شركات وأذرع إعلانية تُمكن تحرير الشام من بسط سيطرتها على اقتصاد شمال غرب سوريا

تمتلك محافظة إدلب أهمية كبيرة في الاقتصاد السوري الحالي، كونها تُشكل عقدة وصل مهمة بين مناطق شرق وشمال سوريا من جهة، والموانئ الساحلية غرب سوريا من جهة أخرى، بالإضافة إلى كونها منطقة حدودية مع تركيا وفيها معبر "باب الهوى" البري مما يجعلها بوابة عبور مهمة باتجاه البحر المتوسط، ومحطة أساسية لمرور البضائع من أوروبا عبر تركيا إلى سوريا.
بدورها، تنظر التنظيمات الجهادية، وأبرزها "هيئة تحرير الشام"، المُسيطر الفعلي على المحافظة إلى إدلب على أنها الملاذ الأخير، كونها المنطقة الوحيدة المتبقية لها، عُقب انسحابها برفقة فصائل المعارضة من كافة المحافظات السورية، بعد عمليات عسكرية شنها النظام السوري برفقة حليفته روسيا، وأسفرت عن التوصل لتسويات أُخرجت بموجبها كافة التنظيمات التابعة للمعارضة من المدن الرئيسية، ما جعلها تُفكر في فرض نفسها كلاعب أساسي في الحل السياسي شمال غرب سوريا.
وفي عام 2019 وبعد قضاء هيئة تحرير الشام على حركة نور الدين الزنكي، تمكنت  تحرير الشام" من استكمال بسط سيطرتها العسكرية على ما تبقى من الشمال الغربي لسوريا ماعدا ريف حلب الشمالي الذي يخضع لنفوذ قوات الجيش الوطني تحت إشراف تركي، وباتت تتسلم الإدارة المالية والاقتصادية لمحافظة إدلب وما حولها التي تُشكل الجيب الأخير للمعارضة في سوريا.
ورغم المواجهات العسكرية مع قوات النظام السوري، والقصف الروسي المستمر للمنطقة، إلا أن هيئة تحرير الشام نجحت بالإمساك بقوة بالحركة الاقتصادية في هذه المنطقة التي يعيش فيها ملايين السوريين، فسيطرت على المعابر التي تدر أموالاً طائلة، واحتكرت تجارة المحروقات والتغذية بالإنترنت، حتى وصل بها الأمر إلى الاستثمار في قطاع المطاعم، والمنتزهات ومدن الملاهي، فضلاً عن احتكارها مجال الإعلانات مستعينةً بالعديد من الأشخاص والشركات التابعة لها، في بسط نفوذها الاقتصادي ليكون رديفاً لنفوذها العسكري.
شركات تتبع لهيئة تحرير الشام
"المُبدعون السوريون" واحتكار تجارة الإعلانات

عملت هيئة تحرير الشام خلال الآونة الأخيرة، على فرض سيطرتها على كافة القطاعات الاقتصادية والتجارية الهامة في محافظة إدلب، وباشرت الأذرع الإعلامية التابعة لهيئة تحرير الشام، إلى احتكار الإعلانات الطرقية في كافة مناطق شمال غرب سوريا، وذلك عبر شركة "المُبدعون السوريون" الخاصة، والمُتهمة بالتبعية الكاملة لتحرير الشام.
ويعود تأسيس الشركة إلى شهر آذار من عام 2021، وتنفي الشركة وجود أي صلة بينها وبين الهيئة، إلا أن التسهيلات التي قدمتها هيئة تحرير الشام، إلى الشركة بعد أسابيع قليلة من افتتاحها، ساهمت في صعود المؤسسة كقوة إعلانية بارزة شمال غربي سوريا، حيث يعمل مراسلوها في كافة مناطق سيطرة الهيئة، إضافة لمناطق المعارضة شمال حلب، دون أي تعرض لمضايقات، من تلك التي يتعرض لها مراسلو الشركات الأخرى العاملة في مناطق سيطرة الهيئة.
