بعد مرفأ اللاذقية: روسيا تستعد للسيطرة الكاملة على مطار دمشق الدولي

أبدت روسيا وبشكل ملحوظ، منذ مطلع كانون الثاني الجاري، مرونة غير مسبوقة في تحقيق المطالب الإقليمية والدولية المتعلقة بإيران ونفوذها في سوريا، حيث عملت وبشكل علني على إثبات إبعاد إيران عن المرافق الحيوية، التي لطالما طالتها الغارات الإسرائيلية، وعلى رأسها مرفق اللاذقية.
وبعد سيطرة روسيا على مرفأ اللاذقية، قبل أيام، عبر نشر دوريات من الشرطة العسكرية التابعة لها، في كافة أرجاء المرفأ، للحد من الغارات الإسرائيلية التي استهدفته، علمت مصادر "المجس" عن تحرك روسي مشابه في مطار دمشق الدولي، مؤكدةً أن روسيا عازمة على وضع يدها على كل المنافذ البحرية والجوية السورية.
وأضافت المصادر أن روسيا زادت مؤخراً، من حجم الاهتمام بمطار دمشق الذي تخضع أجزاء منه إلى السيطرة الإيرانية، وذلك بعد تعاظم النفوذ الإيراني فيه، وعزم إيران القيام بعمليات إعادة ترميم أحد المدارج الخارجة عن الخدمة إثر هجوم إسرائيلي أصابه منتصف كانون الأول الفائت.
وكانت وسائل إعلام موالية كشفت مؤخراً، عن انتهاء الميليشيات المدعومة من إيران من التحضيرات للبدء بترميم مدرج للطيران في مطار دمشق الدولي، في حين أكد موقع "صوت العاصمة" المتخصص بأخبار دمشق وريفها، أن استئناف عملية إعادة تأهيل المدرج الذي خرج عن الخدمة من جراء استهدافه بغارات إسرائيلية سابقاً، قد بدأت.
وأشار إلى أن إيران تسيطر على مستودعات ضخمة داخل مطار دمشق الدولي، تستخدمها لإمداد الميلشيات المدعومة منها بالسلاح، وكذلك توليه أهمية بالغة، بحيث يؤمن المطار عمليات انتقال قاداتها وعناصر الميليشيات المدعومة منها من وإلى سوريا.
ويُشير مراقبون إلى أن المساعي الروسي الهادفة إلى تحجيم دور إيران في سوريا، محكوم عليها بالفشل، نظراً لقوة إيران وحجم نفوذها في كل المفاصل السورية، موضحةً أن إيران لن تتنازل بسهولة عن وجودها في الموانئ والمطارات، لأنها الشريان الذي تغذي من خلاله مشروعها في المنطقة.
ولفتوا أن روسيا لا تُبدي جدية في الحد من نفوذ إيران في سوريا، وعللوا ذلك بأن روسيا "تستفيد من الورقة الإيرانية في التفاوض حول الملف السوري"، مؤكدين أن روسيا تحاول إيهام العالم بأنها تقلص النفوذ الإيراني في سوريا، لكن في الحقيقة هناك تحالف واضح بين موسكو وطهران، وهذا ما يظهر جلياً في البوكمال وتدمر، حيث تنتشر القوات الروسية والإيرانية بشكل مشترك في المنطقة دون أي صدام.
وبينوا أنه في حال سيطرت موسكو على مطار دمشق الدولي، فإنها ستكون وضعت يدها بشكل فعلي على أهم منفذ جوي سوري، فضلاً عن سيطرتها على أهم المنافذ البحرية كمرفأي طرطوس، واللاذقية.
السيطرة على مرفأ اللاذقية
وقبل أيام أعلنت روسيا تسيير دورية عسكرية مشتركة مع قوات النظام السوري في مرفأ اللاذقية، بعد أيام من إعادته للخدمة، إثر غارة إسرائيلية استهدفته.
