البادية: قتلى وجرحى للنظام وميليشيات إيران بهجمات جديدة لتنظيم الدولة

بالتزامن مع المعارك الدامية التي يخوضها تنظيم الدولة، ضد قوات سوريا الديمقراطية في مدينة الحسكة، عملت خلايا التنظيم على استهداف الأرتال التابعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية، بعيداً في البادية السورية، في رسالة واضحة مفادها أن التنظيم لا حدود له، وهو قادر على شن الهجمات أينما وكيفما شاء.
مصادر محلية في البادية السورية كشفت لـ"وكالة المجس" عن مقتل 7 عناصر من قوات النظام وإصابة 24 آخرين جراء استهداف خلايا تابعة لتنظيم الدولة، رتلاً عسكرياً بريف حمص الشرقي في البادية السورية، مبينةً أن النظام استقدم تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة عُقب الهجوم.
وأشارت المصادر إلى أن خلايا تابعة للتنظيم، فجرت بسيارة مفخخة في بادية مدينة تدمر، رتلاً عسكرياً مؤلفاً من عشرات السيارات العسكرية المزودة برشاشات ودبابتين وخمس سيارات محملة بالأسلحة والذخائر، بالإضافة إلى معدات عسكرية.
وبينت أن عناصر التنظيم شنوا هجوماً واسعاً عُقب التفجير، تمكنوا فيه من قتل وجرح العديد من عناصر النظام السوري، وميليشيات إيران، حيث اندلعت اشتباكات استمرت قرابة الساعة، تخللها أصوات انفجارات واشتباكات عنيفة في المنطقة، مؤكدةً أن الهجوم أسفر عن مقتل 7 عناصر من قوات النظام بينهم ضابطان، أحدهما برتبة مقدم يدعى "مرعي بسيس"، والأخر ملازم أول يدعى "رشيد الدلاع" فضلاً عن إصابة 24 عنصراً آخرين بينهم ضابط.
ولفتت أن الهجوم أسفر عن تدمير جزء كبير من الرتل، بالإضافة إلى عطب دبابة و7 سيارات عسكرية رباعية الدفع، اثنتان منها مزودة برشاشات ثقيلة، لتُطلق قوات النظام على إثره، حملة عسكرية كبيرة، بعد استقدام تعزيزات جديدة من مناطق السخنة وتدمر.
وأوضحت أن قوات النظام بدأت بحملة تمشيط في بادية تدمر ضمت أكثر من 35 آلية عسكرية وسيارات مصفحة ومجنزرات ثقيلة وأكثر من 200 عنصر بأسلحتهم الكاملة.
وفي منتصف الشهر الجاري قُتل 6 عناصر من الحرس الثوري الايراني بينهم قيادي إيراني، وجرح أكثر من 14 آخرين، إثر هجوم مسلح استهدف رتلاً للحرس الثوري في البادية السورية، وأشار تقرير سابق لـ"المجس" أن الهجوم وقع أثناء توجه الرتل من مطار دمشق الدولي باتجاه بادية تدمر في ريف حمص، مضيفاً أن الرتل يتضمن 10 سيارات دفع رباعي محملة بالعناصر، بالإضافة إلى عربتين مصفحتين وسيارة من نوع زيل محملة بأسلحة وذخائر.
وأضاف التقرير أن مسلحين استهدفوا الرتل بعد تجاوزه مدينة الضمير بمسافة 70 كليو متراً على الطريق الرئيسي المؤدي إلى مدينة تدمر، مستخدمين الأسلحة الرشاشة ومضادات أرضية ومطوقين الرتل من جانبي الطريق، مشيراً إلى أن الهجوم استمر قرابة 20 دقيقة، وانتهى بفرار المهاجمين إلى عمق الصحراء، عُقب مقتل 6 عناصر بينهم قيادي ميداني من الجنسية الإيرانية يدعى "الحاج جبار أبو فرشاد"، إضافة إلى إصابة أكثر من 14 عنصراً بجروح متفاوتة.
وتعرضت الميليشيات الإيرانية وقوات النظام السوري، خلال الأشهر الفائتة، إلى عدد كبير من الهجمات التي تقف خلفها خلايا يُعتقد أنها تابعة لتنظيم الدولة، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى بينهم قياديون، وخسائر بالسلاح والعتاد.
وكانت الطائرات الحربية الروسية قد شنت في كانون الثاني الجاري، غارات كثيفة، ركزت على مناطق بادية السخنة وتدمر شرقي حمص وبادية دير الزور، حيث طال القصف عدة مغارات وكهوف يستخدمها التنظيم للاختفاء والتواري عن الأنظار، وسط أنباء عن تسبب الغارات في إصابات مباشرة خلفت عدداً من الجرحى في صفوف التنظيم بعضهم في حالة خطرة.
وكان التنظيم قد شن خلال الشهر الجاري، عدة هجمات دامية استهدفت عدداً من المواقع التابعة للنظام السوري في ريف دير الزور الغربي من بينها حاجز المحطة قرب بلدة الكشمة شرق دير الزور، ما أدى لمقتل 3 عناصر من الفرقة 17 وأسر ضابط، فيما هاجمت مجموعات أخرى نقاطاً لقوات النظام والمليشيات في بادية الدوير شرق دير الزور أيضاً، ما أدى إلى مقتل 4 عناصر.
وفي تموز الفائت، قتل قيادي في الحرس الثوري الإيراني بانفجار لغم استهدفه ضمن البادية الشرقية، وأشارت المصادر حينها إلى أنه من المرجح أن يكون تنظيم الدولة هو من قام بزرع اللغم في المنطقة على اعتبارها ضمن المناطق التي ينشط فيها بشكل كبير جداً.
وفي مطلع حزيران الفائت، أعلنت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، عن مقتل عسكريين اثنين من الحرس الثوري الإيراني في كمين نصبه تنظيم الدولة في سوريا، مبينةً أن العسكريين "حسن عبدالله زادة" و "محسن عباسي" قتلا في كمين نصبه عناصر التنظيم أثناء توجههم من دير الزور إلى تدمر، موضحةً أن العسكريين كانا يعملان "مستشارين" في سوريا.
ويُشير تقرير لمنصة "إنفورماجين" لتحليل البيانات، عن تصاعد نشاط تنظيم الدولة في كل من سوريا والعراق خلال العام الماضي 2021.
وبين التقرير زيادة الهجمات السريعة والخاطفة للتنظيم التي تعتمد على المتفجرات والعبوات الناسفة، وانتقال التنظيم لاستهداف القوات الإيرانية والمليشيات الموالية لها بشكل مكثف مقارنة بعام 2020، من 3 عمليات فقط خلال هذا العام، إلى ما يزيد عن 50 عملية خلال عام 2021، بارتفاع يساوي نحو 125 بالمائة.
ولفت التقرير أن ما يقارب نصف هذه الهجمات، وقعت على الطريق الواصل بين مدينتي تدمر ودير الزور، والذي يُعتبر أحد أهم خطوط الدعم والإمداد لهذه المليشيات المتمركزة في بادية دير الزور، واعتبر تركز الهجمات على الطريق المذكور، مؤشراً على ارتفاع وتيرة تحركات المليشيات على طول خطوط إمدادها في ظل التوتر الذي شهده الريف الشرقي لمحافظة دير الزور بين المليشيات الموالية لإيران، والقوات الأميركية المنتشرة على الضفة الشامية لنهر الفرات.

ذات صلة