استأنف الجيش التركي صباح اليوم الإثنين، قصفه على مواقع ومناطق قوات سوريا الديمقراطية "قسد" شمالي سوريا، وسط تعزيزات للأخيرة طالت خطوط التماس بالحسكة والرقة وحلب تحسبا لأي عمل بري مرتقب ضدها.
وقالت مصادر من قوات سوريا الديمقراطية لـ"المجس" إن الجيش التركي قصف مواقع لها في عشر قرى وبلدات حيث طال مناطق "الشيوخ وزور مغار وسموقية ومحوري تل رفعت وعين العرب" شمالي وشرقي حلب، بالتزامن مع تحليق الطيران المسير في سماء المنطقة.
كما طال القصف مواقع في قرية تل اللبن بناحية تل تمر في ريف الحسكة وقريتي صيدا وطيبة في ناحية عين عيسى وقربة معلق في ناحية تل أبيض بريف الرقة الشمالي الغربي، موقعاً أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين.
وأضافت أن قسد عززت قواتها ومواقع دفاعاتها في محاور ريف الحسكة خاصة في محاور رأس العين والمالكية والقامشلي ونقاط على الطريق الدولي حلب الحسكة وصولا إلى بلدة اليعربية بالإضافة لعين العرب (كوباني) ومنبج.
أردوغان يُهاجم واشنطن ويتمسك بالعملية
من جانبه قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن واشنطن أرسلت آلاف شحنات الأسلحة إلى قوات سوريا الديمقراطية شمال شرقي سوريا، ملوحاً بشن عمل عسكري ضد قسد.
وأضاف أن "واشنطن أرسلت 4-5 آلاف شاحنة أسلحة إلى تنظيم واي بي جي.. ورغم حديثي عن ذلك مراراً لا يكترثون ولذلك سنقتلع شوكنا بأيدينا".
تصريحات أردوغان سبقها تأكيده لنظيره الروسي فلاديمير بوتين أولوية تطهير الحدود السورية مع تركيا من قوات سوريا الديمقراطية بعمق 30 كم على الأقل في المرحلة الأولى بموجب اتفاق سوتشي المبرم عام 2019.
ولفت أردوغان إلى مواصلة حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب "أنشطتهم الانفصالية شمالي سوريا وهجماته الإرهابية التي تستهدف تركيا.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قد أعلن أن بلاده بحاجة "لتطهير شمالي سوريا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب مثلما فعلت مع تنظيم داعش".
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها، على هامش مشاركته في النسخة الثامنة لمنتدى الحوار المتوسطي الذي يقام الجمعة في العاصمة الإيطالية روما.
وقال جاويش أوغلو: "مثلما طهرنا شمالي سوريا من داعش فنحن بحاجة إلى مواصلة عملياتنا لتطهير المنطقة من تنظيم بي كي كي وأذرعه"، مشيراً إلى أن آثار الحرب المستمرة بسوريا منذ 11 عامًا طالت الجميع، ويجب تحقيق توافق "بين المعارضة المعتدلة المعترف بها عبر قرارات مجلس الأمن الدولي وبين النظام".
وقال إن "بي كي كي" و"واي بي جي" و"قسد"، عبارة عن تنظيم واحد، وإن قادته يأتون من جبل قنديل، موضحاً أن هذه التنظيمات تؤثر على تركيا بطريقة مباشرة، وقد نفذ خلال آخر عامين نحو 2000 هجوم إرهابي ضدها.
ولفت إلى أن "هجمات التنظيم تسببت بمقتل نحو 300 مواطن وارتقاء الشهداء وتسفر أيضًا عن مقتل المدنيين السوريين"، وأكد أن "التنظيم يقمع الأقليات، كما أنه يستهدف الأقليات المسيحية لكن أصدقاء تركيا الأوروبيين والغربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة، يغضون الطرف عن ذلك".