وفي السابع من تموز عام 2021، أعلنت حكومة الإنقاذ في بيانٍ لها، إرساء المناقصة على شركة "المبدعون السوريون"، من أجل ضبط ما اسمته التلوث البصري والانتشار العشوائي للافتات الطرقية، بوصفها الجهة الوحيدة المخولة بإعادة تنظيم ورعاية اللافتات الطرقية في شمال غربي سوريا.
وتُشير مصادر مطلعة لـ"وكالة المجس" إلى أن عمل شركات الإعلان، تراجع بشكل ملحوظ منذ تأسيس شركة المبدعون، وإرساء المناقصة عليها، حتى وصل إلى ما نسبته 80 بالمئة، وذلك منذ إعلان حكومة الإنقاذ احتكار القطاع في شركة واحدة تابعة لها، مبينةً أن الشركة تمنع أي شركة خاصة أخرى من تعليق اللافتات والإعلانات على الطرق الرئيسية في إدلب، وسرمدا والدانا، كما تحتكر الإعلانات الطرقية المنتشرة على كافة الأتوسترادات والمراكز الرئيسية في شمال غرب سوريا، مستغلةً الدعم المباشر لها من هيئة تحرير الشام.
ولفتت أن شركة المبدعون التي احتكرت قطاع الإعلانات في شمال غرب سوريا، سمحت لبعض الشركات الأخرى بتعليق اللافتات والإعلانات الطرقية، مشيرةً إلى أن المناطق التي سُمح للشركات نشر اللافتات فيها، تُعتبر من الأماكن التي لا تملك زخماً اقتصادياً كبيراً، الأمر الذي جعل عمل تلك الشركات مقتصراً على تصميم اللافتات للمحال التجارية في القرى والبلدات الصفيرة، فضلاً عن إدارة أعمال المنظمات والمؤسسات التجارية في شمالي سوريا.
وبينت المصادر أن الشركة تمتلك دعماً مالياً كبيراً، يظهر من خلال أعمالها الضخمة على مستوى الشمال السوري، مما جعلها قبلة للشركات الراغبة بنشر الإعلان الطرقية، مؤكدةً أن الدعم المالي الكبير المقدم لها، يُثبت علاقتها المباشرة بهيئة تحرير الشام، وهو ما تثبته الشركة عبر سياستها التحريرية الداعمة للهيئة في كل خلاف أو إشكال يحصل في شمال غرب سوريا.
ونوهت إلى أن "المبدعون السوريون" تتلقى أجوراً عالية من العملاء، الذين يجبرون على العمل معها، كونها الجهة الوحيدة المخولة بوضع اللافتات الطرقية، ويُمنع على غيرها من الشركات وضع أي لافتة أو إعلان في الأماكن الهامة، لافتةً أن منطقة دوار سرمدا والكرة وساحة الساعة بإدلب، جميعها محصورة بإعلانات الشركة المحتكرة، بأسعار تتجاوز الخمسين دولار أميركي لقاء عرض إعلان على الشاشة الإلكترونية لمدة محدودة.
شركة "الراقي" واحتكار المقاولات شمال غرب سوريا
وبعد احتكار هيئة تحرير الشام سوق الإعلانات الطرقية عبر ذراعها الإعلانية "المبدعون السوريون"، دخلت "تحرير الشام" سوق مناقصات المقاولات عبر شركتها "الراقي للإنشاءات" والتي تختص بتنفيذ مشاريع المقاولات المختلفة كإنشاء الكتل السكنية في المخيمات وشق الطرق وإنشاء الخزانات العالية لتزويد المناطق بالمياه.
وقالت مصادر مطلعة لـ"وكالة المجس" إن شركة الراقي للإنشاءات، تُدار من قبل  القيادي في هيئة تحرير الشام "عبد الرحمن سلامة  المُلقب بـ"أبو إبراهيم سلامة" والذي كان يشغل منصب "أمير حلب في جبهة النصرة" سابقاً، ويدير مشاريع الهيئة واستثماراتها حالياً.
وأضافت المصادر أن الشركة استحوذت على مناقصات شق طريق حلب باب الهوى الواصل بين مدينتي سرمدا والدانا شمالي إدلب، مبينةً أن مدير شركة الراقي، ظهر إلى جانب "أبو محمد الجولاني" خلال تدشين وافتتاح الطريق، مشيرةً إلى أن الشركة استحوذت على شق طريق باب الهوى إدلب أيضاً، والذي أنجزت قرابة ثلثه على مدار العامين الماضيين، وذلك كله في مناقصات شكلية دخلت فيها الشركة وحيدة في منافسة نفسها لتربح المناقصة.
