"مكافحة الإرهاب" يعتقل مروج مخدرات تابع لحزب الله ويسلمه لقاعدة التنف الأمريكية

قال فصيل "مكافحة الإرهاب" العامل في السويداء، إنه ألقى القبض على عميل تابع للأمن العسكري، يُدعى "جودت حمزة"، أمس الأربعاء، وتسليمه للقاعدة العسكرية الأميركية في منطقة التنف، شرقي محافظة حمص، وذلك بتهمة نقل وترويج المخدرات داخل المحافظة لصالح حزب الله اللبناني.
وقالت مصادر مقربة من فصيل مكافحة الإرهاب لـ"وكالة المجس" إن "جودت حمزة" اعترف أثناء خضوعه للتحقيق، على طرق التهريب في محافظة السويداء، وكيفية حصوله على شحنات المخدرات من قبل حزب الله، وعن الطرق المتبعة لإيصالها للسويداء، ومن ثم نقلها إلى الأردن، فضلاً عن توزيع قسم منها على أبناء المحافظة وخصوصاً في المدارس والمقاهي وأماكن تجمع الشبان.
وبينت المصادر أن حمزة أدلى خلال التحقيق معه، بمعلومات تُفيد بتورط أسماء وشخصيات من أبناء المحافظة، فضلاً عن مسؤولين  من فرع الأمن العسكري بالسويداء، في تجارة وتهريب المخدرات، مشيرةً إلى أن مكافحة الإرهاب نقل حمزة بعد التحقيق الأولي معه إلى قاعدة التنف الأميركية حيث استلمه جيش مغاوير الثورة المدعوم أميركياً.
ولفتت أن جيش مغاوير الثورة سيقوم بمتابعة التحقيق مع "حمزة"، في مكاتب التحقيق التابعة لها ضمن القاعدة، وذلك ضمن اتفاق سابق حول التنسيق والتبادل المعلوماتي بين المغاوير ومكافحة الإرهاب، لمحاربة تنظيم الدولة وعصابات تهريب المخدرات والمتورطين فيها جنوبي سوريا.
وأوضحت المصادر أن المكتب الأمني التابع لجيش "مغاوير الثورة" تعهد بنشر المعلومات التي سيُدلي بها حمزة، بعد التحقيق الموسع معه، والتي سيُكشف خلالها عن شبكات تهريب المخدرات التابعة لحزب الله في جنوبي سوريا.
عمليات تهريب المخدرات إلى الأردن
وفي 14 شباط الجاري أجرى الملك الأردني عبدالله الثاني، زيارة تفقدية لحدود بلاده مع سوريا، موجهاً تحيته لحرس الحدود الاردنيين، ومؤكدا على أهمية التصدي لعمليات تهريب المخدرات، وشدد الملك على "ضرورة التعامل بقوة وحزم لمنع محاولات التسلل والتهريب بهدف حماية مجتمعنا وشبابنا"، وذلك عُقب تصدي حرس الحدود الأردني الشهر الفائت لمحاولة تهريب كميات كبيرة من المخدرات عبر الحدود مع سوريا، واشتباكه مع المهربين، ما أسفر عن مقتل ضابط أردني وإصابة ثلاثة جنود من حرس الحدود.
وكانت الحكومة الأردنية قد أرسلت رسائل إلى حكومة النظام السوري طالبت فيها بضبط عمليات التهريب التي تمر من سوريا إلى الأردن، ونقل تقرير سابق لـ"المجس" عن مصادر أمنية أردنية، أن الأردن أرسل في 27 كانون الثاني الفائت، رسائل لدمشق مفادها “إن لم تتصرفوا فسنحمي حدودنا”، وذلك على خلفية عمليات التهريب التي تصاعدت خلال العامين الحالي والماضي.
