واشنطن تُقدم 756 مليون دولار كمساعدات إنسانية للسوريين

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس، عن عزمها تقديم 756 مليون دولار كمساعدات إنسانية إلى سوريا، وذلك خلال جلسة عُقدت في مجلس الأمن الدولي حول الأزمة السورية.
وقالت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة "ليندا توماس غرينفيلد" خلال الجلسة، "نعلن اليوم عن تمويل جديد بقيمة 756 مليون دولار لدعم الاحتياجات الماسة للشعب السوري"، مشيرةً إلى أن بلادها ستواصل الضغط من أجل قيام نظام بشار الأسد وروسيا بالوفاء بالتزاماتهما تجاه الشعب السوري.
وأضافت غرينفيلد " حان الوقت لأن يفي نظام الأسد وروسيا بالتزاماتهما، لقد حان الوقت بالنسبة لهما أن يتحملا المسؤولية عن العنف وعدم الاستقرار في سوريا، مشددةً على أن الشعب السوري لا يزال في خطر، مبينة أن تفشي وباء الكوليرا يُشكل تهديداً خطيراً للسوريين"، وأردفت "هذه أزمة أخرى تواجه الشعب السوري الذي اضطر إلى تحمل أكثر من 11 عاماً من الصراع".
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة كانت داعماً قويا للشعب السوري، وهذا هو السبب في أننا ضغطنا بشدة خلال العام الماضي من أجل تجديد وتوسيع آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا لمدة عام، وأردفت " لهذا السبب يجب علينا تمديد الآلية في كانون الثاني لمدة 12 شهراً أخرى".
وحول فعالية المساعدات المقدمة، أكدت المندوبة الأمريكية أنها ستوفر إغاثة فورية لملايين اللاجئين والنازحين، كما ستقدم العون للشركاء في المجال الإنساني على توفير المياه النظيفة والغذاء، ودعم برامج التعافي المبكر في جميع أنحاء البلاد.
وذكرت غرينفيلد بأن بلادها تُعتبر أكبر مانح في العالم لسوريا، مضيفةً "لم ولن ننسى السوريين، لكن لا يمكننا العمل بمفردنا"، وبيّنت أن الاحتياجات في سوريا كبيرة للغاية داعيةً الدول الأخرى للانضمام إلينا في عمل المزيد وتقديم المزيد والعطاء.
وختمت بالقول "إن الحل السياسي الدائم فقط لهذا الصراع هو الذي سيسمح للشعب السوري بإعادة البناء والتعافي، إن تحقيق السلام العادل والدائم هو الحل الوحيد".
التصريحات الأمريكية وحزمة المساعدات جاءت عُقب تأكيدات من الأمم المتحدة بأن تفشي وباء الكوليرا في عدة مناطق يمثل تهديداً خطيراً في سوريا والمنطقة.
وقال ممثل الأمم المتحدة في سوريا إن تفشي وباء الكوليرا في عدة مناطق بالبلاد يمثل تهديداً خطيراً في سوريا والمنطقة داعياً إلى استجابة عاجلة لاحتواء انتشاره، وأضاف "عمران رضا" أنه يعتقد أن تفشي المرض مرتبط بري المحاصيل باستخدام مياه ملوثة وشرب مياه غير آمنة من نهر الفرات الذي يقسم سوريا من الشمال إلى الشرق، ويتقاسم طرفاه السيطرة من الناحية اليسرى قوات سوريا الديمقراطية قسد، واليمنى قوات النظام السوري، وكذلك المعارضة شمالاً.
فيما قال مدير الطوارئ الإقليمي لشرق المتوسط في "منظمة الصحة العالمية"، إن المنظمة سجلت ثماني وفيات بسبب المرض منذ 25 آب الماضي، منها ست حالات في حلب بالشمال واثنتان في دير الزور بالشرق.
من جانبها لفتت منظمة الصحة العالمية، إلى أنه قبل انتشار الكوليرا في الآونة الأخيرة، تسببت أزمة المياه في زيادة أمراض مثل الإسهال وسوء التغذية والأمراض الجلدية في المنطقة.
وناشدت المنظمة المانحين زيادة التمويل لأنها كانت تتعامل بالفعل مع عدد من حالات انتشار الكوليرا في المنطقة، بما في ذلك في باكستان حيث أدت الفيضانات إلى تفاقم تفش سابق، وأضافت نحن بحاجة إلى زيادة القدرة على المتابعة والفحص، الجهود جارية لنقل المياه النظيفة بالشاحنات إلى المجتمعات الأكثر تضرراً.

ذات صلة