قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم "عمر جيليك"، إن بلاده "لا تريد أفغانستان على حدودها الجنوبية"، مؤكداً أن أنقرة "كانت دائماً مع الشعب السوري ووحدة أراضي سوريا".
وذكرت صحيفة "يني شفق" التركية أن جيليك أوضح بأن تركيا تبرز كدولة تنتج الاستقرار، وتحمي الشعب السوري بأكمله، وتطرح إرادتها لحماية وحدة أراضي سوريا ضد الموقف المزعزع للاستقرار لكل فرد في المنطقة.
وأشار جيليك إلى أن الرئيس التركي "رجيب طيب أردوغان عبر عن رغبته بوضوح، ما أدى إلى تطور اللقاء بين أجهزة المخابرات ثم إلى لقاء بين وزراء الدفاع في لقاء موسكو.
وشدد جيليك على أن كل هذه العمليات ستنضج مع الاتصالات السياسية الأخرى، وسيتم تشكيل جدول أعمال الاجتماع على أعلى مستوى، مشيراً إلى أن الوقت قد حان لمد الجسور بين البلدين، وحان الوقت للحوار السياسي.
وأضاف "نحن راضون عن النقطة التي وصلنا إليها حتى الآن، هناك قضايا تحتاج إلى الحديث عنها في مجالات أخرى، بما في ذلك التعاون ضد الإرهاب"، لافتاً إلى أنه "تم بناء الدبلوماسية والتفاوض لحل المشكلات، وسنتحدث مع النظام السوري بشأن مشكلتنا الحقيقية".
تصريحات جيليك جاءت بعد حدوث لقاء، الأربعاء الفائت، في العاصمة الروسية موسكو، جمع وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، والروسي سيرغي شويغو، مع وزير دفاع النظام السوري علي عباس على طاولة مباحثات واحدة.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيانٍ لها حينها، إن اجتماع موسكو ناقش الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين ومكافحة جميع التنظيمات الإرهابية في سوريا، وذكر وزير الدفاع التركي أنه أكد خلال اجتماع موسكو الثلاثي مع نظيريه الروسي ووزير دفاع النظام السوري، على ضرورة حل الأزمة السورية بما يشمل جميع الأطراف، وفق القرار الأممي رقم 2254.
من جانبه قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، السبت، إن الموعد القادم للقاء الثلاثي الذي سيضم وزراء خارجية النظام السوري وتركيا وروسيا يمكن أن يعقد في النصف الثاني من شهر كانون الثاني القادم، وجاء تحديد الموعد هذا أثناء اتصال هاتفي أجراه الوزير التركي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
الاجتماع وفق رؤية النظام السوري
فيما روجت وسائل إعلام موالية للنظام السوري، عقب الاجتماع الثلاثي في موسكو، أنباءً قالت فيها أن لقاء موسكو بين وزيري دفاع تركيا والنظام برعاية روسية خلص إلى انسحاب القوات التركية الكامل من الأراضي السورية.
ونقلت صحيفة "الوطن" عن مصادر خاصة قولها إن "مخرجات الاجتماع الثلاثي خلصت إلى موافقة تركيا على الانسحاب الكامل من الأراضي السورية التي تحتلها في الشمال، إضافة إلى تأكيد أنقرة احترام سيادة وسلامة الأراضي السورية"، مشيرةً إلى أنه تم بحث تنفيذ اتفاق العام 2020، بين روسيا وتركيا، بخصوص افتتاح الطريق الدولي "M4".
وأضافت الصحيفة أن أجواء اللقاء الثلاثي كانت ثمرة عدة اجتماعات عقدت من قبل بين أجهزة الاستخبارات، موضحةً أن اللقاء ما كان ليتم من دون أن يكون هناك عدة نقاط تم الاتفاق عليها بين الجانبين، وبما يلبي مصلحة دمشق وشروطها، ومن أهمها انسحاب القوات التركية من كل الأراضي السورية.
واعتبرت أن التقارب السوري- التركي تم التمهيد له بشكل كبير في الإعلام التركي، ولا سيما المقرب من أردوغان"، مشيرةً إلى أنه على مدار أشهر تم نشر الأخبار والمقالات والتحليلات التي تؤكد أن مصلحة تركيا باتت نتيجة التغيرات السياسية والتحولات العالمية في التقارب والمصالحة مع دمشق، ولا بد من وضع حد للخلافات والتوصل إلى حلول تخدم مصالح المنطقة.
وشددت على أن كل ما اتفق عليه خلال هذا الاجتماع ستتم متابعته من خلال لجان مختصة تم تشكيلها من أجل ضمان حسن التنفيذ والمتابعة، لافتةً إلى أن اجتماعات لاحقة ستعقد بين الطرفين من أجل مزيد من التنسيق.