وأضاف التقرير أن “ضبطاً مؤقتاً ومتقطعاً طرأ على عمليات التهريب بعد إرسال تلك الرسائل، إلا أن التقارير تشير إلى أنه من الصعب ضبط عمليات التهريب بعد تحول سوريا إلى دولة مُصنعة للكبتاغون، مبينةً أن الحكومة الأردنية أطلعت النظام السوري على تفاصيل تحديات عمليات تهريب المخدرات من الجنوب السوري خلال زيارة وزير الدفاع السوري، علي أيوب، في أيلول 2021.
وفي أواخر كانون الثاني الفائت، أعلن الجيش الاردني في بيانٍ له، أنه أحبط عدداً من محاولات تهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة إلى الأراضي الأردنية، قادمة من سوريا، وأضاف أنه قتل 27 مهرباً لدى محاولتهم اجتياز الحدود من سوريا الى المملكة بإسناد من مجموعات مسلحة.
ونقل البيان عن مصدر عسكري مسؤول قوله إن الجيش "بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية" قام فجر الخميس "بعمليات نوعية متزامنة على عدة واجهات على الحدود ضمن منطقة المسؤولية"، وأشار إلى أن هذه العمليات سمحت "بإحباط محاولات تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة، قادمة من الأراضي السورية"، مبيناً أنه "تم تطبيق قواعد الاشتباك مع المهربين الذين كانت تساندهم مجموعات أخرى مسلحة، ما أدى إلى مقتل 27 شخصاً وإصابة عدد من المهربين وفرارهم إلى العمق السوري"، كاشفاً عن " إجراء تفتيش أولي للمنطقة والعثور على كميات كبيرة من المواد المخدرة".
وفي 12 كانون الثاني الفائت، قال الجيش الأردني إنه أحبط، خلال عام 2021، 361 محاولة تسلل وتهريب من سوريا إلى الأردن، وضبط ما يقارب 15.5 مليون حبة مخدرات بأنواعها المختلفة، بما فيها "الكبتاغون"، و"الترامادول"، وأكثر من 16 ألف "ورقة حشيش" تزن ما يقارب 760 كيلوغراماً، وكيلوغرامان من "الهيروين". وتؤكد عمان أن 85 بالمئة من المخدرات التي تضبط معدة للتهريب الى خارج الأردن.
ومنذ افتتاح الأردن معبر جابر-نصيب مع النظام السوري، تتوالى عمليات تهريب المخدرات إلى الأراضي الأردنية قادمة من سوريا، في خطوة يراها مراقبون أنها تُعد استغلالاً من الميليشيات الموالية للنظام، التي تعمل على تهريب المخدرات، للتطبيع الحاصل بين الأردن وسوريا.
من هو فصيل مكافحة الإرهاب
قوة عسكرية تحتوي كتائب عسكرية وفرقة مهام خاصة ومهمتها ضبط الفوضى وحماية السويداء وأهلها من خطر الميليشيات الإرهابية بما فيها ميليشيات النظام وإيران وتنظيم الدولة.
وبحسب المتحدث الإعلامي للقوة العسكرية فإن المهمة الأساسية للكيان العسكري هي محاربة العصابات الإرهابية وخاصة التي تحمل بطاقات أمنية من ميليشيات النظام وتقوم بممارسة الإرهاب بحق المدنيين في السويداء"، في إشارة لعصابات الخطف والقتل والمخدرات المدعومة من المخابرات العسكرية وحزب الله اللبناني في المنطقة.
أما عن علاقة الفصيل بحزب اللواء، فيؤكد الأمين العام لـ "حزب اللواء السوري" مالك أبو الخير، أن الكيانين منفصلان ولكن هناك تنسيق مشترك بينهما على أن يقوم الحزب بتمثيل الدور السياسي، بينما تتكفل "قوة مكافحة الإرهاب" بحماية المدينة وسكانها من العمليات الإرهابية بكل أنواعها وذلك وفق شروط تضمن عدم وجود انتهاكات تجاه المدنيين.