ولفتت المصادر أن الشركة استحوذت أيضاً، على مناقصات لإنشاء مدرج لكلية الطب البشري في جامعة إدلب، وعلى مناقصة شق الطرق داخل مدينة باب الهوى الصناعية التي أعلنت عنها حكومة الإنقاذ، ومناقصات إنشاء كل من مخيم الآفاد في منطقة مشهد روحين، وقرية كمونة للمهجرين شمالي باتبو، بالإضافة إلى مناقصة إنشاء قرية البر للمهجرين في جبل كللي، وحفر الآبار في مشروع بابسقا الجديد.
وفضلاً عن ذلك استحوذت الشركة على مناقصات شق وتعبيد كورنيش "مدينة سرمدا الجديدة"، وهي أحد استثمارات هيئة تحرير الشام عن طريق أبو إبراهيم سلامة، بالإضافة إلى تنفيذها معظم الكتل السكنية في المدينة وبناء الخزان العالي ومسجد ومدرسة المدينة ورصف شوارعها بحجر الأنترلوك، بعد مدها لخطوط الكهرباء والإنترنت للمدينة.
وشددت المصادر على أن مناقصة إنشاء مباني الفرع الجديد لجامعة إدلب في مدينة سرمدا الجديدة رست على شركة الراقي للإنشاءات قبل إطلاق المناقصة وأن الشركة قدمت الميزانية التي تحتاج إليها لتنفيذ المناقصة وحصلت على الدفعة الأولى والتي هي ربع القيمة الكلية للمناقصة البالغة 2 مليون دولار.
فيما تتهم الشركات العاملة في مجال المقاولة والإنشاءات الهندسية حكومة الإنقاذ وهيئة تحرير الشام، بدعم "الراقي للإنشاءات"، للاستحواذ على معظم المناقصات من دون أن تقدم عرض السعر الأقل بين الشركات الداخلة في المناقصة، مشيرين إلى أن الشركة استحوذت على عدة مناقصات بـ"الإكراه" مستغلةً نفوذها الواسع وتبعيتها الكاملة لهيئة تحرير الشام.
شركة "وتد" واحتكار المحروقات
تم إنشاؤها بداية العام 2018 من قبل بعض تجار المحروقات والمهندسين ومعظمهم من الشمال السوري، وتعمل في المناطق الحدودية ومدينة إدلب ومعرة مصرين وحارم ومناطق ريف حلب الغربي، التي تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام الجناح العسكري لحكومة الإنقاذ.
وتعود أسباب إنشاء الشركة إلى معاناة مناطق الشمال السوري الخارجة عن سيطرة النظام السوري من انقطاع  مادة المحروقات بشكل مستمر، بالإضافة إلى الارتفاع الكبير في أسعارها، وخاصةً مع انقطاع طريق النفط القادم من شرق سوريا مع بداية معركة عفرين التي أطلقتها القوات التركية بمساندة فصائل المعارضة السورية المدعومة من قبلها خلال عملية “غصن الزيتون” والتي استمرت لأشهر.
الأسباب المذكورة كانت حافزاً لإدخال النفط الأوكراني عن طريق معبر باب الهوى الحدودي عن طريق شركة المحروقات “وتد”، ليكون بديلاً عن المحروقات التي تأتي من الآبار في المناطق الشرقية عند انقطاع الطريق، حيث تقوم تقوم وتد باستيراد النفط الأوكراني عن طريق معبر باب الهوى الحدودي بالتعاون مع شركات نفط تركية، حيث تقوم الأخيرة باستيراد النفط الأوكراني، ويتم بيعه لشركة “وتد” عن طريق معبر باب الهوى.
