تغيرات السياسة الروسية في سوريا تُثير مخاوف إسرائيل

عبرت الصحافة الإسرائيلية، ومراكز إعلامية عبرية، مؤخراً عن مخاوفها من وجود تغير جذري في السياسة الروسية بسوريا، مبديةً قلقها من وجود تحول في السياسية الروسية تجاه التحركات الإسرائيلية في سوريا، وذلك عُقب المناورات الجوية التي أجرتها القوات الروسية بالاشتراك مع قوات النظام السوري، بالقرب من مرتفعات الجولان على الحدود السورية-الإسرائيلية.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن المسؤولين الإسرائيليين يكافحون لمعرفة سبب التغيير المفاجئ في السياسة الروسية،  وذلك بعد تنفيذ روسيا أول دورية جوية مع قوات النظام على طول الحدود، وفوق مرتفعات الجولان، وسط حديث عن تسيير طلعات مماثلة بشكل منتظم من الآن فصاعداً، بحسب مصادر عسكرية روسية.
وبينت الصحيفة أن تلك الدوريات، قد تدفع إسرائيل إلى الحد من عملياتها العسكرية في سوريا، والتي تستهدف أنشطة إيران على الأراضي السورية، وهو ما اعتبرته بمثابة إعاقة لجهود إسرائيل في إضعاف إيران وإخراجها من سوريا.
بدوره ذكر موقع "times of Israel" أن مسؤولين عسكريين إسرائيليين، يجرون حالياً محادثات مع ضباط في الجيش الروسي، لبحث آخر التطورات وتهدئة التوترات الحاصلة على الحدود، مشيراً إلى أن إسرائيل سوف تحد من عملياتها العسكرية في سوريا لحين انتهاء المحادثات.
فيما اكتفى الجانب الروسي بالصمت، ولم يعلن القادة العسكريون الروس في سوريا، عن وجود أي محادثات مع إسرائيل حول الطلعة الجوية الأخيرة.
وكانت القوات الجوية الروسية، في سوريا، أجرت مناورات عسكرية جوية مشتركة مع قوات النظام بالقرب من الجولان السوري، في خطوة هي الأولى من نوعها، تتضمن تدريبات عسكرية بالقرب من المناطق المحاذية لإسرائيل.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيانٍ لها، إن الطيارين الروس أجروا دورية جوية مشتركة مع قوات النظام على طول مرتفعات الجولان، ثم على طول الحدود الجنوبية حتى نهر الفرات وفوق المناطق الشمالية من سوريا.
وذكرت الوزارة أن الطيارين الروس أقلعوا من قاعدة "حميميم" الجوية في الساحل السوري، بينما أقلعت طائرات النظام من مطار السين العسكري ومطار الضمير في محيط دمشق.
ولفتت "الطيارون من الجانبين شاركوا بتدريبات صاروخية على أهداف جوية وضرب أهداف برية في إحدى ساحات التدريب الواقعة وسط سوريا"، مبينةً أن القوات الروسية استخدمت طائرات من طراز Su-34 و Su-35 و A-50، أما قوات النظام فشاركت بطائرات MiG-23 وMiG-29.
وشدد بيان الدفاع الروسية على أن مثل هذه التدريبات الجوية المشتركة ستصبح منتظمة من الآن فصاعداً، وذلك بحسب ما نقلته وكالة "تاس" الروسية.
وكان موقع "Rusvesna" قال، قبل أيام، إن الشرطة العسكرية الروسية بدأت بتسيير دورية مشتركة على مدار الساعة في مرفأ اللاذقية، بالاشتراك مع جيش النظام، وذكر أن الدورية المشتركة الأولى من نوعها شاركت فيها وحدات خاصة من الشرطة العسكرية باستخدام مركبات عسكرية متنوعة، بمرافقة جوية من طائرات مسيرة تابعة للقوات الجوية الروسية.
وادعت روسيا أن تسيير الدوريات المشتركة جاء بعد ورود معلومات استخبارية عن احتمال تعرض المرفأ لغارات مصدرها إدلب، زاعمةً وجود تقارير سابقة تشير إلى أن مسلحين كانوا يعدون فرقاً لتنفيذ تفجيرات في مرفأي طرطوس واللاذقية من تحت الماء، وفقاً لما أورده "Rusvesna" .
وكانت سوريا وروسيا أجرتا في أيلول من العام الماضي، تدريبات مشتركة في أماكن غير بعيدة عن تدمر في البادية السورية، حيث ما زالت تتواجد مجموعات من مسلحي تنظيم الدولة تستخدمها للاختباء.
وجرت التدريبات حينها من خلال الطيران المروحي، إذ شاركت مروحيات سورية من نوع “مي-24″، فيما شاركت المروحيات الروسية من نوع “مي-8″ و”كا-52” في هذه التدريبات، التي قال القائمون عليها إنها تحاكي في أحد مراحلها التنسيق القتالي في السماء.
وعمل الطيارون السوريون والروس خلال هذه التدريبات على تنفيذ عدة مهام، من بينها مهمة اختراق دفاعات العدو، وقالت وزارة الدفاع الروسية حينها إن التدريبات المشتركة، مناسبة يشارك فيها الطيارون الروس زملاءهم السوريين خبراتهم العسكرية والقتالية باستخدام المروحيات الروسية.
وفي كانون الأول الفائت، عملت روسيا على تأهيل سلاح الجو للنظام السوري وزودته بطائرات ميغ 29 ودربت الطيارين بقوات النظام عليها لأول مرة منذ عشر سنوات، ونقل موقع "ماكو" الإسرائيلي الاثنين 29 من كانون أول أن الطيارين في قوات النظام السوري يتلقون تدريبات من مستشارين روس في قاعدة "T4".
وذكر الموقع أن الطيارين أطلقوا للمرة الأولى صواريخ جو موجهة من طراز آر 73، كما نوه أن روسيا قدمت شحنة صواريخ R-73 من طراز “ويمبل” وهو صاروخ جو-جو قصير المدى موجه بالحرارة، مؤكداً أن التقديرات تشير إلى أن القوات الجوية التابعة للنظام السوري لديها ما بين 20 و 25 طائرة مقاتلة من هذا النموذج.

ذات صلة