ويؤكد أبو الخير" وضعنا مجموعة من الشروط مقابل التنسيق المشترك مع "قوة مكافحة الإرهاب" وأولها عدم وجود أي انتهاك تجاه المدنيين ولا ممارسة اعتقالات تعسفية، والتأكيد على أن مهمتها حماية المعارضين والمطاردين من النظام وحماية حرية الرأي حتى لو هاجمنا وكان في مناطق سيطرتنا، وأن سلاحكم لحماية المدنيين وليس لإرهابهم بما فيهم الصحفيون باعتباركم المسؤولين عن حمايتهم".
كما اتفق الطرفان بحسب أبو الخير على خضوع العسكريين في "قوة مكافحة الإرهاب" لدورات متعلقة بالقانون الدولي وكيفية التعامل مع المدنيين عبر مراكز أوروبية لتنسيق تلك الدورات، وذلك بهدف تأهيل تلك القوة وعناصرها لضمان حماية واحترام المدنيين وعدم وجود أي انتهاكات بكافة أنواعها.
حزب الله وتجارة المخدرات
وفق خبراء، بات حزب الله اللبناني ذراعاُ طولى داخل سوريا، ومحركا ًرئيسياً لعمليات تهريب المخدرات في الوطن العربي، مستفيداً من حالة عدم الاستقرار التي تعيشها سوريا، وتؤكد تقارير إعلامية أن حزب الله عمد إلى تهريب المخدرات عبر الموانئ السورية في طرطوس واللاذقية، واستخدم جزءاً من الأراضي السورية لزراعة الحشيش، مستفيداً من خبرته الطويلة في زراعة وتهريب المخدرات.
صحيفة فورميكى الإيطالية نشرت في أيلول 2020، تقريراً أكدت فيه هيمنة حزب الله على سوق المخدرات في الشرق الأوسط، الصحيفة قالت: إن الشرطة بمدينة ساليرنو الإيطالية، صادرت في تموز 2020، 84 مليون قرص كبتاجون مخدر، بدت في البداية من إنتاج "تنظيم الدولة"، غير أن الصحيفة قالت: إن تنظيم الدولة لا يمتلك قدرات تقنية مواقع إنتاج وإمكانيات لوجستية لإنتاج كميات معينة.
الصحيفة أكدت أن حزب الله يقف خلف تلك الشحنة، لأنه المهيمن على سوق المخدرات في الشرق الأوسط، وهو الأكثر تنظيما على مدار عقد من الزمان على الأقل في هذه الصفقات، وذكرت منظمة "دي اي اي" الأميركية لمكافحة المخدرات أن "نحو 70% من الحشيش المتداول داخل لبنان هو إنتاج محلي، في المناطق البقاعية وفي مناطق الجنوب المحظور دخولها على قوى الأمن اللبنانية".
وكشفت المنظمة أنه يجري تكريرها في مصاف يديرها عناصر من حزب الله الذين يؤمنون عمليات توزيع 50 % منها في لبنان، والباقي يحاولون نقله إلى بعض الدول العربية والأوروبية وخصوصا إلى إسرائيل لينقل منها إلى الخارج، ووصنفت الأمم المتحدة لبنان كثالث مصدر رئيسي للحشيش في العالم لعام 2018 بعد أفغانستان والمغرب.
وفي السنوات الماضية، اتهمت الإدارة الأميركية حزب الله أكثر من مرة بالاستفادة مالياً من زراعة الحشيش في البقاع، لكن الحزب نفى على لسان أمينه العام حسن نصر الله الاتهام معتبراً أن "هذه افتراءات واتهامات ظالمة"، وعادة ما ينفي حزب الله علاقته بصناعة المخدرات المزدهرة في المنطقة، غير أن تورطه بعملية زراعة المخدرات وتهريبها وتصديرها أصبحت أمرا شائعا، في الداخل اللبناني، حتى أنه يمارس نشاطا كبيرا فيما يتعلق بالأسلحة والمخدرات في أوروبا وخاصة في إيطاليا، مستعينا بمافيا "ندرانجيتا" الإيطالية خلال السنوات الأخيرة، بحسب مجلة فورميكي الإيطالية.