ومنعت الشركة منذ انطلاقها، وبمساندة من هيئة تحرير الشام، الشركات الأخرى من أخذ تراخيص لمنافستها في مجال الوقود في مناطق إدلب وأجزاء من ريف حلب الغربي الواقع تحت سيطرة حكومة “الإنقاذ”، خوفاً من تقليل أرباحها ومن أجل التحكم في سوق النفط، كما عملت حكومة الإنقاذ على  إغلاق عدة كازيات في مدينة إدلب في خطوة لاحتكار بيع المحروقات في المدينة عبر كازيات تتبع لها ولوتد بشكل مباشر.
كما أسست وتد معملًا لتعبئة أسطوانات الغاز المنزلي وتوزيعه عبر مندوبين ونقاط، وأسست أسواق محروقات متفرقة في مناطق المعارضة، و منحت الشركة تراخيص لمحطات الوقود القديمة والجديدة على أن تكون تبعيتها لها، وفقاً للمصادر.
وأسست وتد سوقًا لاستيراد المحروقات من منطقة عفرين، وتوزيعها على المؤسسات والمحطات وإدراجها ضمن آلية التوزيع، بعد نشاط عمليات استيراد المحروقات المكررة والمستوردة من عفرين القادمة من شرق الفرات، وتُتهم الشركة باحتكار تجارة المحروقات في إدلب، إلا أنها قالت إن أهدافها تنظيم عمليات تجارة المحروقات، وتنظيم استمرارية دخولها، والحفاظ على مخزون محدد لوقت الأزمات.
ومنذ تأسيس وتد، قامت الشركة برفع أسعار المحروقات عشرات المرات، ماعرضها لانتقادات واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن  اتهامات باحتكار استيراد المحروقات عن طريقها حصراً، ثم مالبث الانتقادات أن تحولت إلى مظاهرات شعبية طالبت بكف يد الشركة عن سوق المحروقات في شمال غرب سوريا، إلا أن المظاهرات لم تفلح في ردع الشركة عن رفع الأسعار، بسبب الدعم الكبير المُقدم لها من قبل هيئة تحرير الشام وحكومة الإنقاذ.
شركات وهمية لمنافسة وتد
وعلى إثر الانتقادات التي طالت هيئة تحرير الشام، بسبب الارتفاع المتكرر للمحروقات من قبل شركة وتد، عملت تحرير الشام في عام 2020، على  إنشاء شركتين جديدتين للمحروقات في إدلب تتبعان بشكل غير معلن لأحد أمراء هيئة تحرير الشام وأحد كبار الإداريين في الشركة.
وتم إنشاء هاتين الشركتين، لخلق منافسة وهمية مع شركة وتد وإزالة تهمة احتكار سوق المحروقات عنها، حيث حملت الأولى اسم شركة "كاف للمحروقات" والثانية اسم "الشهباء" وذلك لخلق منافسة وهمية لشركة وتد للبترول.
ووفقاً للمصادر فإن ملكية شركة "كاف" تعود للقيادي في التنظيم، أبو عبد الرحمن زربة، وهو مدير شركة وتد للبترول وصانع فكرة الاحتكار والمنافسة الوهمية، فيما تتبع شركة الشهباء لقيادي آخر بالهيئة يعمل في إدارة شركة وتد، فيما كُلف تاجر من بلدة حزانو بإدارة شركة "كاف" ليكون واجهة مدنية للشركة، ويتم استيراد النفط من تركيا من خلال معبر باب الهوى الحدودي دون قيود، كما ستُدار شركة “الشهباء” من قبل تاجر مدني في بلدة دارة عزة.
شخصيات تجارية تابعة للهيئة تُسيطر على شمال غرب سوريا
أبو عبد الرحمن زربة

يعتبر أبو عبد الرحمن زربة، من أبرز الشخصيات المقربة من زعيم هيئة تحرير الشام "أبومحمد الجولاني، وتُشير مصادر مطلعة لـ"وكالة المجس" أن الزربة شغل منصب مندوب الهيئة، ضمن جيش الفتح  الذي أسسته فصائل المعارضة السورية عام 2015، وتم من خلاله السيطرة على محافظة إدلب بالكامل وطرد النظام منها.
