"هيئة ثائرون للتحرير" جسم جديد يُترجم الخلاف بين مكونات عزم

أعلنت فصائل "حركة ثائرون" و"الجبهة السورية للتحرير" في بيانٍ، أمس الأحد، عن اندماجهما ضمن تشكيل جديد يحمل اسم "هيئة ثائرون للتحرير".
وجاء في البيان الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، واطلعت "المجس" على نسخةٍ منه " تأكيداً على حرصنا على رص الصفوف وتوحيد الكلمة نعلن اندماج حركة ثائرون والجبهة السورية للتحرير في تشكيل ثوري جديد باسم هيئة ثائرون للتحرير".
وتضم حركة ثائرون التي يقودها فهيم عيسى خمسة فصائل، "فرقة السلطان مراد، فيلق الشام - قطاع الشمال، ثوار الشام، فرقة المنتصر بالله، الفرقة الأولى ، وتتبع للقيادة العامة في غرفة عزم، التي قالت عن تشكيل الحركة إنها تأتي ضمن الخطط الرامية إلى توحيد مكونات الغرفة بشكل كامل.
فيما تضم الجبهة السورية للتحرير التي يقودها المعتصم عباس، "فرقة الحمزة، فرقة المعتصم، فرقة القوات الخاصة".
مخاوف أفضت للاندماج
الاندماج الجديد أثار التساؤلات حول جدوى الانصهار بين فصائل منضوية بالأصل تحت مظلة الجيش الوطني والفائدة المرجوة منها، وكشفت مصادر عسكرية من الجيش الوطني لـ"وكالة المجس"، أن الاندماج الجديد جاء كرد فعل على تعاظم قوة الفيلق الثالث المنضوي ضمن غرفة عزم، وسعي فصائله للانصهار بالفعل ضمن تشكيل واحد عبر دمج مختلف المكاتب الإدارية وتوحيد الجهد العسكري، وهو ما حذا بـ ثائرون والجبهة للاندماج سريعاً وذلك لتحقيق جسم يوازي الفيلق الثالث من حيث القوة والتنظيم.
 ولفتت المصادر أن بيان الاندماج مع الجبهة السورية للتحرير لم يتضمن أي ذكر أو إشارة لغرفة "عزم"، على الرغم من أن جميع البيانات السابقة التي أصدرتها حركة ثائرون، كانت تحتوي اسم غرفة القيادة الموحدة " عزم"، في مؤشر واضح على وجود خلاف حول التشكيل الجديد.
ونقلت المصادر عن قياديين في حركة ثائرون قولهم، إنها ما زالت ضمن غرفة القيادة الموحدة، وإن الاندماج يُعتبر بمثابة خطوة من خطوات مماثلة حصلت سابقاً، مؤكدين أن إعلان الاندماج لم يكن بشكل مفاجئ، وسبقه عدة جلسات بين مكونات هيئة ثائرون استمرت لأسابيع تم الاتفاق فيها على الخطوات النهائية بين الفصائل المندمجة وصولاً للإعلان، وذلك بعلم غرفة عزم وتحت أنظارها.
ولفتت أن الإعلان عن "هيئة ثائرون" ترافق مع اتهامات، بتعرض الهيئة لضغوط خارجية لمواجهة الفيلق الثالث ومنعه من السيطرة بشكل كامل على المنطقة، مؤكدةً أن قياديي ثائرون نفوا صحة ذلك، واكتفوا بالقول إن الاندماج هو مسعى حثيث لكافة الفصائل للقضاء على ظاهرة تشرذم الفصائل.
وكان الفيلق الثالث تم الإعلان عنه في الثامن عشر من تشرين الأول الفائت، ويضم الجبهة الشامية، وجيش الإسلام، وفيلق المجد، والفرقة 51، ولواء السلام، وفرقة ملك شاه، وبحسب المصادر فإن القوة العسكرية والتنظيمية الهائلة التي تمتلكها الفصائل المذكورة، دفعت ثائرون للاتفاق مع الجبهة السورية لتشكيل جسم عسكري جديد يكون بمثابة ند للفيلق الثالث.
عزم تؤكد حرصها على العمل الجماعي
وعُقب الحديث عن تشكيل هيئة ثائرون للتصدي للنفوذ المتعاظم للفيلق الثالث، كشفت مصادر مطلعة من غرفة عزم، لـ"المجس" أن التقارير الواردة بذلك الخصوص غير صحيحة، مؤكدةً أن قيادة عزم تسعى لوحدة الصف والعمل الجماعي، مبينةً أنها تعتبر الاندماج الأخير خطوة في ذات الاتجاه.
وأشارت المصادر إلى وجود اتفاق منذ بداية تشكيل غرفة القيادة، ينص على توحيد ودمج مكونات عزم والفصائل العاملة خارج الغرفة وصولاً إلى قيادة موحدة وفاعلة، مؤكدةً أن ثائرون مستمرة بالعمل ضمن غرفة القيادة.
وأكدت المصادر أن هيئة ثائرون، لاتُعد منافساً للفيلق الثالث مشددةً على أنهما يمثلان أكبر مكونين في غرفة القيادة الموحدة عزم، وأنهما يدعمان الجهود المبذولة من قبل عزم، ويسيران على ذات المنهج المتمثل بضم أكبر عدد من الفصائل في جسم واحد.
حركة ثائرون
وفي تشرين الأول الفائت أعلنت غرفة القيادة الموحدة "عزم"، عن اندماج عدة فصائل عسكرية داخلها ضمن تشكيل جديد تابع للجيش الوطني السوري يحمل اسم "حركة ثائرون"، وأصدرت بياناً رسمياً عبر معرفاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أوضحت فيه بأن الاندماج الجديد يأتي ضمن خططها الرامية إلى توحيد مكوناتها العسكرية بشكل كامل.