وأشار تقرير سابق لـ"وكالة المجس" أن ماجرى ليس عبارة عن تسيير دوريات من جانب روسيا، كما ذكرت بعض وسائل الإعلام الروسية، وإنما سيطرة روسية مطلقة على المرفأ الذي تعرض لقصف إسرائيلي مرتين في كانون الأول 2021.
ولفت أن الانتشار الروسي يعني إعلان روسيا سيطرتها بشكل رسمي على المرفأ، موضحاً أن الوحدات العسكرية الروسية أجرت استعراضاً عسكرياً داخل المرفأ، معتبراً ذلك بأنه جاءت بتوافق مع إسرائيل، وذلك لتحييد المرفأ عن نقل شحنات الأسلحة من إيران للمليشيات المدعومة منها في سوريا، وحزب الله اللبناني.
وكان موقع "Rusvesna" قال إن الشرطة العسكرية الروسية بدأت بتسيير دورية مشتركة على مدار الساعة في مرفأ اللاذقية، بالاشتراك مع جيش النظام، وذكر أن الدورية المشتركة الأولى من نوعها شاركت فيها وحدات خاصة من الشرطة العسكرية باستخدام مركبات عسكرية متنوعة، بمرافقة جوية من طائرات مسيرة تابعة للقوات الجوية الروسية.
وادعت روسيا أن تسيير الدوريات المشتركة جاء بعد ورود معلومات استخبارية عن احتمال تعرض المرفأ لغارات مصدرها إدلب، زاعمةً وجود تقارير سابقة تشير إلى أن مسلحين كانوا يعدون فرقاً لتنفيذ تفجيرات في مرفأي طرطوس واللاذقية من تحت الماء، وفقاً لما أورده "Rusvesna" .
وأشار تقرير سابق لـ"وكالة المجس" إنه بعد إعلان النظام السوري عن عودة مرفأ اللاذقية للعمل، بعد انتهاء عمليات الصيانة عُقب القصف الجوي الإسرائيلي على ساحة الحاويات في 28 كانون الأول الفائت، تكشفت عمليات سرقة منظمة استهدفت البضائع والمواد الموجودة داخل المرفأ، وسط اتهامات مباشرة للفرقة الرابعة بالقيام بعمليات النهب الممنهجة.
وقال التقرير إن عناصر يتبعون للفرقة قاموا بعمليات سلب ونهب منظمة للحاويات المتواجدة في مرفأ اللاذقية، وذلك بالتزامن مع اشتعال النيران داخل المرفأ بعد انتهاء القصف الإسرائيلي، مبيناً أن الفرقة الرابعة هي المسؤولة بشكل رسمي عن حماية المرفأ.
وأضاف أن عناصر الفرقة الرابعة انتشروا في ساحة المرفأ عُقب انتهاء القصف، وقاموا بتفريغ عدد كبير من الحاويات وسرقتها، ومن ثم نقلها إلى مخازن تابعة للفرقة في ريف اللاذقية، موضحاً أن القصف الإسرائيلي استهدف حاويات محددة، وأن عمليات النهب طالت حاويات بعيدة عن موقع الاستهداف الإسرائيلي.
وبين أن حكومة النظام السوري، تلقت تقارير من عمال وإداريين في المرفأ، أُبلغت بموجبها بقيام عناصر الفرقة الرابعة بسرقة محتويات الحاويات من مرفأ اللاذقية، مرجحاً أن تأخر حكومة النظام في إعلان عودة المرفأ للعمل، على الرغم من أن القصف الإسرائيلي لم يطال البنية التحتية للمرفأ، يرجع لرغبتها في التغطية على عمليات النهب التي حصلت، عبر إيهام أصحاب الحاويات بأن القصف الإسرائيلي سبب دماراً واسعاً في المرفأ ومحتوياته.
وكان مرفأ اللاذقية قد تعرض لقصف من طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، فجر 28 كانون الأول الفائت، استهدف ساحة الحاويات في مرفأ اللاذقية غرب سوريا، ما أدى لاشتعال النيران وخسائر مادية كبيرة، وذلك في استهداف يُعد الثاني من نوعه للمرفق الحيوي خلال ذات الشهر .

ذات صلة