تعرف على شبكة سجون تنظيم الدولة في سوريا

كشف "المركز السوري للعدالة والمساءلة" عن 152 مركزاً كان يشكل شبكة السجون التي استخدمها تنظيم الدولة في سوريا متوزعة على محافظات حلب والرقة والحسكة ودير الزور، وذلك إبان فترة سيطرة التنظيم بين عامي 2013 و2017، مشيراً إلى أن المراكز المذكورة لعبت دوراً محورياً في إخفاء وإعدام الضحايا الذين عثر على جثة ستة آلاف منهم وهو نصف العدد الذي  تم توثيقه من قبل المركز.
وقال المركز في تقريره الذي حمل عنوان "إحياء الأمل: البحث عن ضحايا داعش من المفقودين"، إن التنظيم اعتقل وأخفى بين عامي 2013 و2017 ، الآلاف من الأشخاص في شمال وشرق سوريا، كاشفاً وجود ما يقارب ستة آلاف منهم في عداد المفقودين، وأردف "لا تزال أسرهم تعيش في حالة من الحزن وعدم اليقين".
وبين أن عدد الجثث المستخرجة من المقابر الجماعية، ومن أنقاض الأبنية المدمرة بلغ ستة آلاف جثة، مشيراً إلى أنها نسبة قد تشكل ما يقرب من نصف العدد الإجمالي للأشخاص المفقودين، مؤكداً أن التنظيم أخفى معتقليه في 152 مركز شرطة، بالإضافة إلى قطع المعسكرات التدريبة والسجون الأمنية السرية، وأصدر فيها أحكام إعدام ونفذ معظمها بإجراءات شكلية.
وشدد التقرير على أن بعض الجناة والمتورطين في عمليات التصفية من التنظيم، لا زالوا على قيد الحياة في سجون قوات سوريا الديمقراطية المسيطر الحالي على شمال شرق سوريا، مشيراً إلى قدرتهم على التعرف على رفات الضحايا، لافتاً أن عدداً من الجناة عادوا إلى بلدانهم الأصلية بعد نهاية المعارك ضد التنظيم في سوريا والعراق.
ورجح التقرير ألا يتم طي ملف تنظيم الدولة بشكل نهائي، قبل البت في ملف المفقودين وأضاف "لا يمكن ضمان الهزيمة الدائمة للتنظيم دون تحقيق العدالة لضحايا جرائمه بمن فيهم المفقودين".
واعتمد المركز على مزيج من الشهادات الشفوية والمستندات التي حصل عليها خلال العام الماضي، وكشف في تقريره أنه التقى 221 عائلة من أسر المفقودين، كما أجرى 21مقابلة مع شهود أو ناجين من سجون التنظيم، بالإضافة لـ12 مقابلة مع منتمين سابقين للتنظيم وشهود مطلعين على تفاصيل عمليات التنظيم.
وكشف عن ثلاثة أنواع رئيسة لتلك المراكز، وهي مراكز الحسبة التي كانت الأكثر انتشاراً على اعتبار أنها كانت تضم أشخاصاً ارتكبوا مخالفات بسيطة في نظر التنظيم كـ "التدخين، التلفظ بكلمات نابية"، ومراكز الشرطة الإسلامية التي كان يسجن بها أشخاص تم تطبيق قانون التنظيم المدني والجنائي في حقهم، أما المركز الرئيسي الثالث الذي مر به المفقودون فهو السجون الأمنية التي كانت تستخدم لاحتجاز المعتقلين الذين يعدهم التنظيم من ذوي الأهمية السياسية أو يشكلون تهديداً له.
وبنهاية التقرير، قدم المركز جملة من التوصيات للسلطات المحلية والمجتمع الدولي بقصد توعية الجميع بضرورة المساهمة في كشف جرائم التنظيم ومعرف مصير المفقودين والعدد الحقيقي لضحاياه خلال فترة نشاطه التي دامت أكثر من ثلاثة أعوام.

ذات صلة