وتُضيف المصادر أن الزربة ينحدر من مدينة دركوش غربي محافظة إدلب، ويُدعى "مصطفى قديد"، مبينةً أنه كان يعمل بمجال صناعة المعجنات وبيعها، قبيل انتمائه لجبهة النصرة عام 2013، مشيرين إلى أن الزربة لا يملك أي تحصيل علمي، وأنه كان من أبناء الطبقة الفقيرة قُبيل دخوله عالم التنظيمات السلفية.
ولفتت المصادر، أنه مع حلول عام 2017، وتشكيل هيئة تحرير الشام، لحكومة الإنقاذ، عُين الزربة كمدير للملف الاقتصادي بالهيئة، واستغل الزربة سلطته لبسط سيطرته على جميع المفاصل الاقتصادية في المنطقة، إضافة لعمليات الاستيراد والتصدير عبر شركات تابعة بشكل غير معلن لتحرير الشام، وأبرزها شركة “وتد” للمحروقات، وشركة “الزاجل” للتخليص الجمركي، مشيرةً إلى أن الزربة كان له نصيب كبير، في عملية انشاء المعابر ورسم سياستها، التي تنص على فرض الإتاوات المالية على البضائع الصادرة والمستوردة إلى محافظة إدلب.
أبو إبراهيم سلامة
يعتبر سلامة من ابرز القيادات التي ساهمت بتأسيس “جبهة النصرة” في محافظة حلب، وشغل منصب أمير حلب عام 2016 ، بعد تحول جبهة النصرة إلى اسم جبهة فتح الشام، وأوكل لسلامة بعد خروج فصائل المعارضة السورية من محافظة حلب إلى إدلب، مهمات اقتصادية من شأنها تحسين الواقع الاقتصادي لتحرير الشام وابتكار أساليب تمكنها من الاستمرار ومزاولة نشاطها، على الرغم من عدم وجود أي دعم عسكري أو مادي لها من الدول الإقليمية.
ويتصدر سلامة وفقاً للمصادر، شركات المقاولات التابعة لحكومة الإنقاذ، كشركة الراقي للمقاولات والتعهدات، حيث يعمل سلامة عبر الشركة على استجرار أي عمل بناء أو ترميم في المنطقة، إضافة لكسب أي مناقصة عامة يتم الإعلان عنها، كمشروعي إدلب-باب الهوى، وحلب-باب الهوى.
خطط لجعل إدلب بيئة استثمارية كبيرة
وفي مطلع كانون الثاني 2022، كشف قائد هيئة تحرير الشام "أبو محمد الجولاني"، عن مخطط لتحويل المناطق الخاضعة لحكمه، إلى بيئة استثمارية كبيرة، عبر وضع ما وصفها "خطة استراتيجية" في البناء والتنمية الاقتصادية.
وقال الجولاني إن "المحرر يسير بخطة استراتيجية منذ أكثر من ثلاث سنوات في البناء والتقدم، والتنمية الاقتصادية وتنمية المحرر فيها جوانب كثيرة، وما ترونه اليوم من الطريق هو ثمرة أولى ومبدئية، وليست الأكبر بل هي متوسطة الحجم لما ترونه في المستقبل".
وأضاف أن  الخطة تهدف لـ "الحفاظ على الموارد البشرية والقيام بالمؤسسات التربوية والتعليمية"، مبيناً أنه من ضمن الخطة الاستراتيجية طرق معبدة ومشافي قد أنشأت، وبناء جامعات واتصالات وكهرباء.
وتسيطر هيئة تحرير الشام على كامل مدينة إدلب وريفها إلى جانب ريف حلب الغربي، وأجزاء من ريف حماه واللاذقية وتتمتع بشبكة اقتصادية كبيرة ومعقدة، إذ تُعتبر المعابر الحدودية من أكبر موارد الهيئة، وخاصة معبر باب الهوى الذي يعد البوابة الأبرز التي تغذي الهيئة بالموارد المالية.
وكان الجولاني قد أشار في أيار الفائت، خلال لقائه مع شيوخ عشائر في إدلب إلى أن "المرحلة الحالية هي مرحلة إعداد وبناء مؤسسات، استعداد لحرب كبيرة، وفي نفس الوقت نبني مؤسسات، وكل مؤسسة نبنيها في المناطق المحررة نتقدم خطوة باتجاه دمشق".