وتضم حركة ثائرون المنضمة إلى عزم كلاً من فيلق الشام قطاع الشمال، وثوار الشام، وفرقتي السلطان مراد والمنتصر بالله، بالإضافة إلى الفرقة الأولى التي تضم لواء الشمال والفرقة التاسعة واللواء 112، واتفقت الفصائل المندمجة على تعيين قائد فرقة السلطان مراد "فهيم عيسى"، قائداً للحركة الجديدة، والذي يشغل بالأصل منصب نائب قائد الغرفة الموحدة "عزم".
ونقلت المصادر عن مقربين من الحركة  أن "ثائرون" تعمل وفق نظام داخلي تم الاتفاق عليه خلال سلسلة من الاجتماعات،  ما يضمن ضبط الهيكلية العسكرية والحالة التنظيمية لمكونات الحركة، مشيرين إلى أن الحركة تعمل تحت مظلة غرفة القيادة الموحدة عزم، وتتبنى أهدافها في العمل على تحقيق أهداف الثورة السورية والتمسك بها، وبناء الدولة السورية الموحدة التي تضمن الحرية والعدالة والكرامة لجميع أبنائها، واحترام المبادئ والأعراف الدولية لحقوق الإنسان.
وأكدت المصادر أن الهدف من الاندماج الجديد تقليص عدد الفصائل المنتشرة شمال سوريا، وتوحيد مركزية القرار ضمن مركزية غرفة القيادة الموحدة عزم، نافيةً أن يكون قرار الاندماج رد فعل على تشكيل الجبهة السورية للتحرير، وفقاً لمقربين من "ثائرون".
وتضم غرفة القيادة الموحدة "عزم" عدداً من فصائل في الجيش الوطني السوري، أبرزها "الجبهة الشامية وفرقة السلطان مراد، وأحرار الشرقية وملك شاه، وجيش الإسلام وجيش الشرقية ولواء صقور الشمال والفرقة 51 والفرقة الأولى والفرقة 13 وفيلق المجد والفرقة الثانية وفيلق الشام قطاع الشمال ولواء السلام"، ويقود غرفة عزم " أبو أحمد نور" القائد  العام لفصيل الجبهة الشامية.
الجبهة السورية للتحرير
وفي أيلول الفائت أعلنت خمسة فصائل تابعة للجيش الوطني المدعوم من أنقرة بريف حلب شمال غربي سوريا، عن اندماجها الكلي تحت مسمى "الجبهة السورية للتحرير"، وضمت كلاً من "فرقة الحمزة" و"فرقة السلطان سليمان شاه" و"فرقة المعتصم" و"الفرقة 20" و"صقور الشمال".
وقالت مصادر خاصة لـ"وكالة المجس" حينها إن عملية الاندماج السريع بين الفصائل المذكورة، جاءت بسبب حالة التوتر التي ظهرت عقب انسحاب فرقة الحمزة وفرقة السلطان سليمان شاه والفرقة 20 وصقور الشمال من غرفة عمليات عزم والتي تمثلت بتسيير أرتال عسكرية واستنفارات كادت أن تصل إلى اقتتال داخلي لولا تدخل الجيش الوطني.
وقالت مصادر خاصة لـ"وكالة المجس" إن تعداد الجبهة السورية للتحرير يزيد عن 15 ألف مقاتل، يتوزعون في مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات ونبع السلام، والاندماج سيكون كلياً يشمل مختلف القطاعات العسكرية والأمنية والسياسية والمالية والإعلامية والعلاقات.
وكانت قد شهدت مدينة عفرين وبلدات الشيخ حديد والراعي الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني في 23 آب الفائت، توتراً أمنياً، عُقب انسحاب بعض الفصائل العاملة ضمن "غرفة عمليات عزم الموحدة" لعدة أسباب.
وأعلنت حينها فصائل "فرقة الحمزة قوات خاصة" و"لواء صقور الشمال" و"فرقة السلطان سليمان شاه"، العاملة ضمن صفوف "الجيش الوطني"، في بيانٍ لها، الانسحاب من غرفة العمليات الموحدة للجيش "عزم"، وذلك إثر خلاف نشب بين فصائل الغرفة على التشكيلات العسكرية داخلها.
وجاء في نص البيان "لقد أعلننا الانضمام إلى غرفة عزم في الـ27 من تموز الفائت، وذلك حرصاً منا على وحدة الصف وجمع الكلمة، وضرورة تحقيق الأهداف المُعلنة للغرفة في ضبط الأمن والتنظيم العسكري"، مضيفاً: "بعد عدة اجتماعات لمناقشة آلية التمثيل للتشكيلات العسكرية المنضوية في الغرفة، رأينا عدم وجود معيار معين يحقق التمثيل العادل للتشكيلات، وقمنا بتعليق عملنا حتى إيجاد آلية واضحة ومحددة".
وأشارت الفصائل الثلاثة إلى أنه "نظراً لتجاهل مطالبنا المُحقة في التمثيل العادل، وعدم الاستجابة للمطالب بعد مضي مدة عليها"، أعلنت الفصائل خروجها من غرفة العمليات، وإنهاء عضويتها فيها، لافتة إلى أنها "تؤمن بأن ضبط الأمن والتنظيم العسكري يتم تحقيقه من خلال مؤسسة الجيش الوطني والمؤسسات التابعة له".