علق وزير الخارجية في حكومة النظام السوري، فيصل المقداد، أمس الثلاثاء، على التفجير الذي ضرب منطقة تقسيم في إسطنبول، معلناً تنديده به، محذراً تركيا من اتخاذه ذريعة لشن عملية عسكرية داخل الأراضي السورية.
تصريحات المقداد جاءت خلال احتفالية أقامتها السفارة الجزائرية في دمشق بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لاندلاع الثورة الجزائرية، وفقاً لصحيفة الوطن الموالية للنظام السوري.
وفي رده على سؤال حول التصريحات التركية القائلة إن أنقرة بصدد شن هجمات ضد تنظيمات إرهابية في سوريا رداً على التفجير، حذر المقداد الحكومة التركية "من أي استغلال للحادثة، والتذرع بمثل هذه الأحداث للقيام بنشاطات أو خطوات قد تزيد من الوضع القائم حدة وتفجراً".
وشدد المقداد على أن النظام السوري يدين التفجير في شارع الاستقلال، مشيراً إلى أنه لا يوجد حتى الآن أي معلومات حول الحادث الذي جرى في إسطنبول، وأردف "على هذا الأساس نحن نقول للإدارة التركية بأن شعب سوريا ليس غافلاً عن مؤامراتهم وأننا فهمنا الرسالة، وأن سوريا ستدافع عن كل ذرة تراب من ترابها".
وحول العلاقة السورية- التركية، وتصريحات وزير الخارجية التركي حول إمكانية أن تدرس أنقرة رفع مستوى العلاقات مع النظام السوري من المستوى الأمني إلى الدبلوماسي، قال المقداد إن النظام يستمع إلى هذه التصريحات لكن لا يمكن أن يبدأ بالمفاوضات إلا بعد القضاء على الإرهابيين ووقف أنقرة دعمهم.
ونوه إلى ضرورة انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، ووقف دعم هيئة تحرير الشام "تنظيم الدولة "داعش"، معتبراً أن تنفيذ هذه الخطوات ستبرهن عن النيات الحقيقية للإدارة التركية، على الرغم من كل ما جرى من مباحثات خلال الفترة الماضية.
عمل عسكري جديد في سوريا
وأمس نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول تركي كبير، قوله إن تركيا تعتزم ملاحقة أهداف في شمالي سوريا بعد أن تكمل عملية ضد مسلحي "حزب العمال الكردستاني" في شمالي العراق، بعد وقوع تفجير إسطنبول.
ووفقاً للمسؤول فأن سوريا باتت مشكلة أمن قومي بالنسبة لتركيا، مضيفاً "هناك عمل يجري القيام به بالفعل في هذا الصدد"، متهماً بشكل رسمي حزب العمال الكردستاني بالضلوع في الحادثة.
شروط سابقة وضعتها تركيا وسوريا
وفي أواخر شباط الفائت قال وزير الخارجية في حكومة النظام السوري "فيصل المقداد"، إن النظام السوري مستعد لتطبيع العلاقات مع تركيا، مؤكداً في الوقت ذاته أن ذلك ممكن الحدوث لكن "بشروط محددة".
وفي كلمة له في المؤتمر الشرق أوسطي لمنتدى "فالداي" للحوار في موسكو، أشار المقداد إلى أن استعداد سوريا لإعادة التطبيع مع تركيا، مرهون بثلاثة شروط، وأردف أولاً "نطالب الحكومة التركية بسحب قواتها من الأراضي السورية"، وثانياً "الكف عن دعم الإرهابيين وحرمان السكان السوريين من الموارد المائية"، وثالثاً "بناء علاقات معنا على أساس الاحترام المتبادل"، مشدداً على أنه "إذا التزمنا بهذه النقاط، فيمكن أن تتحسن علاقاتنا".
وكانت أنقرة قد حددت في وقتٍ سابق شروطها للانسحاب من سوريا، ونقلت صحيفة "حرييت" التركية عن مصدر رسمي في الحكومة التركية، مضمون شروط أنقرة للخروج من سوريا وذلك بعد تصريحات المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا "ألكسندر لافرنتيف" خلال حديثه مع ممثلين أتراك لوكالة سبوتنيك الروسية عن نية تركيا الانسحاب من سوريا.
وبحسب الصحيفة فقد لخصت أنقرة شروطها للانسحاب من سوريا وفق أربعة بنود رئيسية، أولها الوصول لصيغة دستورية توافقية لصالح كل الأطراف، وثانيها تأسيس نظام انتخابي يسمح لكل السوريين بالانتخاب الحر، وثالثها انتخاب حكومة شرعية بعد إجراء الانتخابات، وختمت شروط بتبني الحكومة الجديدة الشرعية سياسة جديدة لمحاربة التنظيمات الإرهابية التي تهدد الأمن القومي ووحدة البلاد وعودة سوريا للحالة الطبيعية.
وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا قدمت هذه الشروط إلى روسيا في مؤتمر آستانة 17 الأخير وأكدت عليها كشروط أساسية للانسحاب من سوريا، كما أضافت أن ما نقلته وكالة سبوتنيك الروسية عن بعض ممثلي تركيا في المؤتمر حول نية الانسحاب هو ادعاء غير صحيح.