة، باحتمال معاودة مجموعات التنظيم مهاجمة السجن وتخليصهم، وهو ما يدفعهم لإضاعة الوقت والدفاع المستميت عن السجن.
من جهته، قال المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، أمس الأحد، إن قسد تتعامل مع خلايا إرهابية لم يتم التأكد من هويتها حاولت مؤازرة إرهابيي داعش المحاصرين في القسم الشمالي من سجن الصناعة، انطلاقاً من حي غويران، جنوب المدينة.
وأضاف أن "قواتنا ضيقت طوقها الأمني حول السور الشمالي لسجن الصناعة، ونفذت، صباح أمس الأحد، عمليات عسكرية دقيقة، وأكد المركز مقتل 13 من عناصر تنظيم الدولة ممن هاجموا سجن الصناعة في الحسكة، ليرتفع عدد قتلى التنظيم إلى 35 عنصراً، مشدداً على أن قسد تقاتل بدقة عالية لمنع المهاجمين من الإفلات من العقاب.
بدوره أكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية "مظلوم عبدي" أن قواته "نجحت بمساعدة التحالف بصد الهجوم، وتم تطويق محيط السجن بالكامل واعتقال جميع الهاربين، فيما نقلت وسائل إعلام تابعة لقسد عن عبدي قوله إن "قتالنا ضد التنظيم مستمر، ولن نتوقف حتى يتم وضع جميع العناصر الإجرامية خلف القضبان.
وفي ذات السياق نشرت قسد والتحالف الدولي، المزيد من التعزيزات العسكرية وكثفوا عمليات التمشيط والتفتيش في أحياء غويران والزهور ومنطقة المقبرة، والعديد من المباني التي تمت استعادة السيطرة عليها في الأحياء الجنوبية وفي محيط السجن الذي لا يزال مركز الاشتباكات الأعنف، وبحسب المصادر فإن الهدف من هذه الإجراءات الأمنية المشددة، فرض طوق محكم لإفشال أي محاولة خروج لعناصر التنظيم، ومنع أي وصول لخلاياه، مؤكدةً عزم التحالف وقسد على إعادة عناصر التنظيم إلى السجون وعدم السماح لهم بالهرب.
وكانت الطائرات المروحية التابعة للتحالف الدولي، ألقت أمس الأحد، منشورات في مدينة الحسكة حثت الأهالي على التعاون معها والمساعدة في القبض على عناصر التنظيم، وتضمنت المنشورات أرقام هواتف ووعود بمكافأة مالية لمن يبلغ عن أي نشاط إرهابي بالحسكة، في المقابل كثف التنظيم من دعايته المضادة عبر "وكالة أعماق"، ونشر تسجيلاً مصوراً يظهر فيه 4 من عناصر قسد يناشدون زعيمهم لكي يطلق سراحهم.
وأدت الاشتباكات بين تنظيم الدولة وقسد، منذ بدايتها وحتى اللحظة إلى مقتل 136 شخصاً على الأقل، هم 84 من تنظيم الدولة و45 من الأسايش وحراس السجن وقوات مكافحة الإرهاب وقسد وسبعة مدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وكانت قسد قد أعلنت أمس، أن القوات الأمنية والعسكرية وقوى الأمن الداخلي "الأسايش" تمكنت، بالاشتراك مع قوات التحالف الدولي، من السيطرة على سجن غويران "الصناعة" ضمن مدينة الحسكة، موضحةً أنها تُجري عمليات بحث مكثفة عن السجناء الفارين خلال المعارك الأخيرة.
وأشارت أنها تمكنت من إلقاء القبض على أكثر الفارين من السجن، الذين يقدر عددهم بحدود 80 سجيناً، مبينةً أنه يوجد محتجزون داخل السجن من القيادات الميدانية وقيادات الصف الثاني، والكثير من عناصر التنظيم اللذين شاركوا بالجرائم التي حدثت في سوريا.
فيما نشرت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم بياناً قالت فيه، إن عشرات القتلى سقطوا في صفوف "قسد" ونجح مئات المحتجزين بالخروج من سجن غويران إثر الهجوم الذي يشنه عناصر التنظيم منذ ثلاثة أيام على السجن في مدينة الحسكة، كاشفةً عن إحراق نحو 25 آلية متنوعة والاستيلاء على 4 آليات دفع رباعي مزودة برشاشات ثقيلة.
وأكدت أعماق أن عدد الفارين من السجن بلغ 800 عنصر تابع للتنظيم، خرجوا على دفعات خلال اليومين الماضيين وانضموا للقتال مع بقية العناصر.
وكان تنظيم الدولة قد نشر، السبت، مقطعاً مصوراً للحظة اقتحام عناصره سجن الصناعة في الحسكة، إضافةً إلى آخر أظهر جثث عدد من قتلى قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وبين المقطع دخول عدد من عناصر التنظيم إلى إحدى غرف السجن وأسر عدد من عناصر "قسد"، في حين أظهرت إحدى اللقطات انتشار السجناء في باحة السجن.
وسيطر مئات السجناء من تنظيم الدولة، مساء الخميس الماضي، على سجن الصناعة بحي غويران، بعد هجوم شنته خلايا التنظيم من خارج السجن بسيارة مفخخة استهدفت محيط السجن، بالتزامن مع استعصاء من جانب السجناء الذين تمكنوا من الوصول إلى أحد مخازن السلاح، وهرب العشرات، وربما المئات، منهم إلى خارج السجن، فيما سيطر الباقون على المباني الداخلية للسجن واحتجزوا الحراس والموظفين رهائن.

ذات صلة